الماء هو ضرورة فطرية لحياة جميع المخلوقات، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «وجعلْنا من الْماء كُلّ شيْءٍ حيٍّ»، «سورة الأنبياء، الآية: 30».
الحياة على وجه الأرض، حياة الإنسان، وحياة الحيوان، وحياة النبات، قوامها الماء، فالماء هو الوسيط الوحيد الذي يحمل الأملاح والمواد الغذائية مذابة فيه إلى الكائن الحي، ولولا الماء لما كان على وجه الأرض حياة.
والمياه هي أكثر من مجرد ضرورة لإرواء للعطش و حماية للصحة، بل هي أمر حيوي في شتى مجالات الحياة، فهي تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
ويحيي العالم بأسره اليوم العالمي للمياه سنوياً في يوم «22 من مارس»، لكونها أفضل وسيلة لجذب انتباه العالم بأسره إلى أهمية المياه بشكل عام، وكذلك استجلاب الأنظار إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة، بشكل خاص. ويسلط اليوم العالمي للمياه الضوء سنوياً على جانب معين من المياه، والشعار للعام 2018 هو «الجواب هو الطبيعة».
وكان تعيين يوم عالمي للاحتفال بالمياه هو توصية قُدّمتْ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بـ «البيئة والتنمية» والذي عقد في ريو دي جانيرو «Rio de Janeiro» في عام 1992. وقد استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيين يوم «22 مارس 1993» بوصفه اليوم العالمي الأول للمياه.
والقيادة الرشيدة في مملكة البحرين لحرصها على تأمين واستدامة المياه، قامت بإنشاء مجلس الموارد المائية برئاسة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء المعنيين، وقام مجلس الموارد المائية بتكليف الذراع الاستشاري لجامعة الخليج العربي لإعداد استراتيجية وطنية للمياه وخطتها التنفيذية للإدارة المتكاملة للمياه لضمان استدامتها للأجيال القادمة وترشيد استخدام الموارد المائية ضروري لتجنب نضوب المياه ولتحسين إدارة المياه.
وقد تم اختيار شعار هذا العام «الجواب في الطبيعة» للدفع نحو استكشاف الحلول المستندة على الطبيعة - الأنظمة الطبيعية لمواجهة تحديات المياه في القرن الحادي والعشرين، حيث تبين الدراسات أن النظم البيئية المتدهورة تؤثر بشكل كبير على كمية ونوعية المياه المتاحة للاستهلاك البشري، واليوم يعيش 2.1 مليار شخص بدون مياه شرب آمنة في المنزل ويؤثر ذلك على صحتهم وتعليمهم وسبل عيشهم. كما يرتبط الشعار ارتباطا مباشرا بالهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى ضمان حصول كل شخص على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي بحلول عام 2030، حيث يشمل الهدف السادس غايات تتعلق بحماية البيئة الطبيعية والحد من التلوث وإعادة تأهيل المياه الجوفية والنظم الأيكولوجية المرتبطة بالمياه.
وتم اختيار هذا الشعار كذلك لرفع الوعي حول أهمية الحلول المستندة على الطبيعة، مثل زراعة الأشجار، واستعادة الأراضي الرطبة، وإعادة توصيل المجاري المائية كطرق مستدامة وفاعلة من حيث التكلفة للمساعدة في إعادة توازن دورة الماء، وتخفيف آثار تغير المناخ وتحسين صحة الإنسان وسبل العيش. وبالاعتماد على الحلول المستندة على الطبيعة يمكن المساعدة في تلبية احتياجات المياه لعدد السكان المتزايد، والمساهمة في إنشاء الاقتصاد الدائري، وفي نفس الوقت المساعدة في حماية البيئة الطبيعية والحد من التلوث.
وتفيد التقديرات الواردة في تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية في العالم لعام 2016، بأن أحوال زهاء ملياري نسمة من سكان العالم تتطلب تحسين خدمات الصرف الصحي المتاحة لهم، وبأن الفتيات والنساء هن الأكثر حرماناً في هذا الصدد. ويعيش حاليا أكثر من 663 مليون شخص بدون توفر إمدادات للمياه الصالحة للشرب على مقربة من منازلهم، فهم يقضون ساعات لا تحصى أو يقطعون مسافات بعيدة للحصول على المياه، أو يواجهون الآثار الصحية لاستخدام المياه الملوثة.
