سقط عشرات القتلى في معارك ضارية بين القوات العراقية ومسلحين للسيطرة على قاعدة عسكرية بمدينة تكريت شمال بغداد، في وقت تصاعدت فيه الدعوات لمساعدة النازحين في أربيل. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في استخبارات الجيش العراقي قوله إن مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية بينهم قناصون و"انتحاريون" تسللوا إلى مدرج الطائرات في قاعدة سبايكر قرب تكريت مساء الخميس، وأضاف أن الطائرات التي كانت في المدرج أقلعت خلال الاشتباكات، لكن المسلحين تمكنوا من تدمير مروحية قبل أن تقلع ودمروا مخازن للوقود. وتابع الضابط أن قوات خاصة وصلت إلى المكان واشتبكت مع المسلحين، وإن الطائرات التي أقلعت استهدفت رتلا من المسلحين كان يتوجه نحو القاعدة. كما ذكر أن المعركة أسفرت عن مقتل 35 مسلحا وثلاثة جنود. وفي المقابل، ذكر تنظيم "الدولة" على مواقع إلكترونية أنه هاجم قاعدة سبايكر، وأنه قتل عشرات الجنود والضباط ودمر سبع طائرات عسكرية وآليات متنوعة، وذلك قبل أن يسيطر على مطار القاعدة ويحرق خزانات الوقود. وفي محافظة صلاح الدين أيضا قصف الطيران العراقي منطقة بيجي أثناء اشتباكات بين مسلحين وقوات حكومية. وبحسب صور بثت على الانترنت فقد شمل القصف الجوي مصفاة تكرير النفط وحي صعدة في بيجي حيث تضررت عدة محال ومنازل دون سقوط ضحايا . كما استهدف القصف ما يعرف بكراج النقل العام في المدينة وتدميره وأيضا تدمير محطة تصريف المياه في بيجي. وإلى الشمال من بغداد أيضا قال محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم اليوم إن حصيلة ضحايا الاشتباكات من البشمركة في مناطق التماس التي تفصلها عن مناطق سيطرة تنظيم الدولة بلغت خلال يومين ستة قتلى وأكثر من خمسين جريحا، بينهم آمر لواء كركوك العميد شيركو فاتح الشواني. وكانت مصادر أمنية أفادت أمس بأن عشرين من عناصر تنظيم الدولة قتلوا وأصيب 65 آخرون في حوادث عنف متفرقة بمدينة كركوك، بينهم أحد قيادات التنظيم ويدعى عمر غزاوي. معارك وعنف وشهدت البلاد أعمال عنف متفرقة اليوم، حيث ذكر ما يعرف بمركز إعلام الربيع العراقي أن مسلحين شنوا هجوما على نقطة عسكرية في منطقة صخريجة الغربية جنوب بغداد وقتلوا جميع عناصرها وأخذوا أسلحتهم. أما محافظة الأنبار فشهدت هجوما لمسلحي العشائر على معسكر عين الأسد بقذائف الهاون، وتفجيرا لسيارة مفخخة قرب رتل عسكري عند خروجه من المعسكر، وفقا للمركز نفسه. وأضاف المركز أن اشتباكات دارت بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية في منطقة السبعة غرب مدينة الرمادي، وسط قصف جوي. في حين قتل وأصيب عدد من عناصر الجيش بانفجار سيارة مفخخة بمنطقة الزيوت. وتحدث المركز أيضا عن معارك في ديالى تضمنت هجمات على نقاط عسكرية، وعن هجمات أخرى في محافظة صلاح الدين وسط غارات جوية، وعن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة عشرة آخرين جراء قصف جوي بمنطقة الرشيدية في نينوى. وبث ناشطون في الفلوجة صورا لما قالوا إنها عملية دفن أسرتين قتل جميع أفرادهما والبالغ عددهم 11 شخصا، وذلك في قصف جوي بالبراميل المتفجرة نفذته طائرات حكومية، وقال أحد المشاركين إن المشيعين لم يجدوا شخصا واحدا لتعزيته في العائلتين اللتين أبيدتا تحت ركام منزلهما. نازحون ومعاناة وعلى الصعيد الإنساني، زار المنسق العام لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنتونيو غوتيرس مخيم الخازر جنوب أربيل ضمن جولة يقوم بها في العراق، حيث عبّر عن أسفه وحزنه لاستمرار النزوح هناك. وشدد غوتيرس على ضرورة تقديم المجتمع الدولي مزيدا من المساعدات الإنسانية للنازحين، لكنه أكد أيضا أن الحل لا يكمن في الجانب الإنساني بقدر ما يكمن في اتفاق ساسة العراق لإنقاذ بلادهم من هذه المأساة. وتزامن ذلك مع تصريحات للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني انتقد فيها وكالات حكومية ودولية لأنها لم تتجاوب بعد مع حجم المصاعب التي يعانيها النازحون رغم الوعود التي ترددت بشأن مد يد العون، وفقا لخطبة ألقاها ممثله أحمد الصافي الجمعة.