أكد الباحث الأكاديمي الإماراتي المتخصص في الشأن الإيراني د. سلطان النعيمي أن القضية التي نحن بصددها مع النظام الإيراني تتطلب رداً على سلوكه وتدخلاته في المنطقة.

جاء ذلك، خلال ورشة عمل، نظمتها جمعية الصحفيين البحرينية مساء الأحد، للنعيمي بعنوان "توظيف اللغة في الإستراتيجية الإعلامية الإيرانية"، حضرها عدد من الصحفيين والأكاديميين والكتاب والباحثين المهتمين بالشأن الإعلامي.

ودعا إلى توظيف وسائل الإعلام والاهتمام بوسائل التواصل الإجتماعي، إذ يجب على الصحفيين والإعلاميين الاستفادة من تلك الوسائل واستخدامها لخدمة قضاياهم. وقال "لا بد من التعاون ووضع استراتيجية إعلامية بناءة قادرة على مواجهة الإعلام المعادي".

وقال النعيمي، إن الورشة تهدف إلى توظيف اللغة في الاستراتيجيات الإعلامية لخدمتها وإيصال الرسالة المراد بها إلى المتلقي، مشيرا إلى أن النظام الإيراني وظف اللغة بطريقة تخدم استراتيجيته الداخلية واستراتيجيته في المنطقة.

وقال "نرى محاولاته لتوسيع نفوذه في المنطقة، واستخدامه لبعض المصطلحات التي يراد بها توجيه رسالة لجمهور معين بهدف الوصول لمبتغاه. ولا يخفى على الجميع المصطلحات التي يستخدمها بصفته مدافع عن القضايا الإسلامية لجر الشعوب لدائرته".

وأضاف "أن ورشة العمل تأتي لتسليط الضوء على المصطلحات المستخدمة في إعلام النظام الإيراني التي يوظفها في استراتيجيته، ويجب علينا معرفة تلك المصطلحات وكيفية التعامل معها وعدم الانجرار وراء هذا النظام من خلال الاقتناع بتلك المصطلحات، وضرورة استخدام مصطلحات صحيحة لا ترتد بشكل سلبي على الداخل الخليجي وفي الوقت نفسه ترد على إعلام النظام الإيراني".

وخلال الورشة تطرق النعيمي، إلى العديد من المحاور منها إبراز دور اللغة وأهميتها، وما تقوم به تلك اللغة من دور كبير ومهم وخاصة في الخطاب السياسي لإيصال الرسالة الصحيحة للمتلقي خالية من الشوائب التي قد تؤثر على البعض. وماهية الإستراتيجية الإعلامية للنظام الإيراني وكيف نستطيع مواجهتها.

وأشار إلى المصطلحات التي استخدمها النظام الإيراني ومنها "الثورة الإسلامية، والجهاد، والاقتصاد المقاوم، وتسميته للمعارضين بالمنافقين"، لافتا إلى تناقض هذا النظام مع مبدأ السياسة الخارجية فيما يتعلق بالجوار الإقليمي حيث يقوم النظام الإيراني بالتدخل في أحداث المنطقة ودول الجوار واستخدامه لمصطلحات ترمي لإثارة الفتن من خلال الأحداث التي تجري في العديد من الدول.

وأوضح أن الاستراتيجية الإعلامية للنظام الإيراني لا تقتصر على المصطلحات واللغة فقط، وإنما امتدت إلى استخدام الصور التي ترمز لدلالات معينة القصد منها استدراج الشعوب. فلا بد لنا من معرفة المتلقي لنختار الرسالة المناسبة له، والخطاب موجه بحد ذاته للنظام الإيراني لأن المشكلة تكمن معه ومع سلوكه.