هل ولى تبشير المحافظين الجدد بقـرن أمريكي جديد مع انتهاء ولاية جورج دبليو بوش في الولايات المتحدة؟ ذلك القرن الذي يكرس للسيطرة والهيمنة الأمريكية على العالم ووضع يد الأمريكيين على نفط العراق وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط جيوستراتيجياً. كثير من الدلائل تبرهن أن استراتيجية القرن الأمريكي الجديد ماضية لتحقيق أهدافها، لا سيما مع صعود ترامب للرئاسة الأمريكية، وتشربه لنفس التوجه والاستراتيجيات، وهو ما يعبر عنه من خلال ممارسات عملية وخطط علنية يترجمها التركيز على العراق من جديد، بما يؤكد أن الاستراتيجية الأمريكية نحو العراق لم تنتهِ بعد، وما زال لدى الولايات المتحدة الكثير لفعله بالعراق، لا سيما بعد إسقاط نظام حكم صدام المناوئ للأمريكيين وإبداله بآخر موالٍ للغرب.
ولكن الحديث عن الاستراتيجية الأمريكية للعراق لا يمكن الأخذ به من دون الوقوف على الدواعي والمبررات المقنعة والتي تدفع الولايات المتحدة طيلة هذه السنوات للإصرار على العراق تحديداً كمركز اهتمام، وربما من أهم ما يجب الوقوف عليه في تفنيد تلك الدواعي هو ما يحظى به العراق من مخزون نفطي هائل من شأنه أن يحقق للأمريكيين مكاسب اقتصادية عالية، يضاف إلى ذلك انخفاض كلفة استخراجه، وكيف أن الشركات الأمريكية قد حظيت بعقود استثمار في العراق بما يحقق لها مكاسب هائلة هي الأخرى.
ولأن السياسة الأمريكية قد حلّقت نحو العراق بجناحين متوازيين نسبياً، فما كان الاقتصاد إلاَّ أحد جناحيها وربما أقواهما، غير أن البعد السياسي العسكري يأتي جناحاً ثانياً هاماً لإحداث الموازنة الاستراتيجية وضمان تحقق صعودها، فالسياسة الأمريكية لم تقف يوماً على العراق بنطاقه الجغرافي الضيق وحسب، بل اعتبرته نقطة ارتكاز مثلى للوصول إلى إيران عبر ما يمكن أن تحظى به من قواعد عسكرية هناك، وضماناً للتوجه السياسي العراقي بصفة عامة، وهو ما يفسر التحالف العسكري الأمريكي العراقي الذي يشكل سابقة في تاريخ العراق الحديث. أما أهمية أن تصل الولايات المتحدة إلى إيران عبر العراق فهو التمكين من تحقيق الرؤية الأمريكية الترامبية تجاه إيران ومشروعها النووي، وتشكيل ضمانة أمنية مناسبة لدول الخليج العربي ضد إيران.
* اختلاج النبض:
هل من المفروض أن ندعم التواجد الأمريكي في العراق مجدداً وعلى نطاق واسع لضمان تقارب السياسة العراقية مع سياساتنا ودفعها نحو تحقيق ضمانات تقويض الخطر الإيراني علينا؟ من جهة أخرى.. هل من المناسب تشجيع الأمريكيين على تحقيق استراتيجيتهم «القرن الأمريكي الجديد» من خلال التواجد العسكري في المنطقة والسيطرة على ثرواتها؟
ولكن الحديث عن الاستراتيجية الأمريكية للعراق لا يمكن الأخذ به من دون الوقوف على الدواعي والمبررات المقنعة والتي تدفع الولايات المتحدة طيلة هذه السنوات للإصرار على العراق تحديداً كمركز اهتمام، وربما من أهم ما يجب الوقوف عليه في تفنيد تلك الدواعي هو ما يحظى به العراق من مخزون نفطي هائل من شأنه أن يحقق للأمريكيين مكاسب اقتصادية عالية، يضاف إلى ذلك انخفاض كلفة استخراجه، وكيف أن الشركات الأمريكية قد حظيت بعقود استثمار في العراق بما يحقق لها مكاسب هائلة هي الأخرى.
ولأن السياسة الأمريكية قد حلّقت نحو العراق بجناحين متوازيين نسبياً، فما كان الاقتصاد إلاَّ أحد جناحيها وربما أقواهما، غير أن البعد السياسي العسكري يأتي جناحاً ثانياً هاماً لإحداث الموازنة الاستراتيجية وضمان تحقق صعودها، فالسياسة الأمريكية لم تقف يوماً على العراق بنطاقه الجغرافي الضيق وحسب، بل اعتبرته نقطة ارتكاز مثلى للوصول إلى إيران عبر ما يمكن أن تحظى به من قواعد عسكرية هناك، وضماناً للتوجه السياسي العراقي بصفة عامة، وهو ما يفسر التحالف العسكري الأمريكي العراقي الذي يشكل سابقة في تاريخ العراق الحديث. أما أهمية أن تصل الولايات المتحدة إلى إيران عبر العراق فهو التمكين من تحقيق الرؤية الأمريكية الترامبية تجاه إيران ومشروعها النووي، وتشكيل ضمانة أمنية مناسبة لدول الخليج العربي ضد إيران.
* اختلاج النبض:
هل من المفروض أن ندعم التواجد الأمريكي في العراق مجدداً وعلى نطاق واسع لضمان تقارب السياسة العراقية مع سياساتنا ودفعها نحو تحقيق ضمانات تقويض الخطر الإيراني علينا؟ من جهة أخرى.. هل من المناسب تشجيع الأمريكيين على تحقيق استراتيجيتهم «القرن الأمريكي الجديد» من خلال التواجد العسكري في المنطقة والسيطرة على ثرواتها؟