«تعهدت روسيا بضرب جميع الصواريخ الموجهة إلى سوريا. استعدي يا روسيا لأنها قادمة وستكون جميلة وجديدة و«ذكية»! عليكم ألا تكونوا شركاء لحيوان يقتل شعبه بالغاز ويتلذذ بذلك». هكذا غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» متوعداً روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد، بعدما ألغى بصورة مفاجئة زيارته الأولى المقررة إلى أمريكا اللاتينية، من أجل الإشراف على الرد الأمريكي على سوريا، حيث يبحث على مدار الأيام الماضية وحلفاؤه الغربيين عملاً عسكرياً لمعاقبة الأسد على الهجمات الكيميائية بالغازات السامة التي شنها جيش الأسد على مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق والتي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية. لكن الغريب في الأمر أن ترامب أعلن قبل أسبوع أنه يريد الخروج من سوريا ووعد باتخاذ قرارات قريباً، ثم ما لبث أن تراجع عن هذا الأمر بعد يومين من تصريحاته. وفي حين تحدثت تقارير عن اختفاء الأسد، أخلت قواته مطارات وقواعد عسكرية عدة، بينها قيادة الأركان ومبنى وزارة الدفاع في دمشق.
ويحمل تهديد ووعيد ترامب نذر مواجهة وتصعيد خطير بين واشنطن وموسكو فوق الأجواء السورية. كما إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بدوره دخل على خط الأزمة وأعلن أن الجيش الأمريكي مستعد لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا. وهذا ما يفسر توقع مسؤولون أمريكيون أن يكون الرد العسكري جماعياً، بمشاركة فرنسا وبريطانيا ومن الممكن أن يشمل حلفاء آخرين في الشرق الأوسط. وقبل ساعات من وعيد ترامب، اشتبكت واشنطن وموسكو بشأن سوريا دبلوماسياً في مجلس الأمن، إذ عارضت كل منهما محاولة الأخرى لإجراء تحقيقات دولية في الهجمات الكيميائية في دوما، حيث استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار أمريكي سعى إلى إجراء تحقيق يحدد المسؤول عن مثل الهجمات. وبعد ذلك عرقلت واشنطن ودول أخرى محاولة روسية لإجراء تحقيق مختلف كانت ستطالب مجلس الأمن بتحميل المسؤولية لأحد الأطراف.
وجاءت تصريحات متتالية لقادة دول وزعماء مناهضين لحكم الأسد، تصب في نفس الاتجاه نحو معاقبة دمشق، وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن بلاده ستعلن خلال الأيام المقبلة ردها على الهجوم الكيميائي في سوريا، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف «القدرات الكيميائية» لنظام الأسد، بينما أعلن ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من باريس أن بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد نظام دمشق إذا لزم الأمر، قبل أن يعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن عدة دول تجري مشاورات بشأن كيفية الرد على الهجوم الكيميائي الأخير.
ولذلك سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهدئة الأمر، بعد أن أكد بعد ساعات على الهجوم الكيميائي في دوما أنه سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى رد على مصادر إطلاق الصواريخ الأمريكية على سوريا، في محاولة للرد على التهديدات الأمريكية، آملاً أن تتغلب لغة العقل في النهاية في العلاقات الدولية التي تشهد مزيداً من الفوضى على وقع توتر متصاعد مع الدول الغربية وأمريكا، خاصة بعد وعيد ترامب وتصريحاته التي أكدت أن العلاقات بين واشنطن وموسكو «هي اليوم أسوأ من أي وقت مضى، حتى أثناء الحرب الباردة». وجاءت آمال بوتين لتظهر تراجعاً في الموقف الروسي وتخفف من وقع تحذيرات السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين الذي أكد أن بلاده عازمة على «اسقاط» الصواريخ الأمريكية في حال شنت واشنطن ضربات عسكرية على سوريا.
ولا شك في أن العلاقات الأمريكية الروسية والعلاقات الأوروبية الروسية تشهد أسوأ فتراتها، بسبب الهجوم الكيميائي الأخير في دوما، وقضية الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، حيث تتهم دول الغرب موسكو بتسميمه وابنته يوليا بواسطة مادة سامة للأعصاب من تصميم سوفيتي تعرف بـ«نوفيتشوك»، في سالزبري.
