كتبت- ريم يحيى

تألق بفنه وتراثه وجمع واقتناء الآثار لإنشاء متحفه المنزلي بالمحرق.. يسعى إلى توسيع متحفه لكن يواجهه عائق الدعم، حتى يتمكن من التوسع وبالتالي الوصول إلى العالمية.

ويعرف التراث على أنه كل ما ورثه هذا الشعب من عادات، وتقاليد، وفنون، ومقتنيات مادية، وغير ذلك عن أسلافه الذين سبقوه على العيش على هذه الأرض، كما يجب الحفاظ على التراث من الاندثار الضياع.

صالح محمد الحسن المولود بالمحرق في فريج بن شدًة 1952، ابن المغفور له بإذنه تعالى المحامي محمد الحسن، يصفه البعض بعميد التراث حيث قرر جمع واقتناء الآثار والتحف وجمعها لإنشاء متحفه المنزلي في المحرق حِفاظاً على الإرث البحريني.. وفيما يلي نص الحوار:

كيف جاءتك فكرة إنشاء متحف منزلي؟

بدأت هوايتي وأنا في سن الثانية عشرة، وهي هواية جمع الطوابع والصور القديمة ولا تزال لدي هذه الطوابع والصور والعملات النقدية المعدنية، وكان ذلك عندما تبدلت العملة الهندية بقرار من الشيخ عيسى في العام 1964 بتبديل العملة الهندية إلى العملة البحرينية.

بدأت بتجميع العملات من منزلنا ومنزل عمي وأيضا منزل خالي الوجيه محمد يوسف الغاوي في علبة صغيرة، كنت أحصل عليها تحت السجاد والحصير متناثرة حتى تحصلت على هذه المجموعة الكبيرة.

حالياً، احتفظ بألبوم يحوي عدداً كبيراً كبير من العملات المعدنية، كما انضممت إلى جمعية لهواة الطوابع في 1978 فتشجعت أكثر، وتطور الأمر وأصبحت اذهب الى سوق الحراج وأشارك في بعض المزادات وبازار في سوق المنامة.

وبعد ذلك فكرت عندما تقاعدت في عام 2013 أن ابني هذا المكان، حيث كان المكان زراعي في منزلي وكان لدي أقفاص دواجن وحمام استغنيت عنهم في 2014 بنيت هذا المتحف بعد ما اكتمل..ذهبت أنا وخليل الذوادي إلى سلمان بن هندي محافظ محافظة المحرق عرضت عليه دعوة لافتتاح هذا المتحف ووافق على هذه الدعوة ، وكان له موقف لا ينسى في يوم الافتتاح.

منذ متى وأنت تحب التراث؟

احب التراث منذ صغري، كان أي طفل أو شاب في عمري يحب المراسلات وجمع الصور وتبادل الطوابع، وتميزت بهواية أخرى ايضاً هي المناظر الطبيعية، وفي سن الثانية عشرة وأنا لم اهمل هذه الهواية، توقفت لفترة عن ممارستها لأنني كنت طالباً ولم استطع شراء أي شيء لأنها كانت مكلفة .

من أين تحصل على القطع التراثية؟

هذه الاشياء صعب تجميعها، لدي عدة مصادر الأول والأهم هو العائلة والأهل، حيث إن لديهم بعض الحاجيات التي يمكن أن يتم الاستغناء عنها وبالتالي استفيد منها مثل الكرخانة التي تمتلكها الوالدة.

أما المصدر الآخر عندما تم بيع منزلنا في في فريج بن شدة، كن أذهب إلى سوق المنامة لشراء حاجيات الوالدة ثم اتوجه إلى سوق الحراج قرب بلدية المنامة حيث أجد هناك الأغراض القديمة واشتري ما يروق لي. أما المصدر الثالث، يتمثل في اشتراكي بجمعية البحرين للطوابع والان أنا مدير هذه الجمعية.

كيف تحافظ على هذه القطع من الفقدان أو التلف ؟

لدي كاميرات في المتحف وخارجه ويغلق باب المتحف بعد خروجي منه.

برأيك، هل المتاحف المنزلية تعطي تأثيراً إيجابياً؟

نعم، ولكن نحتاج تشجيعاً من الدولة، فكل هذا من مجهودي الشخصي وأتمنى وضع ارشادات خارجية لمتحفي ولكن لم يتم الموافقة على ذلك حتى الآن سيتم دراسة هذا الموضوع، في السابق القليل من يجمع هذه الأشياء، والمسلسلات القديمة مثل سعدون والبيت العود، شجعت الناس على اقتناء الاشياء القديمة.

ما هي القطع المميزة والنادرة التي تمتلكها؟

لدي قطع كثيرة متميزة، وأفضلها كسوة الكعبة "يا رحمن يا رحيم". أما عن موضوع الطوابع، فلدي مغلفات ومراسلات من البحرين إلى الهند والعكس وأيضاً ساعة الوالد معصم واستخدمها في بعض المناسبات اشتراها من القاهرة في 1944 واعتز ايضاً بها ولا زالت تعمل إلى يومنا هذا.

