ومن ضمن غرائب الإمبراطورية، نجد ما يعرف بضريبة البول. ففي روما قديماً، كان للبول قيمة كبيرة. فبحسب المختصين الرومان، احتوى البول على كميات هامة من الأملاح المعدنية، كالبوتاسيوم والفوسفور. وقد آمن الرومان حينها أن البول هو أفضل وسيلة للحفاظ على بياض الأسنان وحمايتها من التسوس. فما كان منهم إلا أن أقدموا على خلط البول بقطع من الخفاف المهروس ليستخدموه كنوع من أنواع معجون الأسنان الفعالة.
لم تتوقف استخدامات البول البشري في روما عند هذا الحد، حيث تم الاعتماد على هذا السائل بشكل كبير جداً من أجل غسل الثياب التي تحمل بقعاً مستعصية. ويرجع السبب في ذلك إلى احتواء البول على نسب ضئيلة من الكلوريد.
وحظي البول بمكانة هامة في الإمبراطورية الرومانية، حيث تعددت مجالات استخدامه. وبحسب المؤرخين الرومان، كان البول، الذي يتم جلبه من شبه الجزيرة الأيبيرية، من أفضل الأنواع وأجودها. وخلال تلك الفترة انتشر في أرجاء الإمبراطورية أشخاص عملوا في مجال جمع البول وتجارته. وأمام الإيرادات المالية الضخمة التي حققها تجار البول، أقدم الإمبراطور نيرون على فرض ضريبة جديدة على هؤلاء التجار، وقد حملت هذه الضريبة اسم ضريبة البول.
وخلال عهد الإمبراطور فسبازيان (ما بين سنة 69 بعد الميلاد وسنة 79 بعد الميلاد)، تم ترفيع قيمة ضريبة البول مرات عديدة حيث سعى هذا الإمبراطور حينها إلى زيادة عائدات الدولة من هذه التجارة المربحة بعد أن أصبحت خزينة الدولة شبه فارغة. فضلاً عن ذلك، أمر فسبازيان بإنشاء أعداد كبيرة من المراحيض العمومية التي يتم تجميع البول فيها وبيعه لتجار البول. وبسبب هذه الممارسة كان سكان روما يلقبون المراحيض العمومية بفسبازيان (نسبة للإمبراطور فسبازيان).
وبحسب المؤرخ سويتونيوس، احتج الإمبراطور المستقبلي لروما تيتوس على سياسة والده (فسبازيان)، التي أثقلت كاهل الأهالي بضرائب غريبة. وأمام حيرة ابنه رد الإمبراطور فسبازيان قائلاً إن النقود لا تحمل رائحة كريهة على عكس البول.
نقلا عن العربية نت