* وزير العدل الأمريكي يتعهد "باتخاذ إجراءات" بعد حادثة إطلاق النار
واشنطن - نشأت الإمام، وكالات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أنه سيتوجه إلى باركلاند في فلوريدا حيث قتل شاب في التاسعة عشرة مستخدما بندقية هجومية 17 شخصا في مدرسة بالولاية.
وقال ترامب في كلمة مقتضبة "اعتزم التوجه إلى باركلاند للقاء العائلات وقوات الأمن المحلية ومواصلة تنسيق الرد الفدرالي"، لافتا إلى أنه يخاطب "أمة تتألم".
ولم يشر إلى "الأسلحة النارية"، علما بان مطلق النار استخدم بندقية نصف رشاشة خلال إطلاقه النار في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس.
في المقابل، وعد ترامب بالتصدي "للمشكلة الصعبة المتمثلة في الأمراض النفسية"، مكررا خطابا سبق أن استخدمه صباحا واصفا في تغريدة مطلق النار بأنه "مختل عقليا".
وأضاف "إذا احتجتم إلى مساعدة، الجؤوا إلى أستاذ أو أحد أفزاد عائلتكم أو عنصر شرطة محلية أو مسؤول ديني. ردوا على الكراهية بالحب، ردوا على الوحشية بالتهذيب".
بدوره، تعهد جيف سيشنز وزير العدل الأمريكي بأن تعمل الوزارة بقوة على تطبيق القوانين الاتحادية الخاصة بالأسلحة وجرائم العنف وتحديد هوية الأشخاص المحتمل تورطهم في إطلاق نار عشوائي على نحو وقائي.
وقال سيشنز في اجتماع لقادة الشرطة "لا يمكن إنكار وجود أمر خطير وضار. نشاهد مجددا أطفالنا المذعورين وهم يخرجون من مدرستهم واضعين أيديهم فوق رؤوسهم". وأضاف "سنتخذ إجراءات. علينا التصدي لهذه الموجة".
ودعا مشرعون في الكونغرس، وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اتخاذ إجراء بشأن العنف المسلح لمنع وقوع مأساة أخرى في أمريكا، وذلك عقب حادثة إطلاق النار في فلوريدا.
وفى الساعات التي تلت إطلاق النار، قدم ترامب تعازيه لأسر الضحايا، وقال في تغريدة له صباح الخميس إن "الكثير من الدلائل تشير إلى أن مطلق النار في فلوريدا كان مضطربا عقليا، حتى طرد من المدرسة بسبب السلوك السيئ وغير المنتظم، وكان الجيران وزملاؤه يعرفون انه لديه مشاكل كبيرة، وكان يجب عليهم أن يبلغوا عن مثل هذه الحالات للسلطات".
واتهم نيكولاس جاكوب كروز البالغ من العمر 19 عاما 17 اتهاما بالقتل العمد صباح الخميس بعد أن استجوبته السلطات الفيدرالية والولاية بعد ساعات من إطلاق النار. وتم نقل 15 من الجرحى الناجين إلى المستشفى حيث نقل جثث من داخل مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية.
وتوالت الدعوات والمناشدات للقيام بخطوات جدية من الحكومة الأمريكية تجاه منح ترخيص حمل السلاح، واستمرت القنوات المحلية في إجراء مقابلات مع مسؤولين في الكونغرس ومجلس الشيوخ حول الأمر، وبدأت الدعوات والتوقيعات في مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على الحكومة من أجل وقف أو تقنين منح تراخيص الأسلحة للأفراد.
وبدأت ميليسا فالكوفسكي المعلمة التي نجت من إطلاق النار في المدرسة الثانوية في فلوريدا البكاء خلال مقابلة ودعت لاتخاذ إجراءات بشأن العنف المسلح.
وقالت ميليسا فالكوفسكي، أثناء ظهورها على قناة تلفزيونية محلية، إنها لا تعتقد أن المدرسة كان يمكن أن تكون أكثر استعدادا، مشيرة إلى أن المعلمين تحدثوا إلى طلابهم حول ما يجب القيام به في هذا الوضع.
وقالت "كانوا يعرفون ماذا يفعلون، ونحن نعرف ماذا نفعل، وحتى مع ذلك، لا يزال لدينا 17 ضحية، 17 شخصا لن يعودوا إلى أسرهم وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق". .
