العديد من المسائل المهمة تناولها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في المؤتمر الصحافي الذي عقده في واشنطن أخيراً بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة وشرح من خلالها موقف الرياض من العديد من القضايا والدول. من بين تلك المسائل الموقف الخليجي من إيران وقطر، حيث تحدث بوضوح عن الذي على إيران أن تفعله لتحظى بثقة جيرانها وقبولهم لها، وعن سبل إنهاء مقاطعة الدول الأربع لقطر. الجبير لخص أسباب المشكلة مع إيران وقطر ودل على سبل إفلاتهما منها.

فيما يخص إيران رد الجبير على تصريح لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف كان قد أدلى به قبل حين عن أن إيران لن تتأخر عن حماية السعودية إذا تعرضت لأي اعتداء، حيث قال إن السعودية ليست بحاجة إلى من يدافع عنها، ووصف تلك التصريحات بالغريبة والمتناقضة وأكد أنه على إيران تغيير سلوكها ووقف دعم الإرهاب وأنه يمكن أن يكون لها دور في المنطقة لو أنها احترمت حسن الجوار، ولفت إلى ما تقوم به إيران في اليمن فقال إنها جنّدت الميليشيات هناك وأطلقت صواريخ على السعودية، ولا بد من أن تخرج من اليمن وتحترم القواعد الدولية.

أما فيما يخص الخلاف الرباعي العربي مع قطر، فأعرب الجبير عن أمله في أن تعود الدوحة إلى صوابها وتصحح ما اقترفته من أخطاء، وأشار إلى أن خطوتها إعلان قائمة الإرهابيين كانت تنادي بها الدول الخليجية منذ فترة وأن الدول الأربع التي اتخذت قراراً بمقاطعتها سبقتها في إصدار قائمة الإرهابيين المطلوبين للعدالة. الجبير شدد على أن الخلاف مع قطر لن يتم تدويله وأن الحل سيظل داخل البيت الخليجي، لكنه شدد أيضاً على أنه مرتبط بتصحيح الدوحة لسياساتها.

فيما يخص الموقف من إيران وقطر لم يتحدث الجبير باسم بلاده فقط ولكن باسم كل الدول التي تتخذ موقفاً من سلوك هاتين الدولتين اللتين لاتزالان غير قادرتين على استيعاب أن حل مشكلاتهما مع هذه الدول الخليجية والعربية بتصحيح سلوكهما يعود عليهما بفوائد أكبر وبالخير الوفير.

رعاية إيران وقطر للإرهاب يهدد استقرار المنطقة، لذا فإن من الطبيعي أن تقف دول المنطقة في وجههما ومن الطبيعي أن تفرض عليهما شروطاً لو أنهما أرادتا أن تكون لهما علاقات طبيعية معها، إذ من غير المنطقي أن تضع هذه الدول أيديها في أيدي من يريد بها السوء ويعمل على زعزعة أمنها واستقرارها ويمارس الإرهاب ويقوم بأعمال التخريب.

حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون جيرانها شرط أساس لقبول إيران وحل كل خلاف معها، والعودة إلى الصواب شرط أساس لقبول قطر وحل كل خلاف معها، عدا هذا فإن الحال سيبقى على ما هو عليه والخاسر الأكبر فيه هما إيران وقطر، خصوصاً وأن الدول الكبرى التي لها مصالح في المنطقة لا يمكن منطقاً الوقوف مع إيران وقطر لأنهما بسلوكهما السالب تهددان مصالح تلك الدول أيضاً.

من الأمور المهمة التي ركز عليها الجبير عند الحديث عن مشكلة قطر هي تأكيده على أن الحل يأتي من داخل البيت الخليجي وأنه لن يتم تدويل المشكلة، وهذا ما ينبغي من الجميع التأكيد عليه، فالحل هنا وليس في أي مكان آخر، والأمر نفسه فيما يخص مشكلة إيران حيث الحل يأتي من داخل المنطقة وليس من خارجها، أما مفتاح حل المشكلتين فمتوفر في الدوحة وطهران، إذ عليهما أن تبادرا بتصحيح أوضاعهما والعمل بجد واجتهاد على استعادة ثقة جيرانهما والتي فرطتا فيها أيما تفريط وتضررتا كثيراً بسبب ذلك الفعل الذي عبر عن فشل سياستيهما.