شوق العثمان

كل يوم يتجول إبهامنا فوق هواتفنا المحمولة ويسبح بين كلمات مواقع التواصل الاجتماعي، يتراقص حول الكلمات والصور التي تؤطر عدة اقتباسات جميلة تنشر وتشارك مع من يتم إهداؤهم تلك الكلمات، نقرأ الكثير ولا نمل ونتلهف لنرى سهم التحديث وهو يشير إلى الأعلى وننتظر كل جديد بفارغ الصبر.

يعتقد الكثيرون أن القراءة تقتصر على إمساك كتاب، والجلوس في كافيه، معتقدين بذلك أنهم يرتدون زي الثقافة، دون الإدراك أن القراءة شيء نمارسه بعلم ودون علم من خلال الاطلاع على الأخبار والشعر وقراءة قصة رحلة أحد أصدقائنا على مواقع التواصل ومشاركتها مع غيرنا. هذه الطرق الحديثة في القراءة من وجهة نظري من أحسن الطرق، لأنها ستكون متنوعة في معلوماتها ومختصرة في إيصال المراد من دون إشعار القارئ بالتعمق في الموضوع دون فائدة أو إعطاء معلومات غير مفيدة بالنسبة للقارئ العادي الذي يبحث عن البساطة بلا تعقيد، أيضاً يتكون لدى القارئ العادي مخزون كبير ومنوع وكأنه يقرأ أهم ما جاء في أفضل الكتب في عدة دقائق، وهذا على أقل التقدير، وذلك لأننا نكون متصلين بهذه المواقع أكثر من ساعة واحدة في اليوم.

الوضع السالف يذكرني بما قاله أحد العلماء "إن قراءتي الحرة علمتني أكثر من تعليمي في المدرسة بألف مرة"، يرد ذلك الإبحار بدون قيود والتسلل إلى عدة أفكار دون حصر للهدف.

باختصار، القراءة لم تعد كتباً مكدسة ورائحة قهوة، إنما أصبحت جهازاً صغيراً وكلمات تختار بانتقاء تدخل أحساسنا وتقبع في الذاكرة، وستكون كفيلة بفتح العالم كله أمام أيدينا.