وأضافت "لقد حان الوقت للكونغرس والحكومة وشخص ما للقيام بشيء وان الوقت قد حان للحديث عن ما هي المشكلة ومحاولة إصلاحها".
وقال وزير التعليم بيتسي ديفوس الخميس إنه يتعين على الكونجرس عقد جلسات استماع حول إطلاق النار على المدارس.
"يحتاج الكونغرس لعقد جلسات استماع حول هذه القضايا. وقال ديفوس في مقابلة تلفزيونية"لقد رأينا الكثير من المناقشات حول هذا الأمر في كل مرة يتأخر اتخاذ الإجراء المناسب، ويقع حادث آخر".
وأضاف "نحتاج إلى إجراء محادثة على المستوى الذي يمكن فيه للمشرعين أن يؤثروا في المستقبل، أنها وظيفتهم".
بيد أن عددا من أعضاء الكونغرس قد أعربوا بالفعل عن آرائهم بشأن مراقبة الأسلحة.
وقال السيناتور تشاك جراسلى إن الكونغرس لم يقم بعمل جيد في فك رموز من يجب أن يكون قادرا على الحصول على البنادق. "لم نقم بعمل جيد جدا للتأكد من أن الأشخاص الذين لديهم أسباب عقلية تؤكد عدم القدرة على التعامل مع الأسلحة، يجب علينا الحصول على أسمائهم في ملفات مكتب التحقيقات الاتحادي ونحن بحاجة إلى التركيز على ذلك".
إلى ذلك قال شريف منطقة براودر وهو أحد مسؤولي شرطة فلوريدا إن البنادق شبه الآلية تبدو مثل الأسلحة العسكرية، وفي كثير من الحالات هم، ولكن معظم أنواع بنادق أر 15 شبه الآلية - المستخدمة في الحادث - تعتبر قانونية للاستخدام المدني في جميع أنحاء الولايات المتحدة. في فلوريدا، يمكن لأي شخص شراء بندقية طالما أنه ليس مداناً من قبل.
وأضاف "تم الحصول على معظم البنادق المستخدمة في عمليات إطلاق النار الجماعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة - من متاجر للأسلحة، أو أخذت من أحد أفراد الأسرة معه تصريح بحملها".
وقال فرانك سميث، خبير الأسلحة ومؤسس "جي إس إس"، وهي منظمة تدرب الصحفيين من أجل الإبلاغ عن القتال "تم تصميم أر-15 لقتل مقاتلين وأعداء متعددين في وقت واحد، ولكن بالطبع في يد مطلق النار العشوائي أو الذي يستهدف المدنيين، فهي تمكنه من استهداف عدة أشخاص في فترة قصيرة من الزمن".
وقالت المحللة السياسية سارة برنار لـ "الوطن" انه "عندما تقع حوادث إطلاق النار المميتة مثل تلك التي وقعت في عيد الحب في مقاطعة بروارد، في فلوريدا، غالبا ما تتبعها دعوات لاتخاذ تدابير أمنية أكثر صرامة. فعلى سبيل المثال، بعد قضية 23 يناير التي يدعى أن طالبا يبلغ من العمر 15 عاما أطلق النار على طالبين وجرح 16 آخرين في مدرسة ثانوية صغيرة في كنتاكي، دعا بعض المشرعين في كنتاكي إلى إلغاء تصاريح الأسلحة إلا بضوابط معينة، وغيرها الكثير من حوادث إطلاق النار في المدارس الثانوية". وأضافت "لكن بعد أيام يفتر الحديث عن منع حمل السلاح للمواطنين، إلى أن نفاجأ بحادث جديد، حينها نظل نتحدث مجدداً دون اتخاذ التدابير اللازمة".
وتحاول سلطات ولاية فلوريدا تقديم أي تفسير لأسباب قيام تلميذ سابق مسلح برشاش من نوع "إيه
أر-15" بفتح النار في مدرسة الأربعاء موديا بحياة 17 شخصا على الأقل.
وقال سكوت إيزراييل مسؤول شرطة مقاطعة برووراد إن مطلق النار يدعى نيكولاس كروز "19 عاما" وهو تلميذ سابق في ثانوية مارجوري ستونمان دوغلاس في مدينة باركلاند، وكان قد طرد من مدرسته "لأسباب تأديبية". وهو حاليا مسجل في مدارس برووارد الرسمية.