ونحن بحاجة إلى تحسين جمع ومعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها بصورة آمنة. وإننا في الوقت نفسه بحاجة إلى تقليل كمية التلوث التي يتم انتاجها في مياه الصرف الصحي، وذلك للمساعدة في حماية بيئتنا والموارد المائية الموجودة فيها.
وأحد الأهداف الأساسية من أهداف التنمية المستدامة يرمي إلى ضمان توافر وإدارة مصادر المياه وخدمات الصرف الصحي واستدامتها للجميع بحلول عام 2030، وهذا يتضمن هدفا لخفض نسبة المياه العادمة غير المعالجة وزيادة إعادة تدوير المياه واستخدامها الآمن.
ونحن في مملكة البحرين نشارك العالم بأسره في الاحتفال باليوم العالمي للمياه، ولنعلم جميعاً أن هناك اليوم أزمة مياه في معظم بلدان العالم مثل ما تم الإعلان عنه بالنسبة لمدينة كيب تاون بجنوب افريقيا مؤخراً، والأزمة ليست عن قلة تواجد الماء لتلبية احتياجاتنا الأساسية ولكنها في الإدارة المتكاملة في إدارة المياه، حتى أن العالم وصل إلى وضع أن المليارات من البشر «وكذلك البيئة» تعاني بشدة، في كل الأحوال، يكون هناك إسراف في استعمال المياه طالما الناس يعتقدون بأنه لا مشكلة في ندرة المياه، لأنهم يعتقدون أن الحصول على المياه هو الوضع الطبيعي وحق مكتسب.
ومع التوسع العمراني والتغيرات في نمط الحياة، أصبح استهلاك المياه في تزايد مستمر. ولذلك يجب إعطاء الإدارة المتكاملة للمياه الأولية في برامج الحكومات والعمل على تفادي الهدر وسوء الاستخدام لهذه الثروة التي أنعم الله بها علينا، مع زيادة الوعي بقضية المياه والترشيد في الاستخدام، أسوة بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «لاتسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ».
* وزير شؤون الكهرباء والماء
الحياة على وجه الأرض، حياة الإنسان، وحياة الحيوان، وحياة النبات، قوامها الماء، فالماء هو الوسيط الوحيد الذي يحمل الأملاح والمواد الغذائية مذابة فيه إلى الكائن الحي، ولولا الماء لما كان على وجه الأرض حياة.
والمياه هي أكثر من مجرد ضرورة لإرواء للعطش و حماية للصحة، بل هي أمر حيوي في شتى مجالات الحياة، فهي تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
ويحيي العالم بأسره اليوم العالمي للمياه سنوياً في يوم «22 من مارس»، لكونها أفضل وسيلة لجذب انتباه العالم بأسره إلى أهمية المياه بشكل عام، وكذلك استجلاب الأنظار إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة، بشكل خاص. ويسلط اليوم العالمي للمياه الضوء سنوياً على جانب معين من المياه، والشعار للعام 2018 هو «الجواب هو الطبيعة».
وكان تعيين يوم عالمي للاحتفال بالمياه هو توصية قُدّمتْ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بـ «البيئة والتنمية» والذي عقد في ريو دي جانيرو «Rio de Janeiro» في عام 1992. وقد استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعيين يوم «22 مارس 1993» بوصفه اليوم العالمي الأول للمياه.
والقيادة الرشيدة في مملكة البحرين لحرصها على تأمين واستدامة المياه، قامت بإنشاء مجلس الموارد المائية برئاسة معالي الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وعضوية عدد من الوزراء المعنيين، وقام مجلس الموارد المائية بتكليف الذراع الاستشاري لجامعة الخليج العربي لإعداد استراتيجية وطنية للمياه وخطتها التنفيذية للإدارة المتكاملة للمياه لضمان استدامتها للأجيال القادمة وترشيد استخدام الموارد المائية ضروري لتجنب نضوب المياه ولتحسين إدارة المياه.
