بعض القادة يخلف من الأثر ما يعدو على أن يجعله مادة للتاريخ، تاركاً سيرته ومسيرته على لسان شعبه والشعوب الأخرى طيلة الوقت. بعضهم قاد بلداً، وآخرون قادوا فكراً وأرسوا دعائم قيام الدولة ونهضتها، وقدموا لوطنهم وللبشرية ثروة فكرية رفيعة، شكلت منهاجاً للشعب وحكمة للأمم، هكذا برز عمر بن عبدالعزيز بين كثير من الخلفاء في عصره، وخلّد التاريخ سيرته على نحو استثنائي، هكذا كان مهاتما غاندي الذي كان زعيماً روحياً قبل أن يكون زعيماً سياسياً وما زال مصدراً لإلهام كثيرين، وهكذا كان أيضاً الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مناراً قيادياً وثقافياً وفكرياً شامخاً، استطاع أن يلم شمل إمارات وأن يحقق قواعد انطلاقتها في عالم النجومية الدولية كنموذج رائد، جعل من الإمارات ملحمة يروي فصولها القاصي والداني، ويصنع أبناء الإمارات تاريخها للمستقبل بعناية وحرص شديدين على خطى المؤسس الموحد. فإن كان الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود، رحمه الله، قد حظي بلقب الموحد في بلاده «المملكة العربية السعودية»، لأنه وحد أغلب أراضي شبه الجزيرة العربية، فـ«زايد» الموحد أيضاً لضمه الإمارات السبع تحت راية الإمارات العربية المتحدة الخفاقة.
ثمة ألقاب تتداولها وسائل الإعلام إنما استوحتها من نبض الشارع وأحاديث الناس، فـ «زايد الخير»، لم يكن مجرد لقب أطلقته وسيلة إعلامية وسوقت له، بل كان الترجمان الشعبي ليد زايد الممدودة بالسخاء، والعطاء الجزيل، ونصرة المظلوم، وعون المعتر، بعدما فاض خيره على الشعوب المجاورة بسعة منه أجراها الله على يديه. فكان المثال الخليجي الحيّ للخير، وعرف عنه أنه لا يرد سائلاً، ولا يخيب طالباً، رحمه الله وطيّب ثراه، وأعان الله من سعى بالخير من بعده على خطاه. أذكر قبل سنوات، في إحدى زياراتي للإمارات، حدثني صديق إماراتي كيف أن الشيخ زايد قد واجه التحديات الثقال في بداية تأسيسه للدولة، وكيف أنه استعان بكبار التجار في ذلك الوقت للاقتراض منهم من أجل بناء الإمارات، التي نراها اليوم تمد يدها بالخير لأصقاع مختلفة من العالم، هكذا بدأت الإمارات، برجل لم يكن يملك ما يكفي لنهضتها، ولكنه بحنكته وحسن إدارته للأمور لم يستطع أن يؤسس لدولة وحسب، وإنما استطاع أن يجعل الدولة الرمز والمنارة، وتجلى بصنيعه وفكره أيقونة عربية حفظتها صدور الناس قبل كتب التاريخ حتى بعد مضي 14 عاماً على رحيله.
* اختلاج النبض:
«عام زايد» الذي يعكف على استحضار سيرته والاستلهام من فكره ومنهاجه، إنما هو حملة ذكية للتأكيد على القيم التي أرسى لها الشيخ زايد بن سلطان، وروح الاتحاد، التي يسعى الشيخ محمد بن زايد ومعه الشيخ محمد بن راشد للتأكيد عليهما على الدوام، لتظل الإمارات في روحها المتجددة المعطاءة، ويظل الإلهام حيّاً في قلوب الإماراتيين وصولاً إلى القمة التي لم يضع لها الشيخ زايد رحمه الله حداً وأطلقها جاعلاً سقفها السماء السابعة.
ثمة ألقاب تتداولها وسائل الإعلام إنما استوحتها من نبض الشارع وأحاديث الناس، فـ «زايد الخير»، لم يكن مجرد لقب أطلقته وسيلة إعلامية وسوقت له، بل كان الترجمان الشعبي ليد زايد الممدودة بالسخاء، والعطاء الجزيل، ونصرة المظلوم، وعون المعتر، بعدما فاض خيره على الشعوب المجاورة بسعة منه أجراها الله على يديه. فكان المثال الخليجي الحيّ للخير، وعرف عنه أنه لا يرد سائلاً، ولا يخيب طالباً، رحمه الله وطيّب ثراه، وأعان الله من سعى بالخير من بعده على خطاه. أذكر قبل سنوات، في إحدى زياراتي للإمارات، حدثني صديق إماراتي كيف أن الشيخ زايد قد واجه التحديات الثقال في بداية تأسيسه للدولة، وكيف أنه استعان بكبار التجار في ذلك الوقت للاقتراض منهم من أجل بناء الإمارات، التي نراها اليوم تمد يدها بالخير لأصقاع مختلفة من العالم، هكذا بدأت الإمارات، برجل لم يكن يملك ما يكفي لنهضتها، ولكنه بحنكته وحسن إدارته للأمور لم يستطع أن يؤسس لدولة وحسب، وإنما استطاع أن يجعل الدولة الرمز والمنارة، وتجلى بصنيعه وفكره أيقونة عربية حفظتها صدور الناس قبل كتب التاريخ حتى بعد مضي 14 عاماً على رحيله.
* اختلاج النبض:
«عام زايد» الذي يعكف على استحضار سيرته والاستلهام من فكره ومنهاجه، إنما هو حملة ذكية للتأكيد على القيم التي أرسى لها الشيخ زايد بن سلطان، وروح الاتحاد، التي يسعى الشيخ محمد بن زايد ومعه الشيخ محمد بن راشد للتأكيد عليهما على الدوام، لتظل الإمارات في روحها المتجددة المعطاءة، ويظل الإلهام حيّاً في قلوب الإماراتيين وصولاً إلى القمة التي لم يضع لها الشيخ زايد رحمه الله حداً وأطلقها جاعلاً سقفها السماء السابعة.