«يا معلّم خلّ اللحمات الك، والعظمات إلنا» هذه أول جملة كان يقولها أهل الجيل القديم، جيل يسبق جيل الطيبين، بعشرات السنين، جيل ينتمي إلى فطرة الحياة، من غير تزييف او تكليف، تلك كانت عبارة ولي الأمر الكريم في أول يوم يقوم بإرسال ابنه فلذة كبده عند الكتّاب أي «لِمَعَلِّم». والذي كان مقره بالصيف تحت شجرة السنديان، وفي الشتاء غرفة صغيرة لا تتعدى المترَين.
والمضمون من المقصود، بوجود «لِمْعَلِّم» أي الأستاذ بوقتنا الحاضر، فالأهل لا يملكون من هذا الطفل شيئاً، وللِمُعَلِّم الحق الكامل بالتصرف مع ابنهم فيما يراه مناسباً له، ولن يحاسبوه ولن يحاكموه في حال قام بأي تصرف أليم معه بغرض التربية والتعليم والدراية والتنبيه كي يصبح رجلاً عتيداً يعرف جيداً كيف يكون لشؤونه وأموره من المديرين، ولن ينشروا أخباره في برامج التواصل الاجتماعي أو الإذاعات المحلية والخارجية بغرض التشهير به والتنديد. كيف هذا؟! وهو المسؤول الأول والأخير عن نقلة ولدهم من مرحلة الجهل إلى المعرفة واليقين.
بالطبع هذا التفكير المثالي العجيب بحق المعلم وعملية التدريس أصبح مع الوقت من الغابرين، فقد تبدلت معها الأحوال وشجرة السنديان والكتّاب لتحل مكانها عمارات فارهة وعقول كالدجاج بنظرتها إلى المنظومة التعليمية بنظرة فارغة، لنواجه معادلة غير مفهومة سواء من المنظومة التعليمية والقائمين عليها أو الأهل على حد سواء إلا من رحم ربي.
البعض يتعامل مع التعليم على أنه استثمار الحاضر وادخار المستقبل، فهنيئاً لنا بجيل ناشئ من المبدعين على خُلُق عظيم. والبعض الآخر يعتبره تجارة والربح المادي أساساً ولا مكان للخسارة، حتى علامات ودرجات أبنائه تُشرى بالحذاقة والمعلم بنظرهم لا يتعدى كونه ناقلاً للعِبارة ولا تُعطى له عبارة وهذا يعني أننا مقبلون على مجتمعات تسودها الحسرة.
من الجميل أن نكون يسيرين مواكبين للحركة الفكرية والتكنولوجية ولكن هذا لا يدفعنا إلى نبذ القواعد الأساسية لبناء جيل منفتح فكرياً، ثابت عقائدياً، متمكن علمياً، وزاهٍ اقتصادياً.. وكي نحقق معادلة النجاح عن جدارة لا بد أن نفهم وندرس ما يعانيه اليوم المعلم «الإنسان» من أقصى درجات الغلظة من أبناء وأهل يجدون أنفسهم فوق العبارة ويتمتعون بكل أنواع الفظاظة.
على بالي، أن نستيقظ من سباتنا العقيم إن كنا ننتظر جيلاً من الواعدين. ولنا في كلام الإمام الشافعي، رحمه الله، أسوة حسنة حين قال:
اصبر على مرِّ الجفا من معلِّمٍ
فإن رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لمْ يذقْ مرَّ التعلُّمِ ساعةً
تجرَّع ذلَّ الجهلِ طول حياتهِ
والمضمون من المقصود، بوجود «لِمْعَلِّم» أي الأستاذ بوقتنا الحاضر، فالأهل لا يملكون من هذا الطفل شيئاً، وللِمُعَلِّم الحق الكامل بالتصرف مع ابنهم فيما يراه مناسباً له، ولن يحاسبوه ولن يحاكموه في حال قام بأي تصرف أليم معه بغرض التربية والتعليم والدراية والتنبيه كي يصبح رجلاً عتيداً يعرف جيداً كيف يكون لشؤونه وأموره من المديرين، ولن ينشروا أخباره في برامج التواصل الاجتماعي أو الإذاعات المحلية والخارجية بغرض التشهير به والتنديد. كيف هذا؟! وهو المسؤول الأول والأخير عن نقلة ولدهم من مرحلة الجهل إلى المعرفة واليقين.
بالطبع هذا التفكير المثالي العجيب بحق المعلم وعملية التدريس أصبح مع الوقت من الغابرين، فقد تبدلت معها الأحوال وشجرة السنديان والكتّاب لتحل مكانها عمارات فارهة وعقول كالدجاج بنظرتها إلى المنظومة التعليمية بنظرة فارغة، لنواجه معادلة غير مفهومة سواء من المنظومة التعليمية والقائمين عليها أو الأهل على حد سواء إلا من رحم ربي.
البعض يتعامل مع التعليم على أنه استثمار الحاضر وادخار المستقبل، فهنيئاً لنا بجيل ناشئ من المبدعين على خُلُق عظيم. والبعض الآخر يعتبره تجارة والربح المادي أساساً ولا مكان للخسارة، حتى علامات ودرجات أبنائه تُشرى بالحذاقة والمعلم بنظرهم لا يتعدى كونه ناقلاً للعِبارة ولا تُعطى له عبارة وهذا يعني أننا مقبلون على مجتمعات تسودها الحسرة.
من الجميل أن نكون يسيرين مواكبين للحركة الفكرية والتكنولوجية ولكن هذا لا يدفعنا إلى نبذ القواعد الأساسية لبناء جيل منفتح فكرياً، ثابت عقائدياً، متمكن علمياً، وزاهٍ اقتصادياً.. وكي نحقق معادلة النجاح عن جدارة لا بد أن نفهم وندرس ما يعانيه اليوم المعلم «الإنسان» من أقصى درجات الغلظة من أبناء وأهل يجدون أنفسهم فوق العبارة ويتمتعون بكل أنواع الفظاظة.
على بالي، أن نستيقظ من سباتنا العقيم إن كنا ننتظر جيلاً من الواعدين. ولنا في كلام الإمام الشافعي، رحمه الله، أسوة حسنة حين قال:
اصبر على مرِّ الجفا من معلِّمٍ
فإن رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لمْ يذقْ مرَّ التعلُّمِ ساعةً
تجرَّع ذلَّ الجهلِ طول حياتهِ