طالب المشاركون، في أعمال الدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي نظمه المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، بمنع أي محاولات للوصول إلى البيانات أو قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.

وأوصى المنتدى، بضرورة تكثيف برامج نشر الوعي والمعرفة لدى أفراد المجتمع خصوصاً بين الأطفال والشباب واستحداث البرامج والآليات التي تساهم في تحصينهم من العبث التقني والاستخدام الأمثل للثورة التقنية بما يعود بالنفع على المجتمعات.

وحث المشاركون، على استحداث وزارات للتسويق الإعلامي لبناء السمعة ونشر القيم بما يسهل التواصل مع الأفراد والمجتمع، إضافة إلى العمل على إشراك الجمهور في صناعة القرارات الوطنية من خلال الوسائل الرقمية، وإنشاء قنوات تواصل اجتماعي وبرامج تطبيقية خاصة بالأطفال، وإصدار تراخيص رسمية بمزاولة مهنة الاتصال الحكومي.

جاء ذلك في ختام أعمال الدورة السابعة من المنتدى التي عقدت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يومي 28 و29 مارس 2018، في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار "الألفية الرقمية.. إلى أين"، وبمشاركة 40 متحدثاً من 16 دولة، ناقشوا عدداً من القضايا التي تدور حول "مستقبل الاتصال الحكومي في عصر المجتمع الرقمي"، ضمن جلسات حوارية وتفاعلية والعديد من الفعاليات المصاحبة.

وأسدل الستار على المنتدى بحفل أقيم في مركز إكسبو الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، ود.أمينة غريب، ضيف شرف المنتدى، وطارق علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي، مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي.

وشهد الحفل إعلان توصيات اللجنة الأكاديمية، والكشف عن مخرجات الدورة السابعة للمنتدى، إضافة إلى تكريم المتحدثين، والشخصيات المشاركة، والجهات الداعمة والراعية، والشركاء.

ووجه الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، الشكر والتقدير إلى مختلف الجهود التي أسهمت في إنجاح المنتدى، وخص بالذكر المتحدثين على ما قدموه من خبرات، وضيوف المنتدى، وموظفي المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، ومختلف المؤسسات الرسمية والخاصة المشاركة في برامج المنتدى، إلى جانب المؤسسات الإعلامية التي نقلت الحدث للجمهور من مختلف بلدان العالم.

وقدمت جواهر النقبي مخرجات المنتدى التي اشتملت على المطالبة باستحداث وزارات للتسويق الإعلامي لبناء السمعة ونشر القيم التي من شأنها تسهيل التواصل مع الأفراد والمجتمع، ومع دول العالم الأخرى.

وتناولت التوصيات، إنشاء قنوات تواصل اجتماعي وبرامج تطبيقية خاصة بالأطفال لتوجيههم ونشر الوعي بالسلبيات والإيجابيات للوسائل الرقمية ودعم مهارات التواصل البناء.

وتضمنت المخرجات ضرورة إطلاق "أسبوع الاتصال الحكومي والإعلام" لدعم المهارات الشابة ونشر الوعي بقطاع الاتصال الحكومي وكيفية استخدام التقنية الحديثة وتوجيهها لخدمة الصالح العام، والعمل على إصدار رخصة إمتهان الاتصال الحكومي عن جهات رسمية متخصصة في هذا المجال وبالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية، إضافة إلى استحداث أنظمة حكومية توفر الحماية لأفراد المجتمع ضد أية محاولات للوصول إلى البيانات أو قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.

وأكدت المخرجات على أهمية دعم البحث العلمي وطالبت بإعداد وتنفيذ أبحاث تركز على تقنيات المستقبل الخاصة بعمليات التواصل بالتخاطر والمتمثل بإرسال محتوى من دماغ إلى آخر من دون تدخل الآلة، إلى جانب أهمية ترسيخ وتعزيز مكانة ودور الشباب في العمل المتواصل من أجل تحقيق قفزات نوعية في الاتصال الرقمي والحكومي والذكاء الاصطناعي.

ودعت المخرجات إلى ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية، وتطوير الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية، لإعداد الكفاءات وتأهيلها لسوق العمل في الاتصال الحكومي وتوفير فرص وظيفية، والعمل على استخدام البيانات المفتوحة ونشرها بما يعزز أداء الحكومات ومستوى الخدمات ورفاهية المواطنين، ويسهم في دعم التحولات الاقتصادية وتعزيز المقومات التنافسية للدول، إلى جانب إشراك الجمهور في صناعة القرارات الوطنية، من خلال الوسائل التقنية والرقمية، ومن بينها استحداث منصات تفاعلية للتواصل مع الجمهور، تتيح الاستماع إلى رأيهم والإجابة عن تساؤلاتهم.

وطالبت مخرجات المنتدى، بالعمل على تدريس منهج التسويق الإعلامي لطلبة المدارس والجامعات، وإدراجه ضمن متطلبات التخرج حتى يصبح الفرد قادراً على التواصل مع الحكومات والأفراد بطريقة مهنية مدروسة، واستغلال هذه المهارة لخدمة الفرد والمجتمع في مختلف المواقع والاختصاصات.