وسبقت التهديدات الأمريكية، ضربات عسكرية يوم الإثنين استهدفت قاعدة التيفور في ريف حمص والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصاً بينهم 4 عسكريين إيرانيين بينهم عميد، وتحدثت تقارير عن أن إسرائيل وراء تلك الضربات.
وتزامن التصعيد مع تحرك المدمرة الأمريكية القاذفة للصواريخ «يو إس إس دونالد كوك» من مرفأ لارنكا في قبرص حيث بسهولة يمكن أن تستهدف سوريا، قبل أن ترصد الأقمار الصناعية صور تحرك أمريكي قبالة سوريا، فيما تم رصد طائرة استطلاع بحري أمريكية فوق المتوسط من نوع «بوينغ بيه-8 بوسيدون»، حيث أقلعت من مقاطعة سيراكوس، جنوب شرق جزيرة صقلية الإيطالية، وهو ما يشير إلى أن أمريكا بدأت تنفيذ وعيدها ضد الأسد. لكن ما يدور الحديث بشأنه هو، هل تستهدف الضربات الأمريكية القواعد الاستراتيجية لجيش الأسد فقط أم سيكون لحلفاء دمشق، روسيا وإيران، وميليشياتها، نصيب منها؟ خاصة أن روسيا لا تزال تحتفظ بوحدات عسكرية عدة في سوريا خصوصاً في قاعدتي طرطوس وحميميم، كما ينتشر القسم الأكبر من الجنود الروس في قاعدة حميميم الجوية شمال غرب سوريا.
ولأن الأمر بلغ مرحلة معقدة، دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية «يوروكونترول» شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة. وربما لجأت قوات الأسد للخيار الكيميائي في دوما كسلاح أخير للضغط على المقاتلين فيها للانسحاب والسيطرة على كامل الغوطة الشرقية، وفقاً لمحللين ومراقبين، حيث يسيطر النظام على 95 % من الغوطة، إثر عملية عسكرية واتفاق إجلاء لمقاتلين معارضين، ومن ثم لم يبق سوى مدينة دوما تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي بدا أكثر مقاومة في المفاوضات رافضاً المغادرة.
* وقفة:
نذر مواجهة بين أمريكا وروسيا فوق سوريا تحمل في طياتها تصادماً دولياً لاسيما وأن أمريكا تحظى بدعم الغرب بمواجهة موسكو وطهران وميليشياتها فيما يبقى الأسد «دمية» بيد الدب الروسي يتحكم فيه كيفما يشاء!!
ويحمل تهديد ووعيد ترامب نذر مواجهة وتصعيد خطير بين واشنطن وموسكو فوق الأجواء السورية. كما إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس بدوره دخل على خط الأزمة وأعلن أن الجيش الأمريكي مستعد لتقديم خيارات بشأن ضربات جوية على سوريا. وهذا ما يفسر توقع مسؤولون أمريكيون أن يكون الرد العسكري جماعياً، بمشاركة فرنسا وبريطانيا ومن الممكن أن يشمل حلفاء آخرين في الشرق الأوسط. وقبل ساعات من وعيد ترامب، اشتبكت واشنطن وموسكو بشأن سوريا دبلوماسياً في مجلس الأمن، إذ عارضت كل منهما محاولة الأخرى لإجراء تحقيقات دولية في الهجمات الكيميائية في دوما، حيث استخدمت روسيا حق النقض «الفيتو» ضد مشروع قرار أمريكي سعى إلى إجراء تحقيق يحدد المسؤول عن مثل الهجمات. وبعد ذلك عرقلت واشنطن ودول أخرى محاولة روسية لإجراء تحقيق مختلف كانت ستطالب مجلس الأمن بتحميل المسؤولية لأحد الأطراف.
وجاءت تصريحات متتالية لقادة دول وزعماء مناهضين لحكم الأسد، تصب في نفس الاتجاه نحو معاقبة دمشق، وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قال إن بلاده ستعلن خلال الأيام المقبلة ردها على الهجوم الكيميائي في سوريا، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فسوف تستهدف «القدرات الكيميائية» لنظام الأسد، بينما أعلن ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من باريس أن بلاده قد تشارك في ضربات محتملة ضد نظام دمشق إذا لزم الأمر، قبل أن يعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن عدة دول تجري مشاورات بشأن كيفية الرد على الهجوم الكيميائي الأخير.
