محمد لوري
لطالما كانت الصحافة هي مدخلي لعالم الكتابة، فهي مدرسة تعلمت منها الكثير من المهارات بجانب المهارات الكتابية والفنون المتعلقة بالصحافة سواء كانت تحقيقاً صحافياً أو كانت مجرد خبر صحافي.
فالصحافة علمتنا على تقبل سمع كلمة "لا" فليس الجميع متعاوناً معك، وليست المعلومة في متناول يدك في كثير من الأحيان، كما علمني عالم الصحافة أن جلوسك في المكتب منتظراً إكمال تحقيقك الصحافي هو مجرد عمل ممل لأنك لن تحصل إلا على ما يريدونك أن تحصل عليه وتكتب عنه، فما إن تقرر أن تتزحزح من مكانك وتنزل إلى الشراع حيث موضوع التحقيق الذي تكتب عنه ستجد أن هناك الكثير من المعلومات التي أخفيت عنك، كما أن زيارتك هذه وبحثك عن معلومات لتحقيقك الصحافي ستفتح لك آفاقاً وتوسع من حدودك التي رسمتها لنفسك عندما قررت كتابة هذا التحقيق.
لم تكن الصحافة بالنسبة لي مجرد مهنة عابرة وإنما كانت مدرسة متكاملة اكتسبت خلال تنقلي بين فصولها الكثير من المهارات التي لا تعلمنا إياها الجامعات، كما أنها بنت لي شبكة علاقات عامة لم أكن أحلم بها يوماً ولطالما كانت هذه العلاقات هي أهم أسباب النجاح.
ومع زياراتي المتكررة وسفري لتغطية بعض المآسي اكتشفت أن المادة الصحافية لا تصل للجميع فهناك شريحة عمرية لا تهوى الصحف، بل لا تعرف عنها شيئاً، ومهما بذلت من جهد لتوصل معلوماتك فإنك ستكتبها ولكنك لن تصل لفئتك المستهدفة.
ومن هذا التساؤل أتت فكرة كتابة روايتي الأولى "تجار الجثث" والتي نشرتها صحيفة "الوطن" في طبعتها الأولى لتتصدر مبيعات المعرض الدولي لذلك العام، ويرجع سبب هذا النجاح بعد توفيق الله ثم دعاء الوالدين ودعم أسرة "الوطن" لي إلى أسلوب طرح مشكلة طفت على السطح، ولو أنها كتبت بشكل صحافي لما وصلت فكرتها إلى الفئة المستهدفة، ولهذا كتبت رسالتي في قالب روائي تهواه الفئة العمرية المستهدفة، فعلاً كتبت الرواية بقالب روائي لا يخلو من الحس الصحافي الذي يتضح من خلال الأسلوب المباشر للرواية.
ومنها كان دخولي لعالم الرواية الذي يعد عالماً يحمل فيه الكاتب مسؤولية كبيرة كونه سيكتب شيئاً سيبقى لأجيال مختلفة، وسيكون مؤثراً بشكل ما في جيل سيقرأ ما كتبه من قبله، وبعد الانتقادات والتوجيهات التي حصلت عليها بعد تجربتي الأولى حاولت أن أتداركها في الكتب التي تلت "تجار الجثث"، حيث اختلف الطابع العام للأسلوب في الكتاب الثاني الذي كان على شكل خواطر روائية.
تلا ذلك الجزء الثاني لرواية تجار الجثث وهو "ملحد في المحراب" والذي ناقشنا فيها قضية مهمة أيضاً لا تقل أهمية عن قضية التطرف التي ناقشناها في "تجار الجثث" وهي قضية الإلحاد الذي انتشر بين الشباب في الآونة الأخيرة، وحيث إن تقبل الشباب للكتب الفكرية والمحاضرات المرئية أصبح صعباً وضعت نقاش الإلحاد في قالب روائي بسيط يسهل للقارئ المستهدف فهمه دون التشتت خلال القراءة.
وهنا تكمن أهمية الرواية التي يستطيع الكاتب من خلالها أن يوصل أفكاره بطريقة سلسة وممتعة كما أنه توثيق لمراحل تاريخية معينة.
وتأتي جائزة الخليج العربي للروائيين الشباب برعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لتكون إضافة ثقافية للمخزون الثقافي في مملكة البحرين ونافذة تسمح للشباب الخليجي بالمساهمة في تنمية المملكة علمياً وثقافياً، وخلال مشاركتي مع الإخوة في التنظيم خلال النسخة السابقة للجائزة تيقنت أن مثل هذه المسابقات تتيح للشباب فرصة استخراج أفضل ما لديهم من مهارات من خلال الأجواء الحماسية وضغط الوقت والذي يكون سبباً في إخراج كل إبداعاتك في زمن قياسي تكون خلال هذه المسابقة قد نافست بأفضل مما كنت تتوقع لتخرج عملاً أدبياً تفخر به مستقبلاً، خصوصاً وأنك قد أتممته في 48 ساعة.
بالتوفيق لكل المشاركين هذه السنة ونتمنى أن نرى أعمالاً روائية تتصدر مبيعات معارض الكتب.
