طلبت مني إحدى الإعلاميات من إحدى القنوات الفضائية أن أدلها على شخص لإجراء مقابلة معه حول موضوع معين، فأرسلت لها رقم التواصل مع الشخص المعني، وما إن أرسلت لها الرقم حتى قالت لي أليس هذا الشخص هو المسؤول عن (....)، والمسؤول عن (....)، وهو أيضا عضو في لجنة (....)، ولجنة (....)، أم أنه مجرد تشابه أسماء؟ فأكدت لها بأنه هو نفس الشخص. فقالت لي «أعرف أن من سمات مملكة البحرين، تميز العنصر البشري فيها، وأعرف أيضاً أن هناك العديد من الطاقات الشابة والخبرات المطلوبة على مستوى إقليمي ودولي، فلِمَ يستأثر هذا الشخص بكل هذه المناصب؟!
فأجبتها بحيادية مطلقة إن هذا الشخص مجتهد جداً، وملم بالعديد من المهارات، وأثبت نجاحه في العديد من المشاريع التي أسندت إليه، لكنها قاطعتني قائلة «لا أريد إجابة علاقات عامة، فمهما بلغ الرجل من الاجتهاد والعطاء، إلا أن إسناد كل هذه المهام له هو هضم لحقوق باقي المجتهدين الذين يجب أن يلعبوا دورهم الصحيح في عملية الإدارة والتنمية، وأنه من باب أولى أن يتم إسناد عدد من الأدوار لعدد آخر من الوجوه القيادية للعب دورها، ولخلق صف ثان، وقالت لي ممازحة إياي «ما في هالبلد إلا هالولد» وهذا هو مثل خليجي يقصد به «لا يوجد في البلد سوى هذا الولد» وهو كناية عن الشخص الذي يلعب أكثر من دور في مجتمعه.
جميلة هي أمثالنا الشعبية التي تعتبر جزءا من هويتنا المحلية، حيث تقدم لنا هذه الأمثال خلاصة التجارب والمعارف التي اكتسبها الأجداد في جملة قصيرة منغمة تعكس مدى الوعي الثقافي عند أسلافنا العرب، ناهيك عن أنها تعتبر مصدراً هاماً للباحثين للتبحر في العديد من العلوم التي لم تغفلها «الأمثال الشعبية» فهي تقدم لنا «خلاصة» الفكر على جميع المستويات الاجتماعية والإدارية والعلمية.
والمؤلم في موضوع الأمثال الشعبية أنها «نضبت» بمعنى أن ليس هناك رافد جديد لصياغة أمثال جديدة؟! فلم يعد هناك أحد يصوغ الأمثال والحكم كالسابق، ليس هذا وحسب بل إنه حتى رواية الأمثال واستهلاكها باتت حكراً على فئة عمرية معينة، ولا أعتقد مطلقا أن أبناء «جكن ناجيتس» يعرفون الأمثال ورمزيتها.
أسعد بين فترة وأخرى عندما أرى أن هناك بعض المؤرخين اهتموا بتدوين الأمثال الشعبية كالأستاذة فاطمة السليطي، والمهندس نايف الكلالي الذي لم يهتم فقط بتدوين الأمثال الشعبية بل إنه ترجمها بطريقة رائعة إلى اللغة الأجنبية.
إن الأمثال خلاصة «حكم وتجارب الشعوب» وأعتقد أنه منذ زمان بعيد كان يعتقد بأن «ما في هالبلد إلا هالولد».
فأجبتها بحيادية مطلقة إن هذا الشخص مجتهد جداً، وملم بالعديد من المهارات، وأثبت نجاحه في العديد من المشاريع التي أسندت إليه، لكنها قاطعتني قائلة «لا أريد إجابة علاقات عامة، فمهما بلغ الرجل من الاجتهاد والعطاء، إلا أن إسناد كل هذه المهام له هو هضم لحقوق باقي المجتهدين الذين يجب أن يلعبوا دورهم الصحيح في عملية الإدارة والتنمية، وأنه من باب أولى أن يتم إسناد عدد من الأدوار لعدد آخر من الوجوه القيادية للعب دورها، ولخلق صف ثان، وقالت لي ممازحة إياي «ما في هالبلد إلا هالولد» وهذا هو مثل خليجي يقصد به «لا يوجد في البلد سوى هذا الولد» وهو كناية عن الشخص الذي يلعب أكثر من دور في مجتمعه.
جميلة هي أمثالنا الشعبية التي تعتبر جزءا من هويتنا المحلية، حيث تقدم لنا هذه الأمثال خلاصة التجارب والمعارف التي اكتسبها الأجداد في جملة قصيرة منغمة تعكس مدى الوعي الثقافي عند أسلافنا العرب، ناهيك عن أنها تعتبر مصدراً هاماً للباحثين للتبحر في العديد من العلوم التي لم تغفلها «الأمثال الشعبية» فهي تقدم لنا «خلاصة» الفكر على جميع المستويات الاجتماعية والإدارية والعلمية.
والمؤلم في موضوع الأمثال الشعبية أنها «نضبت» بمعنى أن ليس هناك رافد جديد لصياغة أمثال جديدة؟! فلم يعد هناك أحد يصوغ الأمثال والحكم كالسابق، ليس هذا وحسب بل إنه حتى رواية الأمثال واستهلاكها باتت حكراً على فئة عمرية معينة، ولا أعتقد مطلقا أن أبناء «جكن ناجيتس» يعرفون الأمثال ورمزيتها.
أسعد بين فترة وأخرى عندما أرى أن هناك بعض المؤرخين اهتموا بتدوين الأمثال الشعبية كالأستاذة فاطمة السليطي، والمهندس نايف الكلالي الذي لم يهتم فقط بتدوين الأمثال الشعبية بل إنه ترجمها بطريقة رائعة إلى اللغة الأجنبية.
إن الأمثال خلاصة «حكم وتجارب الشعوب» وأعتقد أنه منذ زمان بعيد كان يعتقد بأن «ما في هالبلد إلا هالولد».