اختتمت السبت، فعاليات سوق البسطة التي نظمتها واستضافتها قرية "جرفيتي" بالتعاون مع تمكين حيث شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار والضيوف وصل إلى حوالي 225 ألف زائر على مدى شهرين من 1 فبراير إلى 31 مارس.

وتميزت أيام وليالي سوق البسطة بأجوائها التراثية والشعبية وتسليطها الضوء على عادات وتقاليد البحرين وأهم الصناعات والفنون الشعبية التي كانت ومازالت تتميز بها.

وكان من أبرز ما حظي به السوق من اهتمام هي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء للسوق والتي شكلت دعماً كبيراً لنجاح هذه الفعالية، خاصة بعد أن أشار سموه إلى أهمية الفعاليات التي تعمل على إبراز التراث البحريني وتعريف الأجيال بثرائه وتنوعه، ومنها سوق البسطة الذي اصبح علامة مميزة تعكس الهوية البحرينية الأصيلة، فضلاً عن تأكيد سموه على دعم وتشجيع الحكومة لمثل هذه المبادرات الهادفة التي تهيئ الفرصة أمام المشروعات الصغيرة والمتوسطة للنمو والتطور وتمكينها من القيام بدور أكثر حيوية في خدمة الاقتصاد الوطني.

وجاء افتتاح الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة لسوق البسطة، تأكيداً لتوجيهات الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، في إتاحة المزيد من الفرص التي تدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتكفل لها النمو والتطور للإسهام بدورها في دفع عجلة التقدم الاقتصادي في المملكة.

فيما أشار الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض الشيخ خالد بن حمود آل خليفة، إلى أن سوق البسطة يعتبر إحدى المنصات الرائدة التي تهتم برعاية ودعم المبتكرين والأسر المنتجة في إطار التراث الوطني، والذي من خلاله يتم الترويج للمشاريع الصغيرة لتصبح تجارة مستدامة.

وشهد موسم سوق البسطة لهذا العام مشاركة العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات والشخصيات، بالإضافة إلى مشاركة شخصيات مختصة في مجال الثقافة والإعلام والفنون والصحة، كالفنان محمد ياسين، إبراهيم بحر، يوسف محمد، د.عادل بوسراقة، سعد البوعينين، عماد عبدالله ووليد الشيخ، والذين عبروا جميعهم عن إعجابهم بفعاليات وبرامج سوق البسطة لهذا العام.

وأشادوا بحسن التنظيم والاستضافة واهتمام المسؤولين بقرية جرافيتي على إنجاحه وإتاحة الفرصة للجمهور للاطلاع على التراث البحريني الأصيل، باعتباره فرصة ليطلع الجمهور على هذا السوق التراثي الجميل والاستماع للاغاني البحرينية القديمة.

كما أعرب الفنان والمخرج البحريني جمعان الرويعي عن سعادته بمشاركته في فعالية سوق البسطة من خلال مسابقة اكتشاف المواهب الجديدة التي سلطت الضوء على المواهب البحرينية الشابة واختيار النخبة منهم لمواصلة مسيرتهم ودعم قدراتهم ورفع كفاءتهم.

فيما أشارت الفنانة البحرينية شيماء سبت، إلى أن مسابقة اكتشاف المواهب شهدت حضوراً لافتاً، سواء من قبل المشاركين فيها أو من قبل الجمهور، منوهة بتفاعل الجمهور مع مثل هذه البرامج الثقافية والفنية.

وعبر الزوار بعد مرور شهرين من الفرح ورسم البهجة في قلوب الكبار والصغار عن إعجابهم وتفاعلهم بكل ما تضمنه السوق الذي يسعى إلى الحفاظ على التراث البحريني الأصيل من خلال تقديم لوحات فنية متنوعة تحكي واقع الإنسان البحريني قديما وكيف كان يمارس حياته اليومية.

وأشاد زوار سوق البسطة، بالتسهيلات التي قدمتها قرية جرافيتي سواء للجمهور أو للباعة والتجار، وبتميز السوق الذي توسط قلوب البحرينيين بألحان الماضي ومزجه بالحاضر الجميل، وبتنظيمه الناجح وموقعه المناسب وتوفير مواقف السيارات الكافية، بالإضافة إلى تنوع البرامج الثقافية والفنية، معبرين عن أملهم باستمرار فعاليات وبرامج سوق البسطة طوال العام باعتباره أحد منارات التراث والفن والذي يسهم في التعريف بأصالة وعراقة مملكة البحرين وثقافة شعبها الأصيل.

وشهد مسرح سوق البسطة، إقامة العديد من المحاضرات وورش العمل التي تناولت مواضيع تهم الجمهور كالمحاضرات التوعوية والطبية والثقافية، وكذلك تعليم الأطفال وتدريبهم على أهم الصناعات التقليدية، وكان آخرها صناعة السفن وذلك بالتعاون مع هيئة الثقافة والسياحة والآثار، بالإضافة إلى اكتشاف مواهب الشباب ودعمها، وتنويع عروض الفرق الشعبية.

فيما أعرب الشباب من أصحاب المحلات التجارية والأسر البحرينية المنتجة عن شكرهم وتقديرهم للقائمين على سوق البسطة على الدعم وتوفير التسهيلات وتذليل كافة الصعوبات، مما ساهم في تحقيق أعلى درجات النجاح وبالتالي التعريف بمشاريعهم.

وتنوعت المعروضات بين الأكلات الشعبية المعروفة قديماً والملابس التراثية والأدوات والإكسسوارات المنزلية، فيما شاركت الإدارة العامة للإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية بعرض منتوجات ومشغولات نزلائها ونزيلاتها.