* وفد روسي يشارك في التحقيقات حول الكارثة الجوية

* مصادر: قائد الطائرة المنكوبة قام بعمل بطولي قبل وفاته

الجزائر - عبد السلام سكية، وكالات

شهدت الجزائر الخميس حداداً وطنياً غداة أسوأ كارثة جوية في تاريخها تمثلت في تحطم طائرة عسكرية أسفر عن 257 قتيلاً ولا تزال أسبابه مجهولة حتى الآن، فيما تتواصل التحقيقات حول الحادث، بينما ذكرت مصادر أن وفداً روسياً سيشارك في التحقيقات باعتبار أن طائرة "إليوشن" المنكوبة روسية الصنع.

وقالت مصادر متطابقة، إن الطائرة التابعة لسلاح الجو الجزائري، المنكوبة والتي خلف سقوطها مقتل 257 ضحية، الأربعاء، بمدينة بوفاريك قرب العاصمة، حاصلة على رخصة تقنية للطيران حتى سنة 2023، فيما لا يزال الخبراء واللجنة التي أمر رئيس أركان الجيش الفريق احمد قايد صالح، بإنشائها، للتحقيق في أسباب سقوطها تواصل عملها.

وتواصلت عملية رفع حطام الطائرة من داخل أحد الحقول الزراعية، غير بعيدة عن المطار العسكري ببوفاريك، فيما نقلت مصادر، أن وفداً روسياً قد وصل للمشاركة في عمليات التحقيق، باعتبار أن طائرة "إليوشين" المنكوبة روسية الصنع. وتفيد بعض التسريبات بأن قائد الطائرة وهو ضابط سام رتبة مقدم، وفي آخر اتصال به مع برج المراقبة، أبلغهم أن حريقا قد اشتعل على مستوى أحد الأجنحة، وأنه من الصعب عليه العودة إلى المطار، لهذا سيعمل ألا تسقط الطائرة على الأحياء السكنية القريبة، أوعلى الطريق السريع، وهو الذي حصل حيث سقطت الطائرة في حقل زراعي غير مأهول، وتم تجنب كارثة أخرى.

فيما أفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، الخميس، بأن نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، قد تنقل إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة "الجزائر العاصمة" لإلقاء النظرة الأخيرة وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الوطن الذين توفوا إثر سقوط طائرة النقل العسكري.

وأضاف البيان أن الفريق قايد صالح "أعطى التعليمات بضرورة التكفل بتوجيه الجثامين إلى ولاياتهم الأصلية وكذا الإسراع في استكمال عملية التحديد العلمي لهويات الشهداء المتواصلة من طرف المصالح المختصة".

وأشار المصدر إلى أنه "على إثر هذا المصاب الجلل الذي ألمَّ بأمتنا جراء فقدانها ثلة من خيرة أبنائها في حادث تحطم طائرة نقل عسكرية، يتقدم الفريق قايد صالح بخالص الشكر والتقدير على الهبة التضامنية وروح التآزر والمواساة المُفعمة بمشاعر التعاطف الصادق التي أبداها الشعب الجزائري".

وفي أوامر بعث بها وزير الشؤون الدينية الجزائري إلى أئمة الجمهورية، أمرهم فيها بإقامة صلاة الغائب الجمعة، وجاء في الأوامر التي اطلعت عليها "الوطن، "تخصيص أجزاء من خطبة الجمعة للدعاء بالغفران والرحمة للشهداء الذين قضوا في الحادثة، ولدعم قوات الجيش الوطني الشعبي ورفع معنوياتهم وهم يؤدون أقدس مهمة، والتنويه ببطولة طاقم الطائرة الذي جنب حسب المدنيين كارثة حقيقة"، وتخصيص جزء من الخطبة لتقديم التعازي إلى رئيس الجمهورية، والدعاء بالصبر والسلوان لأهل الشهداء، وأقاربهم وللشعب الجزائري كافة".

واعلن الاربعاء الحداد الوطني لثلاثة ايام على الضحايا وهم 10 من افراد الطاقم و247 راكبا معظمهم عسكريون وعائلاتهم كانوا عائدين الى ثكنتهم في اقصى جنوب البلاد. وفي الجزائر العاصمة، نكست الخميس الإعلام الخضراء والبيضاء التي تتوسطها نجمة وهلال حمراوان على المباني وفي الساحات العامة وكذلك على العديد من مباني السفارات الأجنبية.

وتم التزام دقيقة صمت في بعض الإدارات فيما قدمت العديد من الشركات الكبرى تعازيها الى اسر الضحايا على صفحات الصحف.

وتم إلغاء العديد من الأحداث الثقافية والاحتفالات التي كانت مقررة في الأيام الثلاثة المقبلة. وفي هذا السياق، ألغت وزارة الثقافة عرضاً كانت ستنظمه مساء الأربعاء في دار الأوبرا في العاصمة.

وأعلنت المعاهد الفرنسية في الجزائر إلغاء كل الأحداث حتى 14 أبريل فيما ألغى المركز الثقافي الإيطالي حفلاً موسيقياً كان مقرراً مساء الجمعة. وستقام الجمعة صلاة الغائب في مساجد البلاد.

والطائرة التي كانت قد أقلعت لتوها تحطمت على الأرض. وتطلب إخماد الحريق الذي اندلع فيها نحو ساعتين وتفحمت العديد من جثث الركاب بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الجزائرية.

وفي مستشفى عين النعجة في العاصمة الذي نقلت إليه الجثث تم تشكيل خلية لتقديم مساعدة نفسية لعائلات الضحايا ولمن شهدوا سقوط الطائرة. والخميس، احتلت صور الكارثة التي تعرضت لها الطائرة "إليوشين 76"، الصفحات الأولى في الصحف الناطقة بالعربية والفرنسية في البلاد.

وأشارت الصحافة في عناوينها إلى "كارثة" و"صدمة" من دون أن تتكهن حول اسباب الحادث التي لا تزال مجهولة.

لكن العديد من الصحف ذكرت في مقالاتها بأن كارثة الأربعاء تنضم إلى سلسلة من الحوادث الجوية التي تعرضت لها خصوصاً طائرات عسكرية في الأعوام الاخيرة.

وتساءلت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية ما إذا كانت هذه الحوادث "قدراً لطائرات القوات الجوية التي تغطي مساحة مترامية تتجاوز حدوداً بطول 6 آلاف كلم".

من جهتها، أكدت صحيفة الخبر الناطقة بالعربية أن الحوادث السابقة كانت "في معظمها ناتجة من سوء صيانة الأسطول العسكري الجوي".

وكتب موقع "كل شيء حول الجزائر" الإخباري "لا شك في أن ظروف المأساة ستكون موضع نقاش في الأيام المقبلة مع تكرار الحديث عن الامن الجوي وحالة اسطول "الجيش الجزائري" وتقادمه".

وفيما اعلنت السلطات فتح تحقيق في الحادث، ذكرت صحيفة "ليبرتيه" بانه "حتى اليوم، بالكاد رشح شيء من التحقيقات" التي جرت حول الحوادث السابقة.