إن كانت الكويت قد احتفلت في السنوات الماضية باستغلالها المتمثل بإلغاء اتفاقية الحماية مع المملكة المتحدة والتي وقعت عام 1899، لتكمل هذا العام 57 عاماً من عمر استقلالها المجيد، وتحتفي أيضاً بعيد التحرير من الغزو العراقي الغاشم للسنة الـ27 على التوالي، فإن هذا العام هو عيد إنسانية الكويت، لتغدو الكويت إنسانية الخليج العربي برمته ورمز تفانيه وتسامحه. وتبرز أهم مؤشرات إنسانية الكويت في لقب «قائد إنساني» الذي منحته الأمم المتحدة، لأمير الكويت لجهود بلاده في المجال الإنساني والتنموي، والتي برهنها على نحو أشمل هذا العام الذي شهد جهوداً استثنائية من قبل سموه من أجل إعادة الصفاء الخليجي والتمتع بالمزاج التصالحي بين دول الخليج العربية.
أما «مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق» فهو قصة مستقلة تبرهن التسامي الكويتي على الجراح والعلو بالقيمة الإنسانية والعفو عن المسيء فوق مستوى المقدرة، فهو لم يكن عفواً مجرداً أو تصالحاً سياسياً براغماتياً على الإطلاق، بل كان مد يد العون لليد التي غرست خنجرها في قلب الكويت وظهره وخاصرته معاً. فالكويت أرسلت لغازيها حمائم السلام محملةً بأطواق النجاة وقوت الرحمة، بل وشدت على يديه حتى يقوى ساعداه من جديد وينهض عزيزاً أبياً كما كان متناسيةً بطيب خاطر عن الذل الذي أراده لها فكان الله ثم دول الخليج العربي والمجتمع الدولي لها ناصراً ومعيناً. فعن أي إنسانية يمكننا أن نتحدث بعد أنموذج الإنسانية الكويتي الرفيع؟!
وبينما يدفع أميرها للتسامح الخارجي، فهو لم ينسَ عياله قط، ليفك الغارمين من المواطنين والمقيمين على السواء، أولئك من أصحاب الديون والمساجين، ليطلق سراحهم ويسدد سموه ديونهم. صحيح أن الكويت دولة قانون شأنها شأن بقية دول الجوار الخليجي، وصحيح أن اقتحام مجلس الأمة أمر غير مقبول لا سيما وأنهم منتمين للمعارضة الكويتية، وصحيح أن إطلاق سراحهم قد جاء عبر القنوات القانونية الرسمية وبأمر من المحكمة، لكن لا يمكننا تجاوز مؤشرات عدة تبرهن دور سموه وتسامحه تجاههم وإطلاق سراحهم كونه سلطة فوق السلطات الثلاث.
* اختلاج النبض:
عام واحد من عمر الكويت قد يساوي 57 عاماً من الاستقلال و27 عاماً من التحرير، لما فيها من جرعة إنسانية عالية التركيز، هذا ما يجعل احتفال الكويت بأعيادها في فبراير هذا العام مختلفاً واستثنائياً. دام عزكم وعمار دياركم يا ديار الخير ودمتم لنا رمزاً للإنسانية وقائداً لها.
أما «مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق» فهو قصة مستقلة تبرهن التسامي الكويتي على الجراح والعلو بالقيمة الإنسانية والعفو عن المسيء فوق مستوى المقدرة، فهو لم يكن عفواً مجرداً أو تصالحاً سياسياً براغماتياً على الإطلاق، بل كان مد يد العون لليد التي غرست خنجرها في قلب الكويت وظهره وخاصرته معاً. فالكويت أرسلت لغازيها حمائم السلام محملةً بأطواق النجاة وقوت الرحمة، بل وشدت على يديه حتى يقوى ساعداه من جديد وينهض عزيزاً أبياً كما كان متناسيةً بطيب خاطر عن الذل الذي أراده لها فكان الله ثم دول الخليج العربي والمجتمع الدولي لها ناصراً ومعيناً. فعن أي إنسانية يمكننا أن نتحدث بعد أنموذج الإنسانية الكويتي الرفيع؟!
وبينما يدفع أميرها للتسامح الخارجي، فهو لم ينسَ عياله قط، ليفك الغارمين من المواطنين والمقيمين على السواء، أولئك من أصحاب الديون والمساجين، ليطلق سراحهم ويسدد سموه ديونهم. صحيح أن الكويت دولة قانون شأنها شأن بقية دول الجوار الخليجي، وصحيح أن اقتحام مجلس الأمة أمر غير مقبول لا سيما وأنهم منتمين للمعارضة الكويتية، وصحيح أن إطلاق سراحهم قد جاء عبر القنوات القانونية الرسمية وبأمر من المحكمة، لكن لا يمكننا تجاوز مؤشرات عدة تبرهن دور سموه وتسامحه تجاههم وإطلاق سراحهم كونه سلطة فوق السلطات الثلاث.
* اختلاج النبض:
عام واحد من عمر الكويت قد يساوي 57 عاماً من الاستقلال و27 عاماً من التحرير، لما فيها من جرعة إنسانية عالية التركيز، هذا ما يجعل احتفال الكويت بأعيادها في فبراير هذا العام مختلفاً واستثنائياً. دام عزكم وعمار دياركم يا ديار الخير ودمتم لنا رمزاً للإنسانية وقائداً لها.