وقد تم اختيار شعار هذا العام «الجواب في الطبيعة» للدفع نحو استكشاف الحلول المستندة على الطبيعة - الأنظمة الطبيعية لمواجهة تحديات المياه في القرن الحادي والعشرين، حيث تبين الدراسات أن النظم البيئية المتدهورة تؤثر بشكل كبير على كمية ونوعية المياه المتاحة للاستهلاك البشري، واليوم يعيش 2.1 مليار شخص بدون مياه شرب آمنة في المنزل ويؤثر ذلك على صحتهم وتعليمهم وسبل عيشهم. كما يرتبط الشعار ارتباطا مباشرا بالهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى ضمان حصول كل شخص على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي بحلول عام 2030، حيث يشمل الهدف السادس غايات تتعلق بحماية البيئة الطبيعية والحد من التلوث وإعادة تأهيل المياه الجوفية والنظم الأيكولوجية المرتبطة بالمياه.
وتم اختيار هذا الشعار كذلك لرفع الوعي حول أهمية الحلول المستندة على الطبيعة، مثل زراعة الأشجار، واستعادة الأراضي الرطبة، وإعادة توصيل المجاري المائية كطرق مستدامة وفاعلة من حيث التكلفة للمساعدة في إعادة توازن دورة الماء، وتخفيف آثار تغير المناخ وتحسين صحة الإنسان وسبل العيش. وبالاعتماد على الحلول المستندة على الطبيعة يمكن المساعدة في تلبية احتياجات المياه لعدد السكان المتزايد، والمساهمة في إنشاء الاقتصاد الدائري، وفي نفس الوقت المساعدة في حماية البيئة الطبيعية والحد من التلوث.
وتفيد التقديرات الواردة في تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية في العالم لعام 2016، بأن أحوال زهاء ملياري نسمة من سكان العالم تتطلب تحسين خدمات الصرف الصحي المتاحة لهم، وبأن الفتيات والنساء هن الأكثر حرماناً في هذا الصدد. ويعيش حاليا أكثر من 663 مليون شخص بدون توفر إمدادات للمياه الصالحة للشرب على مقربة من منازلهم، فهم يقضون ساعات لا تحصى أو يقطعون مسافات بعيدة للحصول على المياه، أو يواجهون الآثار الصحية لاستخدام المياه الملوثة.
ونحن بحاجة إلى تحسين جمع ومعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها بصورة آمنة. وإننا في الوقت نفسه بحاجة إلى تقليل كمية التلوث التي يتم انتاجها في مياه الصرف الصحي، وذلك للمساعدة في حماية بيئتنا والموارد المائية الموجودة فيها.
وأحد الأهداف الأساسية من أهداف التنمية المستدامة يرمي إلى ضمان توافر وإدارة مصادر المياه وخدمات الصرف الصحي واستدامتها للجميع بحلول عام 2030، وهذا يتضمن هدفا لخفض نسبة المياه العادمة غير المعالجة وزيادة إعادة تدوير المياه واستخدامها الآمن.
ونحن في مملكة البحرين نشارك العالم بأسره في الاحتفال باليوم العالمي للمياه، ولنعلم جميعاً أن هناك اليوم أزمة مياه في معظم بلدان العالم مثل ما تم الإعلان عنه بالنسبة لمدينة كيب تاون بجنوب افريقيا مؤخراً، والأزمة ليست عن قلة تواجد الماء لتلبية احتياجاتنا الأساسية ولكنها في الإدارة المتكاملة في إدارة المياه، حتى أن العالم وصل إلى وضع أن المليارات من البشر «وكذلك البيئة» تعاني بشدة، في كل الأحوال، يكون هناك إسراف في استعمال المياه طالما الناس يعتقدون بأنه لا مشكلة في ندرة المياه، لأنهم يعتقدون أن الحصول على المياه هو الوضع الطبيعي وحق مكتسب.
ومع التوسع العمراني والتغيرات في نمط الحياة، أصبح استهلاك المياه في تزايد مستمر. ولذلك يجب إعطاء الإدارة المتكاملة للمياه الأولية في برامج الحكومات والعمل على تفادي الهدر وسوء الاستخدام لهذه الثروة التي أنعم الله بها علينا، مع زيادة الوعي بقضية المياه والترشيد في الاستخدام، أسوة بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «لاتسرف في الماء ولو كنت على نهر جارٍ».
* وزير شؤون الكهرباء والماء