لطالما كانت الصحافة هي مدخلي لعالم الكتابة، فهي مدرسة تعلمت منها الكثير من المهارات بجانب المهارات الكتابية والفنون المتعلقة بالصحافة سواء كانت تحقيقاً صحافياً أو كانت مجرد خبر صحافي.
فالصحافة علمتنا على تقبل سمع كلمة "لا" فليس الجميع متعاوناً معك، وليست المعلومة في متناول يدك في كثير من الأحيان، كما علمني عالم الصحافة أن جلوسك في المكتب منتظراً إكمال تحقيقك الصحافي هو مجرد عمل ممل لأنك لن تحصل إلا على ما يريدونك أن تحصل عليه وتكتب عنه، فما إن تقرر أن تتزحزح من مكانك وتنزل إلى الشراع حيث موضوع التحقيق الذي تكتب عنه ستجد أن هناك الكثير من المعلومات التي أخفيت عنك، كما أن زيارتك هذه وبحثك عن معلومات لتحقيقك الصحافي ستفتح لك آفاقاً وتوسع من حدودك التي رسمتها لنفسك عندما قررت كتابة هذا التحقيق.
لم تكن الصحافة بالنسبة لي مجرد مهنة عابرة وإنما كانت مدرسة متكاملة اكتسبت خلال تنقلي بين فصولها الكثير من المهارات التي لا تعلمنا إياها الجامعات، كما أنها بنت لي شبكة علاقات عامة لم أكن أحلم بها يوماً ولطالما كانت هذه العلاقات هي أهم أسباب النجاح.
ومع زياراتي المتكررة وسفري لتغطية بعض المآسي اكتشفت أن المادة الصحافية لا تصل للجميع فهناك شريحة عمرية لا تهوى الصحف، بل لا تعرف عنها شيئاً، ومهما بذلت من جهد لتوصل معلوماتك فإنك ستكتبها ولكنك لن تصل لفئتك المستهدفة.
ومن هذا التساؤل أتت فكرة كتابة روايتي الأولى "تجار الجثث" والتي نشرتها صحيفة "الوطن" في طبعتها الأولى لتتصدر مبيعات المعرض الدولي لذلك العام، ويرجع سبب هذا النجاح بعد توفيق الله ثم دعاء الوالدين ودعم أسرة "الوطن" لي إلى أسلوب طرح مشكلة طفت على السطح، ولو أنها كتبت بشكل صحافي لما وصلت فكرتها إلى الفئة المستهدفة، ولهذا كتبت رسالتي في قالب روائي تهواه الفئة العمرية المستهدفة، فعلاً كتبت الرواية بقالب روائي لا يخلو من الحس الصحافي الذي يتضح من خلال الأسلوب المباشر للرواية.
ومنها كان دخولي لعالم الرواية الذي يعد عالماً يحمل فيه الكاتب مسؤولية كبيرة كونه سيكتب شيئاً سيبقى لأجيال مختلفة، وسيكون مؤثراً بشكل ما في جيل سيقرأ ما كتبه من قبله، وبعد الانتقادات والتوجيهات التي حصلت عليها بعد تجربتي الأولى حاولت أن أتداركها في الكتب التي تلت "تجار الجثث"، حيث اختلف الطابع العام للأسلوب في الكتاب الثاني الذي كان على شكل خواطر روائية.
تلا ذلك الجزء الثاني لرواية تجار الجثث وهو "ملحد في المحراب" والذي ناقشنا فيها قضية مهمة أيضاً لا تقل أهمية عن قضية التطرف التي ناقشناها في "تجار الجثث" وهي قضية الإلحاد الذي انتشر بين الشباب في الآونة الأخيرة، وحيث إن تقبل الشباب للكتب الفكرية والمحاضرات المرئية أصبح صعباً وضعت نقاش الإلحاد في قالب روائي بسيط يسهل للقارئ المستهدف فهمه دون التشتت خلال القراءة.
وهنا تكمن أهمية الرواية التي يستطيع الكاتب من خلالها أن يوصل أفكاره بطريقة سلسة وممتعة كما أنه توثيق لمراحل تاريخية معينة.
وتأتي جائزة الخليج العربي للروائيين الشباب برعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لتكون إضافة ثقافية للمخزون الثقافي في مملكة البحرين ونافذة تسمح للشباب الخليجي بالمساهمة في تنمية المملكة علمياً وثقافياً، وخلال مشاركتي مع الإخوة في التنظيم خلال النسخة السابقة للجائزة تيقنت أن مثل هذه المسابقات تتيح للشباب فرصة استخراج أفضل ما لديهم من مهارات من خلال الأجواء الحماسية وضغط الوقت والذي يكون سبباً في إخراج كل إبداعاتك في زمن قياسي تكون خلال هذه المسابقة قد نافست بأفضل مما كنت تتوقع لتخرج عملاً أدبياً تفخر به مستقبلاً، خصوصاً وأنك قد أتممته في 48 ساعة.
بالتوفيق لكل المشاركين هذه السنة ونتمنى أن نرى أعمالاً روائية تتصدر مبيعات معارض الكتب.