وكروز الذي وصفه زملاؤه الطلاب بأنه "مضطرب" اعتقل في بلدة كورال سبرينغز المجاورة بعد المجزرة التي وقعت يوم عيد الحب. ونقل إلى المستشفى للعلاج من جروح طفيفة، بحسب ايزراييل.
وأضاف أنه اختبأ وسط طلاب كانوا يفرون من المدرسة قبل أن يتم القبض عليه، بحسب مسؤولين.
وتابع المسؤول نفسه "بدأنا فحص مواقعه الإلكترونية وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة به، وبعض الأمور (...) مقلقة للغاية".
وأضاف "إذا كان شخص ما ميالا لارتكاب مثل هذه الحادثة المروعة بالتوجه إلى مدرسة وإطلاق النار على الناس (...) لا أحد ولا أي سلطة لتطبيق قانون يمكنه القيام بالكثير حيال الأمر".
وقال إيزراييل إن طلابا وبالغين قتلوا، تم التعرف على هويات 12 منهم.
وقتل 15 شخصا في المدرسة نفسها ونقل 17 إلى المستشفى توفي اثنان منهم متأثرين بإصابتهما، بحسب مكتب مسؤول الشرطة. ومن بين القتلى مدرب لكرة القدم فيما أحد التلاميذ الجرحى هو نجل مساعد ايزراييل.
وقال إيزارييل "إنه يوم رهيب لباركلاند" المدينة الواقعة على بعد 80 كلم شمال ميامي ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة.
وقال أستاذ في المدرسة أن كروز اعتبر في وقت سابق بأنه يمثل تهديدا محتملا على رفاقه الطلاب.
وقال الأستاذ جيم غارد في مقابلة مع صحيفة ميامي هيرالد "أُبلغنا العام الماضي أنه يٌمنع من دخول حرم المدرسة إذا كان معه حقيبة ظهر".
وأضاف "برزت مشكلات معه العام الماضي عندما هدد طلابا، واعتقد أنه طُلب منه مغادرة المدرسة".
وذكرت تقارير أن كروز انضم إلى برنامج مخصص للشباب لتدريب ضباط الاحتياط في القوات المسلحة، عندما كان مسجلا في المدرسة.
وقال مصدر من أجهزة تطبيق القانون لشبكة "سي بي أس نيوز" إن المسلح أطلق جرس الإنذار من الحرائق قبل أن يفتح النار، لكن إيزراييل لم يتمكن من تأكيد هذه الأنباء.
وحادثة الأربعاء هي واحدة من 20 حادثة من نوعها في مدارس منذ مطلع العام، وستحيي الجدل على مسالة العنف المرتبط بحيازة الأسلحة في الولايات المتحدة، حيث تسجل 33 ألف وفاة سنويا في عمليات إطلاق نار.
ورفض حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت - الذي وصف المجزرة بأنها "شر مطلق" - التعليق على مسألة ضبط حيازة الأسلحة في أعقاب الحادثة.
وقال سكوت وهو جمهوري "هناك وقت لنواصل هذا النقاش حول كيف يمكننا من خلال تطبيق القانون ومن خلال التمويل لعلاج الأمراض العقلية، التأكد من أمن وسلامة الناس وسنواصل القيام بذلك".
وفي المؤتمر الصحافي نفسه قالت المدعية العامة لولاية فلوريدا بام بوندي إن الولاية ستتحمل تكاليف دفن الضحايا وتقدم العلاج النفسي للناجين. وأضافت "سنواصل العمل سويا كفريق، كأسرة وسنقدم الحب والعناية لكل هؤلاء الضحايا وأفراد عائلاتهم".
من ناحيتها قالت رئيسة بلدية باركلاند كريستين هانشوفسكي لشبكة "سي أن أن" إنها تحدثت إلى عدد من التلاميذ بعد وقت قصير على وقوع المجزرة".
وأوضحت "كانوا خائفين جدا (...) وفي حالة صدمة عندما خرجوا".
وخرج الطلاب وكان البعض منهم رافعين أياديهم في الهواء، وسط حراسة الشرطة المسلحة وكانت آلية مدرعة لقوات التدخل السريع في الجوار.
وقالت الطالبة جييلا دودو لشبكة "سي بي أس نيوز" إنها خرجت مع زملائها الطلاب بهدوء بعد أن سمعوا ما ظنوا أنه إطلاق جرس إنذار من الحرائق في إجراء روتيني. وأوضحت "انطلق جرس الإنذار وكان علينا إخلاء صفوفنا (...) ثم سمعنا طلقات نارية".
