دمشق - رامي الخطيب

دخلت المياه كسلاح إلى ساحة الصراع بين الخصوم في سوريا من خلال استخدامها كورقة ضغط للحصول على مطالب من الطرف الآخر، فينابيع المياه في محافظة درعا جنوب سوريا مثلاً تقع في مناطق المعارضة في الريف الغربي وتحصل مناطق النظام على حصتها من مياه الشرب منها وتقوم قوات المعارضة باستخدام مياه الشرب كورقة ضغط للحصول على الكهرباء من النظام فهو من يحتكر هذا القطاع في البلاد.

وكانت ينابيع الفيجة في ريف دمشق بيد قوات المعارضة التي استخدمتها كسلاح للضغط على نظام الأسد للحصول على مواد تموينية وكهرباء وقامت أكثر من مرة بقطع الماء عن العاصمة للحصول على مطالبها، وكان النظام غالباً يرضخ لها قبل أن يسقط ريف دمشق الغربي بيد قوات الأسد.

وتعاني أماكن سيطرة المعارضة ذاتها من التضييق على بعضها بخصوص مياه الشرب فمدينة درعا تعاني من قطع لمياه الشرب عنها من فصائل الريف الغربي، وأحياناً يتم تحويل مياه الشرب لسقاية المزروعات عوضاً عن إرسالها إلى المناطق الآهلة بالسكان إمعانا في الجور والذي جعل الكثير من المناطق التابعة لسيطرة المعارضة تعتمد على الآبار وهي غير صحية.

معادلة الكهرباء مقابل الماء، هي المعادلة التي يطبقها النظام كثيراً للحصول على مياه الشرب من فصائل المعارضة، وبالتالي تصبح مياه الشرب تجارة لبعض الفصائل وعلى حساب بعضها البعض ولصالح النظام الذي يدفع أكثر، وبالتالي يحصل على كمية اكبر من غيره من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

من ناحية أخرى، سيطرت قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على سد الفرات وحيرته، وبالتالي أصبح منسوب نهر الفرات بيدها وكذلك الطاقة الكهربائية التي يولدها السد، وأصبح لزاماً على حكومة الأسد التنسيق مع القوات الكردية التي تمتلك أكبر سد ومخزون مائي من المياه الحلوة ألا وهو بحيرة السد الاصطناعية.