كما إن لدي وثائق متميزة مثل وثيقة توزيع الاغذية في ايام الحرب العالمية الثانية، وبرقية تعزية إلى "أنور السادات" هي إحدى الوثائق الخاصة بوالدي فترة عمله لدى احمد الزياني في فترة وفاة جمال عبدالناصر في 1970. و لدي أيضاً وثائق مثل مبنى الايتام 1935 ووثائق كثيرة ومتميزة .

ماهي المشاكل التي تواجهك عند استقبالك للزوار؟

المشاكل قليلة ، ولكن الجمهور له اتجاهات وآراء، يأتيني أشخاص لديهم موقف مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ومتحفي يحتوي على الكثير من الصور الخاصة به، فيبدؤون بقول كلام لا يرضيني، ولا يمكنني قبول هذا الكلام فهذا متحفي يحمل صور قيادتنا ايضاً، لا أجادل معهم فالذي يريد زيارة متحفي المكان مفتوح له.

المشكلة الأخرى يأتيني أشخاص لا يفهمون التراث فاشرح وأتحدث لهم عن التراث وعن جميع هذه الوثائق وكيف حدثت، فأجد معظمهم لا ينتبهون إلى حديثي.

ماسبب حبك لجمال عبدالناصر؟

كل شخص لديه سلبيات وإيجابيات، لكن سبب حبي له هو ما عمله في محاربة الاستعمار.. معظم البيوت سابقاً كانت تحمل صورة جمال عبدالناصر ويحملون له حبا عفويا.

هل عرض عليك بيع قطعة من القطع أو بيع المتحف كاملاً؟

نعم، عرض علي شخص من إحدى دول الخليج حاول بأي طريقة شراء المتحف بـ200 ألف دينار وحاول مرتين ورفضت وقلت له لا أحد يبيع بيته وتراثه وهذا تراث البحرين. وعرض علي أيضاً بيع كسوة الكعبة يا رحمن يا رحيم بمبلغ 5000 دينار.

برأيك، ما مدى وعي واهتمام الشعب البحريني بالتراث؟

بعد العودة إلى المسلسلات القديمة، أصبحت الناس في سعي لاقتناء الأشياء القديمة والتراثية.. في بعض الأحيان يأتيني أشخاص يستفيدون مني ومن تصميم متحفي، وأصبحت الناس في وعي بالتراث أكثر من السابق.

ماهي رؤيتك المستقبلية لهذا المتحف؟

الوصول الى العالمية الحمدلله حققت مستوى عالي من الشهرة على المستوى البحريني والخليج العربي.

ما أكثر التعليقات التي تسمعها من الزوار وماهو رأيهم بالمتحف؟

امتلك دفترا يحتوي جميع آراء الزوار و هو رابع دفتر لي وكل شخص يكتب لي عن شعوره، ولدي حساب على الإنستغرام فيطلقون علي العديد من المتابعين لقب عميد التراث في البحرين وغيره من الألقاب.

من الداعم لك؟

أنا من دعم نفسي بنفسي، ولكن تشجيع الأهل والأصدقاء كان أكبر داعم لي، كما إن زوجتي لها دعم في بعض المواقف.

ماهو سبب تميزك في وجود متاحف رسمية ومتاحف أهلية؟

مع احترامي للمتاحف المنزلية أغلبيتها تركز على المقتنيات، ولكن تراث البحرين لا يعتمد على المقتنيات فقط بل على الكتب وتاريخ البحرين والمذكرات والوثائق والمشاركات الخارجية والمقتنيات التي تشيد بها، وأشارك في احتفالات العيد الوطني المدارس وتستدعيني المحافظات ولي الفخر اني امثل البحرين.

هل توافق على أن تنقل الدولة هذا التراث إلى مكان يليق به لكن تحت رعايتك ومسؤوليتك؟

طبعاً أوافق، ولكن إذا تم نقله وهو مجهود خاص وهذا الذي يتكون من تراث الأهل ودفعت فيه الكثير من المبالغ وبالتالي يضيع مجهودي وتعبي، إلا في حال تخصيص مكان تحت مسمى متحف صالح الحسن يكون أكبر من هذا وأن يكون مقراً دائماً.

ماهي المشاكل التي تواجهك حالياً مع المتحف؟

اتمنى الدعم، ليس لدي مورد غير راتبي التقاعدي، حيث صرفت على بناء هذا المتحف حوالي 20 ألف دينار وغير المقتنيات الأخرى التي تصل إلى حوالي 15 ألف دينار.

ماذا تتمنى تحقيقه من المتحف؟

اتمنى من الطلبة أن يأتوا ويروا تاريخهم وتاريخ البحرين العريق، وأبواب متحفي دائماً مفتوحة لاستقبال الجمهور.