وأضافت "سمعت حوالى 6 طلقات، ثم بدأ البعض بالركض ثم بدأ الجميع يركض وفكرنا "إذا كان ذلك حقيقة فلنركض"".
وقالت المعلمة ميليسا فالكوسكي لشبكات أنباء الأمريكية إنها ساعدت 19 تلميذا على الاختباء في خزانة معها. وأوضحت "بقينا هناك لنحو 40 دقيقة. اختبأنا في الخزانة إلى أن جاء فريق التدخل السريع وأخرجنا".
وشوهد عناصر الشرطة وكانوا يرتدون سترات مقاومة للرصاص ومسلحين برشاشات في مختلف المواقع في المدرسة الواسعة التي تضم نحو ثلاثة آلاف تلميذ.
وقال المسؤول عن القطاع التعليمي في المقاطعة روبرت رانسي "إنه يوم رهيب لنا".
وقال جوزف بانيكولنغارا "61 عاما" الذي ترتاد ابنة شقيقه ديا "17 عاما" المدرسة "إنه يوم حزين لي ولأسرتي".
وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) إنه يقدم المساعدة للشرطة المحلية في التحقيقات.
وردا على سؤال حول الإجراءات الأمنية في المدرسة أكدت رئيسة البلدية أن ضابط شرطة يتواجد بشكل متواصل في المدرسة مضيفة "هناك نقطة دخول واحدة".
وقدم الرئيس دونالد ترامب "صلواته وتعازيه لعائلات الضحايا". وطلب في تغريدة "يجب ان لا يشعر أيّ طفل او مدرّس أو أي شخص بأنه في خطر داخل مدرسة أمريكية".
لكن منذ يناير 2013 وقعت على الأقل 291 عملية إطلاق نار في مدارس في أنحاء الولايات المتحدة - ما معدله حادثة أسبوعيا، بحسب مجموعة غير ربحية تطالب بمراقبة الأسلحة.
وقالت المعلمة فالكوسكي التي حمت تلاميذها داخل خزانة "واضح جدا أننا نخذل أولادنا هنا".
واشنطن - نشأت الإمام، وكالات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أنه سيتوجه إلى باركلاند في فلوريدا حيث قتل شاب في التاسعة عشرة مستخدما بندقية هجومية 17 شخصا في مدرسة بالولاية.
وقال ترامب في كلمة مقتضبة "اعتزم التوجه إلى باركلاند للقاء العائلات وقوات الأمن المحلية ومواصلة تنسيق الرد الفدرالي"، لافتا إلى أنه يخاطب "أمة تتألم".
ولم يشر إلى "الأسلحة النارية"، علما بان مطلق النار استخدم بندقية نصف رشاشة خلال إطلاقه النار في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس.
في المقابل، وعد ترامب بالتصدي "للمشكلة الصعبة المتمثلة في الأمراض النفسية"، مكررا خطابا سبق أن استخدمه صباحا واصفا في تغريدة مطلق النار بأنه "مختل عقليا".
وأضاف "إذا احتجتم إلى مساعدة، الجؤوا إلى أستاذ أو أحد أفزاد عائلتكم أو عنصر شرطة محلية أو مسؤول ديني. ردوا على الكراهية بالحب، ردوا على الوحشية بالتهذيب".
بدوره، تعهد جيف سيشنز وزير العدل الأمريكي بأن تعمل الوزارة بقوة على تطبيق القوانين الاتحادية الخاصة بالأسلحة وجرائم العنف وتحديد هوية الأشخاص المحتمل تورطهم في إطلاق نار عشوائي على نحو وقائي.
وقال سيشنز في اجتماع لقادة الشرطة "لا يمكن إنكار وجود أمر خطير وضار. نشاهد مجددا أطفالنا المذعورين وهم يخرجون من مدرستهم واضعين أيديهم فوق رؤوسهم". وأضاف "سنتخذ إجراءات. علينا التصدي لهذه الموجة".
ودعا مشرعون في الكونغرس، وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اتخاذ إجراء بشأن العنف المسلح لمنع وقوع مأساة أخرى في أمريكا، وذلك عقب حادثة إطلاق النار في فلوريدا.