ولذلك سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تهدئة الأمر، بعد أن أكد بعد ساعات على الهجوم الكيميائي في دوما أنه سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى رد على مصادر إطلاق الصواريخ الأمريكية على سوريا، في محاولة للرد على التهديدات الأمريكية، آملاً أن تتغلب لغة العقل في النهاية في العلاقات الدولية التي تشهد مزيداً من الفوضى على وقع توتر متصاعد مع الدول الغربية وأمريكا، خاصة بعد وعيد ترامب وتصريحاته التي أكدت أن العلاقات بين واشنطن وموسكو «هي اليوم أسوأ من أي وقت مضى، حتى أثناء الحرب الباردة». وجاءت آمال بوتين لتظهر تراجعاً في الموقف الروسي وتخفف من وقع تحذيرات السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين الذي أكد أن بلاده عازمة على «اسقاط» الصواريخ الأمريكية في حال شنت واشنطن ضربات عسكرية على سوريا.
ولا شك في أن العلاقات الأمريكية الروسية والعلاقات الأوروبية الروسية تشهد أسوأ فتراتها، بسبب الهجوم الكيميائي الأخير في دوما، وقضية الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال، حيث تتهم دول الغرب موسكو بتسميمه وابنته يوليا بواسطة مادة سامة للأعصاب من تصميم سوفيتي تعرف بـ«نوفيتشوك»، في سالزبري.
وسبقت التهديدات الأمريكية، ضربات عسكرية يوم الإثنين استهدفت قاعدة التيفور في ريف حمص والتي أسفرت عن مقتل 14 شخصاً بينهم 4 عسكريين إيرانيين بينهم عميد، وتحدثت تقارير عن أن إسرائيل وراء تلك الضربات.
وتزامن التصعيد مع تحرك المدمرة الأمريكية القاذفة للصواريخ «يو إس إس دونالد كوك» من مرفأ لارنكا في قبرص حيث بسهولة يمكن أن تستهدف سوريا، قبل أن ترصد الأقمار الصناعية صور تحرك أمريكي قبالة سوريا، فيما تم رصد طائرة استطلاع بحري أمريكية فوق المتوسط من نوع «بوينغ بيه-8 بوسيدون»، حيث أقلعت من مقاطعة سيراكوس، جنوب شرق جزيرة صقلية الإيطالية، وهو ما يشير إلى أن أمريكا بدأت تنفيذ وعيدها ضد الأسد. لكن ما يدور الحديث بشأنه هو، هل تستهدف الضربات الأمريكية القواعد الاستراتيجية لجيش الأسد فقط أم سيكون لحلفاء دمشق، روسيا وإيران، وميليشياتها، نصيب منها؟ خاصة أن روسيا لا تزال تحتفظ بوحدات عسكرية عدة في سوريا خصوصاً في قاعدتي طرطوس وحميميم، كما ينتشر القسم الأكبر من الجنود الروس في قاعدة حميميم الجوية شمال غرب سوريا.
ولأن الأمر بلغ مرحلة معقدة، دعت المنظمة الأوروبية للسلامة الجوية «يوروكونترول» شركات الطيران إلى توخي الحذر في شرق المتوسط لاحتمال شن ضربات جوية في سوريا خلال 72 ساعة. وربما لجأت قوات الأسد للخيار الكيميائي في دوما كسلاح أخير للضغط على المقاتلين فيها للانسحاب والسيطرة على كامل الغوطة الشرقية، وفقاً لمحللين ومراقبين، حيث يسيطر النظام على 95 % من الغوطة، إثر عملية عسكرية واتفاق إجلاء لمقاتلين معارضين، ومن ثم لم يبق سوى مدينة دوما تحت سيطرة فصيل جيش الإسلام الذي بدا أكثر مقاومة في المفاوضات رافضاً المغادرة.
* وقفة:
نذر مواجهة بين أمريكا وروسيا فوق سوريا تحمل في طياتها تصادماً دولياً لاسيما وأن أمريكا تحظى بدعم الغرب بمواجهة موسكو وطهران وميليشياتها فيما يبقى الأسد «دمية» بيد الدب الروسي يتحكم فيه كيفما يشاء!!