تبين أن جريمة نسف وتدمير وإسقاط الطائرة الماليزية العملاقة التي تقل الرحلة (MH17) قد استغرقت 12 ثانية فقط، لتنتهي المأساة بمقتل جميع ركابها البالغ عددهم 295 شخصاً فوق الحدود الأوكرانية الروسية، وتتحول الطائرة إلى مجرد أثر، حيث لم يبقَ منها سوى حطام مترام على مساحة تزيد على 15 كيلومتراً.وقالت جريدة "ديلي ميل" إن الطائرة الماليزية العملاقة من طراز (بوينغ 777) تم إسقاطها بواسطة صاروخ أرض جو روسي الصنع من طراز (BUK)، وهو جزء من منظومة صاروخية متطورة تتمتع بدقة عالية جداً تصل إلى 95%، أما المدة الزمنية اللازمة لهذا الصاروخ من أجل اصطياد طائرة على ارتفاع 33 ألف قدم فلا تزيد عن 12 ثانية فقط.ويقول شهود عيان: إن الجثث كانت تتطاير في الهواء بعد تحطم الطائرة في مشهد أشبه بتطاير "قطع قماش صغيرة"، حيث سقطت كل جثة في ناحية، فضلاً عن أن حطام الطائرة هوى على الأرض في مساحة كبيرة تزيد عن 15 كيلومترا.ومنظومة الصواريخ (BUK) كانت قد رأت النور في العام 1979 عندما تمكن الاتحاد السوفييتي من صناعتها لأول مرة، وهي قادرة على إسقاط الطائرات الحربية، والطائرات من دون طيار، وكذلك اعتراض صواريخ "سكود" الشهيرة.وتحمل المنصة الواحدة المستخدمة في إطلاق صواريخ (BUK) أربعة صواريخ، حيث يتم توجيه كل صاروخ بموجب نظام رادار منفصل يضمن إصابة الهدف وبدقة عالية تصل إلى 95%، وهامش خطأ ضعيف جداً لا يتجاوز 5% فقط.ويحمل كل صاروخ من هذه المنظومة 70 كيلوغراماً من المواد المتفجرة، على أنه يستطيع الوصول إلى ارتفاع 75 ألف قدم (23 ألف متر)، ما يعني أن لديه قدرة عالية على اصطياد غالبية أنواع الطائرات العسكرية والمقاتلات الحربية، كما أنه قادر على الوصول إلى كافة أنواع الطائرات المدنية المخصصة لنقل الركاب والتي لا يزيد ارتفاعها في العادة عن 40 ألف قدم.وتحتاج منظومة صواريخ (BUK) إلى خمسة دقائق فقط من أجل التسخين، قبل إطلاق الصاروخ الأول، أما عملية إعادة التعبئة، أي الفترة الفاصلة بين إطلاق الصاروخ الأول والثاني فهي 12 دقيقة، لكن الصاروخ بعد إطلاقه يحتاج إلى مدة تتراوح بين 8 ثوان و12 ثانية فقط من أجل الوصول إلى هدفه وتدميره بالكامل، وهو ما يعني أن عملية تدمير الطائرة الماليزية وقتل جميع ركابها البالغ عددهم 295 شخصاً استغرق على الأكثر 12 ثانية فقط.وكان مسؤول أميركي أكد أن صاروخ أرض جو هو الذي أسقط الطائرة، فيما تبادلت كل من الحكومة في كييف والمقاتلين في شرق أوكرانيا الاتهامات بالمسؤولية عن قصف الطائرة المدنية وإسقاطها.وتأتي كارثة الطائرة التي تقل الرحلة (MH17)، بعد نحو أربعة شهور على مأساة الطائرة المفقودة التي تقل الرحلة (MH370)، وكلاهما لطائرتين عملاقتين من طراز (بوينغ 777)، حيث لم تتمكن أي من فرق التحقيق التي تضم محققين من دول مختلفة من تحديد مكان الطائرة المفقودة ولا العثور على أي من حطامها أو أي أثر لها.