قفزت أسعار الفنادق في الأردن بصورة كبيرة خلال الأسابيع القليلة الأخيرة، بسبب تدفق السياح الخليجيين على البلاد بعد أن أصبح الأردن ملاذهم الوحيد وسط الحالة الأمنية والسياسية المتردية في كل من سوريا ولبنان ومصر، وهي الوجهات التقليدية التي كان يقصدها الخليجيون في الصيف خلال السنوات الماضية.وساهم مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي بدأ قبل حلول شهر رمضان المبارك بجذب مزيد من السياح الخليجيين العام الحالي، في الوقت الذي يتوقع العاملون في القطاع السياحي الأردني أن تشهد البلاد تدفق المزيد من السياح خلال عطلة عيد الفطر المبارك وما بعدها كون الكثير من الخليجيين يتجنبون السفر خلال شهر رمضان ويفضلون قضاءه داخل بلادهم، وبعضهم يقصد خلاله مكة المكرمة للعبادة وأداء العمرة.وقال مدير فندق أردني من فئة الأربع نجوم إن أسعار الفنادق عادت إلى التعافي خلال الصيف الحالي، منذ ما قبل شهر رمضان المبارك، حيث سجلت ارتفاعاً كبيراً بالتزامن مع مهرجان جرش الشهر الماضي، مشيراً إلى أن "التوقعات تشير إلى موسم سياحي جيد في الأردن".وأضاف المسؤول بأحد الفنادق الكبيرة أن نسبة الحجوزات خلال فترة عيد الفطر وما بعدها تزيد عن نفس الفترة من العام الماضي بنسبة لا تقل عن 30%، مؤكداً أن النسبة الأكبر من الحجوزات تعود لخليجيين أصبح الأردن وجهتهم المفضلة بسبب تطور قطاعه السياحي أولاً، وبسبب الأحداث التي تشهدها الدول المجاورة ثانياً.ويقول المسؤول الفندقي إن الطلب الكبير على الفنادق والشقق المفروشة رفع من أجورها، مشيراً إلى أن الأسعار تضاعفت في بعض الأماكن، حيث تتجاوز أجرة الغرفة الفندقية الواحدة في بعض الفنادق المئتي دينار (300 دولار أميركي)، وهو ما يعني أن الزيادة في الأسعار تتراوح بين 50% و100% عما كانت عليه في الأعوام السابقة.ويقول العاملون في القطاع السياحي بالأردن إنهم كانوا قلقين خلال الفترة الماضية من تأثيرات ما يجري في المنطقة على الأردن، إلا أن حالة القلق زالت أو انخفضت حدتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث إن الأردن لم يتأثر بشكل كبير بالأحداث التي تشهدها سوريا والعراق، إلا بأعداد اللاجئين الكبيرة التي تدفقت على المملكة.ويوجد في الأردن حالياً أكثر من مليون سوري من الهاربين من جحيم الحرب هناك، فضلاً عن أعداد كبيرة من العراقيين، إلا أن مخيمات اللاجئين السوريين وأعدادهم الكبيرة تدفع الكثيرين من النشطاء الأجانب والموظفين الدوليين إلى أن يقصدوا الأردن من أجل الوقوف على حقيقة أوضاع هؤلاء اللاجئين، وهو ما ينعش أيضاً الطلب على الفنادق والخدمات العامة.