نظم المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الثلاثاء، جولة ميدانية إلى جزر حوار بحضور كوادر المركز وأعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم ميشتيلد روسلر مديرة مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو، بالإضافة إلى تواجد ممثلين عن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة "IUCN"، المجلس الدولي للآثار والمواقع "ICOMOS"، المركز الدولي لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها "ICCROM"، على هامش اجتماع مجلس إدارته السابع .ويهتم المركز الإقليمي، والذي يستقر مقرّه في العاصمة المنامة، بجزر حوار كونها تعد أحد العناصر الرئيسة للمشهد الطبيعي البحريني ولاحتوائها على مقومات طبيعية متميزة على مستوى الإقليم والعالم.وقالت روسلر إنه على الرغم من أن جزر حوار تشكل موقعاً طبيعياً وثقافياً هاماً إلا أن الموقع يحتاج من المزيد من البحث للتعرف على أصول الآثار والشواهد التاريخية العديدة. وحثّت البحرين على صبّ المزيد من الاهتمام في جزر حوار عبر تشجيع بعثات التنقيب الأثرية للكشف عن ما تحتويه من مقتنيات تاريخية إضافة إلى توعية الزائرين بالمناظر الطبيعية والشواهد الحضارية التي يمكن رؤيتها خلال التجول في المكان. مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية حمايتها والتعامل معها حسب القوانين الدولية لحماية التراث.وتنقّلت الجولة الميدانية في مناطق مختلفة من الجزيرة الرئيسة لمجموعة جزر حوار، كمنطقة الجبل التي تضم تكوينات صخرية مميزة وتحتوي على إشارات واضحة لتواجد حضاري في المنطقة، هذا إضافة إلى احتوائها على أعداد كبيرة من غزال الريم . وفي منطقة قريبة من "بندر نخلة" شرق حوار استكشف فريق المركز الإقليمي وأعضاء مجلس إدارته بعض الشواهد الأثرية التي تعود إلى الحقبة الإسلامية والمتمثلة في ما يبدو أنه آثار لمسجد قريب من الساحل. ووصلت الجولة أيضاً إلى منطقة "حدّ الذيب" وتقع في أقصى جنوب جزيرة حوار الرئيسة وتضم مناظر طبيعية برية وبحرية خلابة.فيما أكدت د.شادية طوقان مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي على أهمية الزيارة، كونها تشكل فرصة لتعريف العديد من خبراء التراث العالمي المعتمدين دولياً على ما تمتلكه المنطقة من قيم تراثية طبيعية وثقافية. وأشارت إلى أن المركز وبالتعاون مع الجهات المحلية والدولية المعنية سيقدم الدعم اللازم لحماية الموقع وتعزيز مقوماته الحضارية المختلفة.يذكر أن جزر حوار، والتي تمتد ل حوالي 50 كيلومتراً، تعتبر من أحد أهم الموائل الطبيعية لبقر البحر "الأطوم" في العالم، كما تضم أيضاً أكبر تجمع لطائر الغراب "الغاق" السقطرى والعقاب النساري حيث تقدم الجزيرة موئلاً هاماً لتكاثرها، إضافة إلى عدد لا يستهان به من الطيور والكائنات البحرية الهامة عالمياً. كما تضم العديد من المواقع الأثرية التي تمتد من حقبة ما قبل التاريخ إلى عصرنا الحديث، ولذلك هناك أهمية فائقة لضرورة الحفاظ عليها وضمان استدامتها تماشياً مع التوجه الدولي لحماية التراث الطبيعي والثقافية، كونها المقوم الأقوى لجذب الزوار . وتعد جزر حوار واحدة من 6 محميات طبيعية معلنة في مملكة البحرين يقوم المجلس الأعلى للبيئة على حمايتها وإدارتها.