أكد رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن بن الشيخ عبدالحسين آل عصفور أن الإدارة حريصة على إيلاء دور العبادة كل الاهتمام وفقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة للعناية بعمارة بيوت الله في المملكة وايلاءها الأهمية الكبرى على الدوام وبوتيرة متسارعة ومتواصلة على وجه الخصوص إن شاء الله في الفترة القادمة على الرغم من جميع الظروف الاقتصادية التي تجتاح المنطقة.
جاء ذلك في إطار الإعلان عن إطلاق حملة نظافة وإعمار المساجد والمآتم في منطقة النعيم والإعلان عن حزمة من المشاريع التطويرية في مجموعة من العقارات الوقفية، وذلك ضمن لقاء مع وجهاء منطقة النعيم ورؤساء مآتم النعيم وإدارتي جمعية النعيم الخيرية ومركز شباب النعيم الثقافي والرياضي استضافه مأتم النعيم الجنوبي، بحضور أعضاء مجلس إدارة الأوقاف والقائم بأعمال مدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي ميرزا خميس.
وقال رئيس الأوقاف الجعفرية إنّ من حسن الطالع أن يتزامن هذا اللقاء مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لمنطقة النعيم، والتي تعكس اهتمام سموه لتعزيز التنمية الحضرية في جميع مناطق المملكة، مؤكدا أن منطقة النعيم تمتلك تاريخاً حافلاً و يقطنها أسر عريقة منذ القدم ونبغ منها رجالات ورموز علمية وسياسية كثيرة ووجهاء وأعيان اثروا المكتبة الإسلامية بمؤلفاتهم وسجلوا مواقف وطنية مشرفة على مر التاريخ وخدمات جليلة سجلها التاريخ بأحرف من نور، كما كانت تحتضن حاضرة علمية تتحلق فيها حلقات البحث والدروس العلمية ولا زالت بفضل الله تعالى وأصالة ونجابة أهلها إلى اليوم يتواجد فيها جمع من الفضلاء من أصحاب العلم والفضيلة وثلة من الشعراء والأدباء والمؤرخين.
وأعلن رئيس الأوقاف الجعفرية عن إطلاق حملتين بشكل متزامن أولاهما حملة صيانة ونظافة أهم خمسة مساجد في منطقة النعيم من مجموع اثني عشر مسجداً ضمن مشروع حملات التنظيف الأسبوعية التي أطلقتها إدارة الأوقاف بالتعاون مع أهالي كل منطقة، والثانية حملة إعمار وتطوير مساجد ومآتم النعيم ضمن مشروع إعمار تسعمائة مسجد ومأتم ومقبرة الذي دشنته الإدارة بمناسبة الذكرى التسعين على تأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية، حيث تم التعاقد مع أربع شركات مقاولات بناء لتطوير واجهات نصف مساجد النعيم بالرخام كمرحلة أولى وهي ست مساجد: مسجد الشيخ يعقوب ومسجد سالم بو عراق و مسجد مصلى العيد ومسجد المقبرة، ومسجد الحسيني ومسجد فاطمة الزهراء عليها السلام، وكذلك تطوير واجهات خمس مآتم من مجموع ستة عشر مأتما للرجال والنساء وهي: مأتم شاهه للنساء ومأتم بن نوح ومأتم ام حميد للنساء ومأتم العلي للنساء ومأتم الوسطي.
وفي ذات السياق أعلن رئيس الأوقاف الجعفرية عن حزمة مشاريع مهمة منها سوق حرفي شعبي عمودي وصالة مناسبات وعمارات سكنية يمكن إتاحتها في متناول مستثمري تجار منطقة النعيم لتحقيق ما يتطلعون إليه من إعادة مجد وتاريخ اسهامات أسر هذه المنطقة في دعم الاقتصاد الوطني وإحياء الموروثات المهنية القديمة كواجهات جذب للتسوق ورفد الحركة السياحية، مشيراً إلى وجود مهن مهمة تركزت في منطقة النعيم وكانت مركزاً رئيسياً لها في العاصمة المنامة ولكنها للأسف اندثرت أو غادرت الى مناطق أخرى منها مهنة النجارة فقد كانت مركزاً لورش النجارة وهناك عوائل كثيرة كانت تمتهنها وعرفت بتوارثها على مر التاريخ بما فيها صناعة السفن كما كانت محلاً لصناعات حرفية عديدة منها صناعة الدلال وكانت أيضاً مركزاً لتخزين وتسويق التمور والأسماك المجففة ونحن على استعداد بالتنسيق مع أبنائها لإعادة توطينها وإحياء مراكزها وفق صيغ الاستثمار المعتمدة في إدارة الأوقاف الجعفرية وحسب الإمكانات المتاحة من العقارات الوقفية في المنطقة.
ومن جانبه أعرب رئيس مركز شباب النعيم الثقافي والرياضي غازي عبدالمحسن عن تقديره لمبادرات الأوقاف الجعفرية مؤكداً أن الأوقاف الجعفرية مؤسسة رائدة على المستوى الاجتماعي وتحظى بامتداد واسع في المجتمع قديما وحديثا وأن المركز على أتم الاستعداد لدعم هذه المبادرات التي تهدف لتطوير الأوقاف مالياً وإدارياً والدخول في شراكة مجتمعية مع أهالي القرى والمدن لوضع منظومة تنمية بشرية رائدة يستفيد منها الجميع.
وقال عبد المحسن إنه من حسن الطالع أن تتزامن هذه الزيارة مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء لمنطقة النعيم للوقوف على احتياجاتها التنموية، الأمر الذي أدخل علينا البهجة والسرور متطلعين إلى تنفيذ أوامره بالسرعة الممكنة لإنشاء مؤسسات شبابية متقدمة ترفد عطاء المؤسسات الأخرى بالمنطقة.
إلى ذلك قام رئيس الأوقاف الجعفرية برفقة رؤساء المآتم ووجهاء المنطقة بزيارة إلى عدد من المساجد التي شملتها حملتي التطوير والإعمار كما قام بزيارة إلى مقبرة النعيم للإطلاع على احتياجات الأهالي لتطويرها، ووجه المسؤولين لتنفيذها، كما أكد اعتماد وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لميزانية إنشاء سور حديث بعمارة متميزة جميلة لمقبرة النعيم، وسيكون السور الأول من نوعه بالتصميم الجديد، وستعلن الوزارة عن تاريخ ترسية المناقصة في الفترة القريبة المقبلة.