وفجأة عاد من جديد.. يعلن توبة ثانية بعد الأولى. يبدأ من حيث بدأ سابقاً، ولكن بعد أن تبدل جلده مرتين، وتغيرت هيئته مرتين، وامتلك سيرتين في عالمين مختلفين. غادر مكانه نجماً محفوفاً بحب الملايين، وعاد وقد خذل جيلاً بأكمله. لماذا عاد بعد أن أحرق أرضه؟ هل يثق في قدرته على إعادة الندى لتلك الحقول التي أزهرت على وقع صوته؟ ربما يستطيع.. ولكن من يتابع ردود الفعل لإعلان عودته يجد لا شيء، لا ترحاب ولا رفض، ذلك اللاشيء هو صوت الريح الغريبة حين تهب من النوافذ المكسورة لبيت هجره أصحابه دون أن يحافظوا على أمن البيت وسلامته لحين عودتهم. لأنهم باختصار.. لم يخططوا للعودة.
قصة إعلان المطرب الشهير لاعتزاله الفن مشهورة ومشهودة وموثقة بكل وسائل تواصله وتواصل الذين احتضنوا اعتزاله. في العشرين عاماً المنصرمة كان هذا المطرب واحداً من ألمع مطربي العرب وأكثرهم تميزاً وأكثرهم حباً من الجمهور. عرف هذا المطرب بالأغاني شديدة الرومانسية والأداء الراقي الملتزم. لم تكن مفاجأة الجمهور ونقاد الفن في إعلان المطرب اعتزاله وتوبته عن الفن. فذلك خيار شخصي وحرية يحق لكل إنسان أن يرسم بها ما بقي من أيامه. بل كانت الصدمة بتوجه فنان الرومانسيات إلى العمل الإرهابي وتغير لغته من الأغاني الرومانسية إلى خطاب الكراهية والتحريض والتمييز. وتطور الأمر حتى تورط هذا الفنان في قتال على هامش حرب لا علاقة له فيها. والأكثر غرابة أن هذا الفنان عاد مرة أخرى وأعلن توبته الثانية من ضلاله الجديد وقرر استئناف رحلة الفن والغناء.
أنا شخصياً أجد صعوبة في تقبل الاستماع لأغنية رومانسية جديدة لهذا المطرب. صوته الهادر وهو يرتدي الزي «البنجابي» والريح تلوح بشعره الأشعث صار مهيمناً على مخيلتي أكثر من صوته الدافئ وهو يتبادل المقاطع الغنائية مع بعض الفنانات في أجمل أغانية التي بعثت «الدويتو» الناجح بعد أن نسيناه منذ زمن طويل. وأجد صعوبة بمزج عالم الدم الذي انخرط فيه بعالم الورد الذي يريد العودة إليه. نحن البشر لا نمتلك إعادة برمجة عواطفنا وأفكارنا وتوجهاتنا كيفما أراد الآخرون. والذين يمنحون أنفسهم حق التبدل والتغير والانقلاب عليهم ألا يتوقعوا أننا مازلنا في المكان نفسه!
في خطابنا النقدي نؤكد دائماً على ضرورة فصل سيرة المبدع عن الحكم على عمله. علينا ألا نتأثر بموقف شخصي أو أيديولوجي نسقطه على العمل الإبداعي ونحرف به معايير الحكم الموضوعي بناء على إملاءات ذواتنا. فالإبداع هو عالم الخيال والتقمص واقتناص الأفكار من عالم آخر لا يجيد كل البشر الوصول إليه. ولكني أجد الأمر صعباً في هذه القضية. لذلك يبدو انتظار عودة هذا الفنان لعالمه الأول مثيراً بعد تجربته الصعبة. فهل سيتقبله جمهوره من جديد؟ هل ستستمع إلى أغانيه كل الفئات كما كان سابقا؟ هل ستغفر له الفئات التي هاجمها وأثار الكراهية ضدها؟.. سنرى.
قصة إعلان المطرب الشهير لاعتزاله الفن مشهورة ومشهودة وموثقة بكل وسائل تواصله وتواصل الذين احتضنوا اعتزاله. في العشرين عاماً المنصرمة كان هذا المطرب واحداً من ألمع مطربي العرب وأكثرهم تميزاً وأكثرهم حباً من الجمهور. عرف هذا المطرب بالأغاني شديدة الرومانسية والأداء الراقي الملتزم. لم تكن مفاجأة الجمهور ونقاد الفن في إعلان المطرب اعتزاله وتوبته عن الفن. فذلك خيار شخصي وحرية يحق لكل إنسان أن يرسم بها ما بقي من أيامه. بل كانت الصدمة بتوجه فنان الرومانسيات إلى العمل الإرهابي وتغير لغته من الأغاني الرومانسية إلى خطاب الكراهية والتحريض والتمييز. وتطور الأمر حتى تورط هذا الفنان في قتال على هامش حرب لا علاقة له فيها. والأكثر غرابة أن هذا الفنان عاد مرة أخرى وأعلن توبته الثانية من ضلاله الجديد وقرر استئناف رحلة الفن والغناء.
أنا شخصياً أجد صعوبة في تقبل الاستماع لأغنية رومانسية جديدة لهذا المطرب. صوته الهادر وهو يرتدي الزي «البنجابي» والريح تلوح بشعره الأشعث صار مهيمناً على مخيلتي أكثر من صوته الدافئ وهو يتبادل المقاطع الغنائية مع بعض الفنانات في أجمل أغانية التي بعثت «الدويتو» الناجح بعد أن نسيناه منذ زمن طويل. وأجد صعوبة بمزج عالم الدم الذي انخرط فيه بعالم الورد الذي يريد العودة إليه. نحن البشر لا نمتلك إعادة برمجة عواطفنا وأفكارنا وتوجهاتنا كيفما أراد الآخرون. والذين يمنحون أنفسهم حق التبدل والتغير والانقلاب عليهم ألا يتوقعوا أننا مازلنا في المكان نفسه!
في خطابنا النقدي نؤكد دائماً على ضرورة فصل سيرة المبدع عن الحكم على عمله. علينا ألا نتأثر بموقف شخصي أو أيديولوجي نسقطه على العمل الإبداعي ونحرف به معايير الحكم الموضوعي بناء على إملاءات ذواتنا. فالإبداع هو عالم الخيال والتقمص واقتناص الأفكار من عالم آخر لا يجيد كل البشر الوصول إليه. ولكني أجد الأمر صعباً في هذه القضية. لذلك يبدو انتظار عودة هذا الفنان لعالمه الأول مثيراً بعد تجربته الصعبة. فهل سيتقبله جمهوره من جديد؟ هل ستستمع إلى أغانيه كل الفئات كما كان سابقا؟ هل ستغفر له الفئات التي هاجمها وأثار الكراهية ضدها؟.. سنرى.