قبل 8 سنوات تحديداً كان خطيب الجمعة الذي لا يلبس العقال يأمر المصلين في المسجد فيتم تنفيذ أوامره بعد ركعتين يؤديهما وورائه الآلاف. وبالمقابل كان خطيب الجامع المعمم يشعل الحضور وحماسهم فيقاطعونه لبيك يا فقيه وغيرها من العبارات المعروفة، وبنفس الطريقة يتم تنفيذ أوامره بعد انتهاء خطبة صلاة الجمعة.
هذا المشهد ليس في البحرين فقط، وإنما في معظم الدول الخليجية التي شهد الإسلام السياسي فيها صعوداً تاريخياً وصل ذروته في العام 2011 ثم انتكس سريعاً بعد تورط جماعات الإسلام السياسي في أعمال الإرهاب، ومحاولات إسقاط الأنظمة السياسية، والارتباط بحكومات أجنبية وأجندات غريبة.
نعيش الآن حالة من الهدوء بعد سقوط موجة الإسلام السياسي قبل 7 سنوات، وهذا السقوط الذي لم يتم على أيدي الحكومات الخليجية، بل ظهر على يد الشعوب التي اكتشفت خدعة الإسلام السياسي ومخاطره، فتلاقت مصالح الحكومات مع مصالح الشعوب لتعيش هذه الجماعات حالة من النبذ والطرد الاجتماعي، كانت أمثلته تراجع نفوذ الإسلاميين في المجتمع الإماراتي، وتصفية معظم الجماعات الدينية الراديكالية في البحرين مع انتهاء نفوذ جماعات الإسلام السياسي في السلطة التشريعية نسبياً، وتحول الشرطة الدينية في السعودية ممثلة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى ظاهرة صوتية.
انتهت موجة صعود الإسلام السياسي في الخليج العربي بعد أن تم تفكيك شيفرتها، وبدأت الآن مرحلة أخرى جديدة من المهم الشروع في رصد ملامحها، وتحديد اتجاهاتها المستقبلية. وهو ما يمكن طرح مجموعة من النقاط بشأنه:
أولاً: لا توجد قوة سياسية تستطيع السيطرة على المجتمعات الخليجية، فالفراغ الذي ظهر بسبب تراجع الإسلام السياسي، ليس مطلوباً أن يتم إبداله بقوى سياسية أخرى، بقدر ما يمكن أن يترك لمختلف مكونات المجتمع لتجد نفسها في ضوء مصالحها، ويصحح المجتمع نفسه من جديد بعد أن عاش تشوهات مفتعلة من القوى السياسية المختلفة طوال عقود.
ثانياً: انتهت مرحلة الأيديولوجيا، وبدأت مرحلة الكفر بالأيديولوجيات، وما يميز هذه المرحلة وجود محركات قادرة على تشكيل اتجاهات الرأي العام وصوره النمطية بشكل جديد ومبتكر كما هو الحال بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعي.
ثالثاً: ظهور القوى السياسية الافتراضية سمة جديدة من سمات الأنظمة السياسية الخليجية في مرحلة ما بعد الإسلام السياسي، وهذه القوى رغم ابتكارها من قبل جماعات لها أجندات محددة لها مصالح معينة، إلا أن وعياً مضاداً سيستغرق وقتاً ليتشكل حتى يتمكن من مواجهة هذه القوى الافتراضية.
رابعاً: تتصاعد القناعة لدى النخب الخليجية الحاكمة بضرورة تنويع التحالفات الداخلية، وإتاحة المجال لمختلف المكونات للتعبير عن مواقفها، والدفاع عن مصالحها، وتقديم المكتسبات لها، وهو ما يعد حفاظاً على استقرار النظام السياسي الذي كان يعتمد في نسخته التقليدية على أحادية القوة والتحالف.
إن مرحلة ما بعد فك شيفرة الإسلام السياسي مرحلة مهمة وجديدة لدول الخليج العربي، وهي التي ستحدد طبيعة التحالفات السياسية الجديدة بين هذه الدول خلال الفترة المقبلة.
هذا المشهد ليس في البحرين فقط، وإنما في معظم الدول الخليجية التي شهد الإسلام السياسي فيها صعوداً تاريخياً وصل ذروته في العام 2011 ثم انتكس سريعاً بعد تورط جماعات الإسلام السياسي في أعمال الإرهاب، ومحاولات إسقاط الأنظمة السياسية، والارتباط بحكومات أجنبية وأجندات غريبة.
نعيش الآن حالة من الهدوء بعد سقوط موجة الإسلام السياسي قبل 7 سنوات، وهذا السقوط الذي لم يتم على أيدي الحكومات الخليجية، بل ظهر على يد الشعوب التي اكتشفت خدعة الإسلام السياسي ومخاطره، فتلاقت مصالح الحكومات مع مصالح الشعوب لتعيش هذه الجماعات حالة من النبذ والطرد الاجتماعي، كانت أمثلته تراجع نفوذ الإسلاميين في المجتمع الإماراتي، وتصفية معظم الجماعات الدينية الراديكالية في البحرين مع انتهاء نفوذ جماعات الإسلام السياسي في السلطة التشريعية نسبياً، وتحول الشرطة الدينية في السعودية ممثلة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى ظاهرة صوتية.
انتهت موجة صعود الإسلام السياسي في الخليج العربي بعد أن تم تفكيك شيفرتها، وبدأت الآن مرحلة أخرى جديدة من المهم الشروع في رصد ملامحها، وتحديد اتجاهاتها المستقبلية. وهو ما يمكن طرح مجموعة من النقاط بشأنه:
أولاً: لا توجد قوة سياسية تستطيع السيطرة على المجتمعات الخليجية، فالفراغ الذي ظهر بسبب تراجع الإسلام السياسي، ليس مطلوباً أن يتم إبداله بقوى سياسية أخرى، بقدر ما يمكن أن يترك لمختلف مكونات المجتمع لتجد نفسها في ضوء مصالحها، ويصحح المجتمع نفسه من جديد بعد أن عاش تشوهات مفتعلة من القوى السياسية المختلفة طوال عقود.
ثانياً: انتهت مرحلة الأيديولوجيا، وبدأت مرحلة الكفر بالأيديولوجيات، وما يميز هذه المرحلة وجود محركات قادرة على تشكيل اتجاهات الرأي العام وصوره النمطية بشكل جديد ومبتكر كما هو الحال بالنسبة لشبكات التواصل الاجتماعي.
ثالثاً: ظهور القوى السياسية الافتراضية سمة جديدة من سمات الأنظمة السياسية الخليجية في مرحلة ما بعد الإسلام السياسي، وهذه القوى رغم ابتكارها من قبل جماعات لها أجندات محددة لها مصالح معينة، إلا أن وعياً مضاداً سيستغرق وقتاً ليتشكل حتى يتمكن من مواجهة هذه القوى الافتراضية.
رابعاً: تتصاعد القناعة لدى النخب الخليجية الحاكمة بضرورة تنويع التحالفات الداخلية، وإتاحة المجال لمختلف المكونات للتعبير عن مواقفها، والدفاع عن مصالحها، وتقديم المكتسبات لها، وهو ما يعد حفاظاً على استقرار النظام السياسي الذي كان يعتمد في نسخته التقليدية على أحادية القوة والتحالف.
إن مرحلة ما بعد فك شيفرة الإسلام السياسي مرحلة مهمة وجديدة لدول الخليج العربي، وهي التي ستحدد طبيعة التحالفات السياسية الجديدة بين هذه الدول خلال الفترة المقبلة.