وفى الساعات التي تلت إطلاق النار، قدم ترامب تعازيه لأسر الضحايا، وقال في تغريدة له صباح الخميس إن "الكثير من الدلائل تشير إلى أن مطلق النار في فلوريدا كان مضطربا عقليا، حتى طرد من المدرسة بسبب السلوك السيئ وغير المنتظم، وكان الجيران وزملاؤه يعرفون انه لديه مشاكل كبيرة، وكان يجب عليهم أن يبلغوا عن مثل هذه الحالات للسلطات".
واتهم نيكولاس جاكوب كروز البالغ من العمر 19 عاما 17 اتهاما بالقتل العمد صباح الخميس بعد أن استجوبته السلطات الفيدرالية والولاية بعد ساعات من إطلاق النار. وتم نقل 15 من الجرحى الناجين إلى المستشفى حيث نقل جثث من داخل مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس الثانوية.
وتوالت الدعوات والمناشدات للقيام بخطوات جدية من الحكومة الأمريكية تجاه منح ترخيص حمل السلاح، واستمرت القنوات المحلية في إجراء مقابلات مع مسؤولين في الكونغرس ومجلس الشيوخ حول الأمر، وبدأت الدعوات والتوقيعات في مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على الحكومة من أجل وقف أو تقنين منح تراخيص الأسلحة للأفراد.
وبدأت ميليسا فالكوفسكي المعلمة التي نجت من إطلاق النار في المدرسة الثانوية في فلوريدا البكاء خلال مقابلة ودعت لاتخاذ إجراءات بشأن العنف المسلح.
وقالت ميليسا فالكوفسكي، أثناء ظهورها على قناة تلفزيونية محلية، إنها لا تعتقد أن المدرسة كان يمكن أن تكون أكثر استعدادا، مشيرة إلى أن المعلمين تحدثوا إلى طلابهم حول ما يجب القيام به في هذا الوضع.
وقالت "كانوا يعرفون ماذا يفعلون، ونحن نعرف ماذا نفعل، وحتى مع ذلك، لا يزال لدينا 17 ضحية، 17 شخصا لن يعودوا إلى أسرهم وهذا أمر غير مقبول على الإطلاق". .
وأضافت "لقد حان الوقت للكونغرس والحكومة وشخص ما للقيام بشيء وان الوقت قد حان للحديث عن ما هي المشكلة ومحاولة إصلاحها".
وقال وزير التعليم بيتسي ديفوس الخميس إنه يتعين على الكونجرس عقد جلسات استماع حول إطلاق النار على المدارس.
"يحتاج الكونغرس لعقد جلسات استماع حول هذه القضايا. وقال ديفوس في مقابلة تلفزيونية"لقد رأينا الكثير من المناقشات حول هذا الأمر في كل مرة يتأخر اتخاذ الإجراء المناسب، ويقع حادث آخر".
وأضاف "نحتاج إلى إجراء محادثة على المستوى الذي يمكن فيه للمشرعين أن يؤثروا في المستقبل، أنها وظيفتهم".
بيد أن عددا من أعضاء الكونغرس قد أعربوا بالفعل عن آرائهم بشأن مراقبة الأسلحة.
وقال السيناتور تشاك جراسلى إن الكونغرس لم يقم بعمل جيد في فك رموز من يجب أن يكون قادرا على الحصول على البنادق. "لم نقم بعمل جيد جدا للتأكد من أن الأشخاص الذين لديهم أسباب عقلية تؤكد عدم القدرة على التعامل مع الأسلحة، يجب علينا الحصول على أسمائهم في ملفات مكتب التحقيقات الاتحادي ونحن بحاجة إلى التركيز على ذلك".
إلى ذلك قال شريف منطقة براودر وهو أحد مسؤولي شرطة فلوريدا إن البنادق شبه الآلية تبدو مثل الأسلحة العسكرية، وفي كثير من الحالات هم، ولكن معظم أنواع بنادق أر 15 شبه الآلية - المستخدمة في الحادث - تعتبر قانونية للاستخدام المدني في جميع أنحاء الولايات المتحدة. في فلوريدا، يمكن لأي شخص شراء بندقية طالما أنه ليس مداناً من قبل.
وأضاف "تم الحصول على معظم البنادق المستخدمة في عمليات إطلاق النار الجماعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة - من متاجر للأسلحة، أو أخذت من أحد أفراد الأسرة معه تصريح بحملها".
