لم يرق لهوى كثيرين أن يظهر الخليج العربي بانتفاضة على الذات بإعلانه سياسة الحزم بما يترتب عليها من مواقف صريحة وحادة في الدفاع عن النفس وعن المحيط الحيوي المؤثر والمتأثر به في أمنه واقتصاده. وكلنا نكاد نجزم بتنامي أعداء الخليج من ذوي الأفكار الشاذة عن ثقافاته الأصيلة والدخيلة عليه، وهو ما يكشفه رصد ومتابعة استمرا في هذا السياق لأكثر من خمس سنوات شملت ما يقال عن الخليج العربي خيراً كان أو شراً، وقفت على الاصطفافات والميول والاتجاهات، وأخذت بالاعتبار التحولات التي تشهدها الساحة الخليجية ومحيطها الحيوي في كل مرحلة سياسية أو مع ظهور تحول هام كنقطة ارتكاز لتشكيل مرحلة جديدة. ولربما من يخرج عن دائرة المتابعة لوسائل الإعلام المحلية، أكثر قدرة على رصد تلك الأهواء الشاذة التي باتت تنادي كالبوم على خراب الخليج واشتعاله بالفتن والحروب، بل وباتت تراهن على دماره في جلسات القمارين، لم يسلم من ذلك حتى من عدّوا أنفسهم نخباً فكرية وكتاباً، بعدما تلوثت عقولهم أو لمعت في أمزجتهم غايات لم تضع في سلم أولوياتها أمن الخليج العربي واستقراره ورفاهه.
مازال كثير من الكتاب يشنون حروبهم الباردة على الخليج العربي عبر مقالات في ظاهرها الرحمة رغم ما دُس في باطنها من عذاب، مشككين في سياسات دوله، وفي قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، متبجحين بالقول بضعف الدول الخليجية واعتمادها على القوى الأجنبية في تقليل كاشف عن جدوى الإنفاق الخليجي من الموارد المالية والسياسية والإعلامية والاستخباراتية لرفع جاهزيته للمواجهة. بينما يتغنون من جهة أخرى بما حققته إيران من تقوية لصناعاتها الحربية وبناء جيوش ميليشيات، مصورين الأمر بقوى غير متكافئة، في محاولة لبث الرعب في نفوس الخليجيين والتشكيك في قدراتهم. يأتي هذا كله، ليس للإضعاف من قدرة جيوشنا على المواجهة، بل لإضعاف العزائم ودحر الهمم في اتخاذ قرار المواجهة أو الرد على العدوان الإيراني، لنخلع ثوب الحزم ونرفل بأثواب وهمية من سلام ملون بالأحقاد والدماء.
* اختلاج النبض:
موجة تطبيع مع إيران يقودها «الإخوان المسلمون»، أرادوا من خلالها الدفع نحو وهم علاقات جوار حسنة مع إيران قائمة على إعادة الثقة ومبدأ الحوار اللذين أكدهما وزير الخارجية الإيراني بدعوة صريحة مفخخة. قبل أسبوعين تحدثت عن موجات ابتزاز الخليجيين، ولا يعدو ما نتعرض له اليوم من موجة تطبيع مع إيران على كونه واحدة من تلك الموجات التي يقودها «الإخوان المسلمون» وصنوف أخرى من مبتزي الخليج العربي.
مازال كثير من الكتاب يشنون حروبهم الباردة على الخليج العربي عبر مقالات في ظاهرها الرحمة رغم ما دُس في باطنها من عذاب، مشككين في سياسات دوله، وفي قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، متبجحين بالقول بضعف الدول الخليجية واعتمادها على القوى الأجنبية في تقليل كاشف عن جدوى الإنفاق الخليجي من الموارد المالية والسياسية والإعلامية والاستخباراتية لرفع جاهزيته للمواجهة. بينما يتغنون من جهة أخرى بما حققته إيران من تقوية لصناعاتها الحربية وبناء جيوش ميليشيات، مصورين الأمر بقوى غير متكافئة، في محاولة لبث الرعب في نفوس الخليجيين والتشكيك في قدراتهم. يأتي هذا كله، ليس للإضعاف من قدرة جيوشنا على المواجهة، بل لإضعاف العزائم ودحر الهمم في اتخاذ قرار المواجهة أو الرد على العدوان الإيراني، لنخلع ثوب الحزم ونرفل بأثواب وهمية من سلام ملون بالأحقاد والدماء.
* اختلاج النبض:
موجة تطبيع مع إيران يقودها «الإخوان المسلمون»، أرادوا من خلالها الدفع نحو وهم علاقات جوار حسنة مع إيران قائمة على إعادة الثقة ومبدأ الحوار اللذين أكدهما وزير الخارجية الإيراني بدعوة صريحة مفخخة. قبل أسبوعين تحدثت عن موجات ابتزاز الخليجيين، ولا يعدو ما نتعرض له اليوم من موجة تطبيع مع إيران على كونه واحدة من تلك الموجات التي يقودها «الإخوان المسلمون» وصنوف أخرى من مبتزي الخليج العربي.