واشتملت المخرجات على ضرورة تطوير الدبلوماسية الرقمية، نظراً لأهميتها في التواصل المباشر مع الجمهور، ورصد الرأي العام وردود أفعاله، وذلك من خلال إعداد وتنفيذ دراسات متنوعة تعنى بالدبلوماسية الرقمية وإنشاء هيئات وجمعيات مهنية، وتنظيم مؤتمرات وحلقات بحث ودراسة، وبما يسهم في تحفيز الإبداع والابتكار، والعمل على إيجاد برامج محو الأمية الإلكترونية تسهل على الأفراد والمجتمعات الوصول إلى المواقع الإلكترونية في أي مكان وزمان.

وشددت المخرجات على أهمية إنشاء منصة إلكترونية تجمع أهل الخبرة والمبتكرين الشباب وتكون في الوقت ذاته صديقة لذوي الإعاقة، كما طالبت بإدراج التعليم الذكي والذكاء الاصطناعي ضمن المناهج المدرسية والجامعية، وبعقد شراكات مع الجهات القائمة على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل استحداث منصات خاصة بالاتصال الحكومي، ووضع برامج تدريبية متخصصة للعاملين في القطاعات الحكومية على كيفية الاستخدام الأمثل لتلك الوسائل بما يخدم الرسائل المتبادلة.

فيما عرضت اللجنة الأكاديمية مجموعة من التوصيات قدمها رئيس اللجنة، عميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة د.عصام نصر، تضمنت التوصية ببناء نموذج لممارسات الاتصال الحكومي يتفق مع هوية وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال إجراء دراسة حول استراتيجيات وأساليب ممارسة الاتصال الحكومي على المستوى الدولي، لتحديد أهم الاتجاهات والاستراتيجيات الاتصالية المستخدمة التي يمكن الاستفادة منها من قبل الجهات الحكومية المحلية والاتحادية في الدولة.

وطالبت اللجنة بإجراء دراسة عن واقع ممارسة الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة تتضمن رصد أساليب الممارسة ووسائل الاتصال المستخدمة، وتحديد نقاط القوة والضعف في عملية الاتصال الحكومي، إضافة إلى إصدار مجلة علمية دورية محكمة في مجال الاتصال الحكومي بغرض تشجيع النشر العلمي وعرض دراسات الحالة والتجارب المهنية الرائدة، وكذلك إطلاق مسابقة بحثية بين طلبة تخصصات الاتصال والإعلام على مستوى دولة الإمارات بغرض نشر ثقافة الاتصال الحكومي ومفاهيمه المتنوعة وإفساح المجال للأجيال الجديدة لتطوير معارفهم في هذا المجال.

وأوصت اللجنة الأكاديمية للمركز الدولي للاتصال الحكومي بتدعيم العلاقة مع المؤسسات الأكاديمية في دولة الإمارات لتطوير البرامج الدراسية بما يعزز قطاع الاتصال الحكومي ويطور سوق العمل، مشيدة بما بدأته كلية الاتصال في جامعة الشارقة بإضافة مساق الاتصال الحكومي ومساق وسائل التواصل الاجتماعي والعلاقات العامة ضمن برامجها الدراسية.

كما أوصت بتصميم برنامج متكامل يتضمن مجموعة من البرامج وورش العمل لتطوير مهارات وقدرات ممارسي الاتصال الحكومي، والتي بدأت اللجنة بالفعل في تنفيذها خلال النسخة السابعة من المنتدى بتقديم ورشة تفاعلية عن الدبلوماسية الرقمية.

وقام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بتكريم المتحدثين، والشركاء، والرعاة، والداعمين للنسخة السابعة. وشمل التكريم، الشركاء الاستراتيجيين: غرفة تجارة وصناعة الشارقة، ومصرف الشارقة الإسلامي، ومدينة الشارقة للإعلام "شمس"، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والشريكين الدوليين: إينيكس وسكاي نيوز، والشريك الإقليمي: سكاي نيوز عربية.

وشمل التكريم أيضاً الشركاء المحليون: المجلس الوطني للإعلام، ومؤسسة دبي للإعلام، ومؤسسة أبوظبي للإعلام، ودار الخليج للصحافة والنشر، والبيان، والإمارات اليوم، والشارقة 24، والإمارات 24/7، وجلف توداي، وشبكة الإذاعة العربية، وكذلك الناقلين الرسميين للمنتدى: طيران الإمارات وبي إم دبليو.

وكرم المنتدى كذلك شركاء التدريب: رويترز، ومؤسسة الأمم المتحدة، ولينكدإن، ويوتيرن، وهارفارد بزنس ريفيو العربية، والجهات الراعية للخدمات وهي: هيئة الطرق والمواصلات بالشارقة، وهيئة كهرباء ومياه الشارقة، والعديد من المؤسسات والشركات الأخرى التي أسهمت في إنجاح المنتدى.