وقال فرانك سميث، خبير الأسلحة ومؤسس "جي إس إس"، وهي منظمة تدرب الصحفيين من أجل الإبلاغ عن القتال "تم تصميم أر-15 لقتل مقاتلين وأعداء متعددين في وقت واحد، ولكن بالطبع في يد مطلق النار العشوائي أو الذي يستهدف المدنيين، فهي تمكنه من استهداف عدة أشخاص في فترة قصيرة من الزمن".
وقالت المحللة السياسية سارة برنار لـ "الوطن" انه "عندما تقع حوادث إطلاق النار المميتة مثل تلك التي وقعت في عيد الحب في مقاطعة بروارد، في فلوريدا، غالبا ما تتبعها دعوات لاتخاذ تدابير أمنية أكثر صرامة. فعلى سبيل المثال، بعد قضية 23 يناير التي يدعى أن طالبا يبلغ من العمر 15 عاما أطلق النار على طالبين وجرح 16 آخرين في مدرسة ثانوية صغيرة في كنتاكي، دعا بعض المشرعين في كنتاكي إلى إلغاء تصاريح الأسلحة إلا بضوابط معينة، وغيرها الكثير من حوادث إطلاق النار في المدارس الثانوية". وأضافت "لكن بعد أيام يفتر الحديث عن منع حمل السلاح للمواطنين، إلى أن نفاجأ بحادث جديد، حينها نظل نتحدث مجدداً دون اتخاذ التدابير اللازمة".
وتحاول سلطات ولاية فلوريدا تقديم أي تفسير لأسباب قيام تلميذ سابق مسلح برشاش من نوع "إيه
أر-15" بفتح النار في مدرسة الأربعاء موديا بحياة 17 شخصا على الأقل.
وقال سكوت إيزراييل مسؤول شرطة مقاطعة برووراد إن مطلق النار يدعى نيكولاس كروز "19 عاما" وهو تلميذ سابق في ثانوية مارجوري ستونمان دوغلاس في مدينة باركلاند، وكان قد طرد من مدرسته "لأسباب تأديبية". وهو حاليا مسجل في مدارس برووارد الرسمية.
وكروز الذي وصفه زملاؤه الطلاب بأنه "مضطرب" اعتقل في بلدة كورال سبرينغز المجاورة بعد المجزرة التي وقعت يوم عيد الحب. ونقل إلى المستشفى للعلاج من جروح طفيفة، بحسب ايزراييل.
وأضاف أنه اختبأ وسط طلاب كانوا يفرون من المدرسة قبل أن يتم القبض عليه، بحسب مسؤولين.
وتابع المسؤول نفسه "بدأنا فحص مواقعه الإلكترونية وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة به، وبعض الأمور (...) مقلقة للغاية".
وأضاف "إذا كان شخص ما ميالا لارتكاب مثل هذه الحادثة المروعة بالتوجه إلى مدرسة وإطلاق النار على الناس (...) لا أحد ولا أي سلطة لتطبيق قانون يمكنه القيام بالكثير حيال الأمر".
وقال إيزراييل إن طلابا وبالغين قتلوا، تم التعرف على هويات 12 منهم.
وقتل 15 شخصا في المدرسة نفسها ونقل 17 إلى المستشفى توفي اثنان منهم متأثرين بإصابتهما، بحسب مكتب مسؤول الشرطة. ومن بين القتلى مدرب لكرة القدم فيما أحد التلاميذ الجرحى هو نجل مساعد ايزراييل.
وقال إيزارييل "إنه يوم رهيب لباركلاند" المدينة الواقعة على بعد 80 كلم شمال ميامي ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة.
وقال أستاذ في المدرسة أن كروز اعتبر في وقت سابق بأنه يمثل تهديدا محتملا على رفاقه الطلاب.
وقال الأستاذ جيم غارد في مقابلة مع صحيفة ميامي هيرالد "أُبلغنا العام الماضي أنه يٌمنع من دخول حرم المدرسة إذا كان معه حقيبة ظهر".
وأضاف "برزت مشكلات معه العام الماضي عندما هدد طلابا، واعتقد أنه طُلب منه مغادرة المدرسة".
وذكرت تقارير أن كروز انضم إلى برنامج مخصص للشباب لتدريب ضباط الاحتياط في القوات المسلحة، عندما كان مسجلا في المدرسة.
