السعودية تنتقد عدم إدانة إسرائيل بشكل مباشرقوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة وتقصف مصلين بـ «إف 16» في حي التفاحاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب حول الوضع في غزة غداًالرئيس المصري يحذر من مخاطر التصعيد في القطاعبريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا تبحث وقفاً لإطلاق النارعواصم - (وكالات): واصلت إسرائيل أمس قصف قطاع غزة مؤكدة أنها نجحت في الحد من قوة نيران حركة حماس، فيما يكثف جيشها الاستعدادات لهجوم بري محتمل، في إطار العملية العسكرية التي أطلقتها الثلاثاء الماضي والتي عرفت باسم «الجرف الصامد»، وأسفرت عن استشهاد 157 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1046 خلال 5 أيام، فيما دعا مجلس الأمن الدولي إسرائيل وحركة حماس إلى وقف إطلاق النار و«احترام القوانين الإنسانية الدولية وخصوصاً حول حماية المدنيين». وتحدثت تقارير عن عشرات الدبابات الإسرائيلية التي تم نقلها إلى محيط القطاع الفلسطيني حيث تركز عدد كبير من القوات. وبعدما ساد هدوء نسبي صباح أمس استؤنف الغارات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، بينما ردت فصائل المقاومة بإطلاق 34 صاروخاً على الأراضي المحتلة، فيما قصفت كتائب عز الدين القسام الذراع السياسي لحركة حماس تل أبيب بصواريخ «جيه 80». ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الثلاثاء الماضي، أحصى الجيش الإسرائيلي إطلاق 564 صاروخاً تم اعتراض نحو 140 منها أثناء تحليقها من جانب نظام القبة الحديدية. وأسفرت الصواريخ عن 10 جرحى.وأدت الغارات الجوية الإسرائيلية أمس إلى استشهاد 38 فلسطينياً بينهم 6 في حي الشيخ رضوان غرب غزة. وفي وقت لاحق، استشهد 15 فلسطينياً وأصيب 45 في غارة إسرائيلية على حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث تم استهداف منزل لعائلة البطش بجوار مسجد الحرام، وكان بين الشهداء أطفال ونساء ومسنون. كما استشهد فتى فلسطيني وأصيب 5 في غارة إسرائيلية في رفح جنوب القطاع. وفي وقت سابق، استشهد فلسطينيان وجرح 4 في غارة استهدفت «جمعية مبرة فلسطين للمعاقين» الخاصة في بيت لاهيا شمال القطاع بحسب المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة أشرف القدرة. وبين شهداء الغارات اثنان من أقرباء القيادي في حماس إسماعيل هنية أفاد جيران أنهما نضال وعلاء ملش.من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن صاروخين أطلقا من لبنان سقطا على شمال الأراضي المحتلة دون أن يسفرا عن ضحايا.وأكد الجيش الإسرائيلي أنه «أضعف بشكل كبير قدرات حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. وقال في بيان إن طائراته قصفت «158 هدفاً مرتبطاً بحماس» خلال 24 ساعة في قطاع غزة بينها 68 قاذفة صواريخ و21 قاعدة لقوات خاصة ومخابئ أسلحة كان أحدها داخل مسجد. في الوقت نفسه، أطلقت 9 صواريخ من غزة على الأراضي المحتلة اعترضت منظومة «القبة الحديدية» اثنين منها. ومنذ بداية الهجوم أطلق 530 صاروخاً من غزة دمر 140 منها في الجو. وأدت الصواريخ إلى جرح نحو 10 إسرائيليين.وهذا النزاع هو الأكثر دموية منذ عملية «عمود السحاب» التي نفذها الجيش الإسرائيلي في نوفمبر 2012 وهدفت إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة. وأدى الهجوم آنذاك إلى استشهاد 177 فلسطينياً ومقتل 6 إسرائيليين.وعلى الأرض تتواصل الاستعدادات لهجوم بري على القطاع. ويقول الجيش إنه تمت تعبئة نحو 30 ألفاً من جنود الاحتياط. وصرح المتحدث باسم الجيش الجنرال الموز موتي للإذاعة العسكرية «نستعد للمراحل التالية في العملية، كي تكون القوات جاهزة لدخول الميدان».وتعرضت آلية للجيش الإسرائيلي كانت تقوم بدورية على طول السياج الأمني بين إسرائيل والقطاع لإطلاق نار من دون أن يسفر عن ضحايا. كما أصيب جنديان بصاروخ مضاد للدبابات. وفي الضفة الغربية، وقعت مواجهات بين جنود إسرائيليين وشبان فلسطينيين كانوا يحتجون على الهجوم الإسرائيلي على غزة. وشهدت مدن الخليل ورام الله وأريحا وطولكرم ونابلس وقرى مختلفة تظاهرات مناهضة لإسرائيل. واندلعت أعمال العنف هذه بعد فقدان 3 شبان إسرائيليين هم طلاب مدرسة تلمودية والعثور عليهم قتلى في الضفة الغربية، ثم إحراق شاب فلسطيني حياً بأيدي متطرفين يهود في القدس. واتهمت إسرائيل حماس بالوقوف وراء خطف الشبان الثلاثة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستقاوم كل تدخل دولي بهدف وقف إطلاق النار. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي في تل أبيب أن «أي ضغط دولي لن يمنعنا من ضرب الإرهابيين الذين يهاجموننا».وعبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنتنياهو عن «تخوفه من التصعيد»، وعرض وساطة أمريكية لمحاولة تهدئة الوضع. وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنه سيبحث وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والألماني على هامش الاجتماع حول النووي الإيراني اليوم في فيينا. وصرح مصدر دبلوماسي أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية سيعقدون غداً اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع في القطاع. من جانبه، جدد المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، التأكيد على أن بيان مجلس الأمن يدعو لوقف فوري لإطلاق النار، معرباً عن تطلعه لإدانة صريحة لإسرائيل وحماية دولية للفلسطينيين.وانتقد مندوب السعودية من جهته، عبد الله المعلمي عدم إدانة مجلس الأمن لإسرائيل بشكل مباشر.في غضون ذلك، أفادت مصادر لقناة «العربية» ببلورة نص اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بوساطة عربية فلسطينية لم تتضح تفاصيله بعد.وذكرت الأنباء أن حركة حماس ترفض مناقشة النص المطروح للتهدئة. في سياق متصل، أكد ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه لا يوجد أيُ تغيير في التعليمات المعطاة للجيش حيال الغارات على غزة. وكشف موقع صحيفة «يدعوت أحرنوت» الإسرائيلية أن مصر ودولة أخرى قدمت مبادرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. والمبادرة المقدمة تتضمن إطلاق سراح 56 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال، وهم نفس السجناء الذين أطلق سراحهم ضمن صفقة المبادلة بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وأعيد اعتقالهم بعد ذلك. من جهته، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء» في قطاع غزة، وذلك خلال استقباله مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير. وأعلنت القاهرة أنها بذلت جهوداً كثيفة لوقف العنف في غزة لكنها اصطدمت بـ «تعنت» أطراف النزاع، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل. من جهته، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى «الوقف الفوري» للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وانتقد بحدة الموقف الأمريكي الذي اعتبره متفرجاً على مقتل المدنيين الفلسطينيين.