وقال مصدر من أجهزة تطبيق القانون لشبكة "سي بي أس نيوز" إن المسلح أطلق جرس الإنذار من الحرائق قبل أن يفتح النار، لكن إيزراييل لم يتمكن من تأكيد هذه الأنباء.
وحادثة الأربعاء هي واحدة من 20 حادثة من نوعها في مدارس منذ مطلع العام، وستحيي الجدل على مسالة العنف المرتبط بحيازة الأسلحة في الولايات المتحدة، حيث تسجل 33 ألف وفاة سنويا في عمليات إطلاق نار.
ورفض حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت - الذي وصف المجزرة بأنها "شر مطلق" - التعليق على مسألة ضبط حيازة الأسلحة في أعقاب الحادثة.
وقال سكوت وهو جمهوري "هناك وقت لنواصل هذا النقاش حول كيف يمكننا من خلال تطبيق القانون ومن خلال التمويل لعلاج الأمراض العقلية، التأكد من أمن وسلامة الناس وسنواصل القيام بذلك".
وفي المؤتمر الصحافي نفسه قالت المدعية العامة لولاية فلوريدا بام بوندي إن الولاية ستتحمل تكاليف دفن الضحايا وتقدم العلاج النفسي للناجين. وأضافت "سنواصل العمل سويا كفريق، كأسرة وسنقدم الحب والعناية لكل هؤلاء الضحايا وأفراد عائلاتهم".
من ناحيتها قالت رئيسة بلدية باركلاند كريستين هانشوفسكي لشبكة "سي أن أن" إنها تحدثت إلى عدد من التلاميذ بعد وقت قصير على وقوع المجزرة".
وأوضحت "كانوا خائفين جدا (...) وفي حالة صدمة عندما خرجوا".
وخرج الطلاب وكان البعض منهم رافعين أياديهم في الهواء، وسط حراسة الشرطة المسلحة وكانت آلية مدرعة لقوات التدخل السريع في الجوار.
وقالت الطالبة جييلا دودو لشبكة "سي بي أس نيوز" إنها خرجت مع زملائها الطلاب بهدوء بعد أن سمعوا ما ظنوا أنه إطلاق جرس إنذار من الحرائق في إجراء روتيني. وأوضحت "انطلق جرس الإنذار وكان علينا إخلاء صفوفنا (...) ثم سمعنا طلقات نارية".
وأضافت "سمعت حوالى 6 طلقات، ثم بدأ البعض بالركض ثم بدأ الجميع يركض وفكرنا "إذا كان ذلك حقيقة فلنركض"".
وقالت المعلمة ميليسا فالكوسكي لشبكات أنباء الأمريكية إنها ساعدت 19 تلميذا على الاختباء في خزانة معها. وأوضحت "بقينا هناك لنحو 40 دقيقة. اختبأنا في الخزانة إلى أن جاء فريق التدخل السريع وأخرجنا".
وشوهد عناصر الشرطة وكانوا يرتدون سترات مقاومة للرصاص ومسلحين برشاشات في مختلف المواقع في المدرسة الواسعة التي تضم نحو ثلاثة آلاف تلميذ.
وقال المسؤول عن القطاع التعليمي في المقاطعة روبرت رانسي "إنه يوم رهيب لنا".
وقال جوزف بانيكولنغارا "61 عاما" الذي ترتاد ابنة شقيقه ديا "17 عاما" المدرسة "إنه يوم حزين لي ولأسرتي".
وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) إنه يقدم المساعدة للشرطة المحلية في التحقيقات.
وردا على سؤال حول الإجراءات الأمنية في المدرسة أكدت رئيسة البلدية أن ضابط شرطة يتواجد بشكل متواصل في المدرسة مضيفة "هناك نقطة دخول واحدة".
وقدم الرئيس دونالد ترامب "صلواته وتعازيه لعائلات الضحايا". وطلب في تغريدة "يجب ان لا يشعر أيّ طفل او مدرّس أو أي شخص بأنه في خطر داخل مدرسة أمريكية".
لكن منذ يناير 2013 وقعت على الأقل 291 عملية إطلاق نار في مدارس في أنحاء الولايات المتحدة - ما معدله حادثة أسبوعيا، بحسب مجموعة غير ربحية تطالب بمراقبة الأسلحة.
وقالت المعلمة فالكوسكي التي حمت تلاميذها داخل خزانة "واضح جدا أننا نخذل أولادنا هنا".