تلقى مستشار المرشد للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، صفعتين في آن واحد، وكما يقال «ضربتين على الرأس توجع»، فقد ترجم ولايتي وجعه بهستيريا الكلمات واللامنطق. إذ تمثلت الصفعة الأولى في مقتل الزعيم الحوثي الصماد، والثانية، الغارة التي شنها الإسرائيليون الأحد للمرة الثانية، ليقتل فيها عدد كبير من الإيرانيين وأتباعهم. أما ردة فعل ولايتي الهذيان بكلمات «خليج فارسي»، وكأن تأثير الصفعتين المتعاقبتين قد أعاده للوراء عقدين كاملين من الزمن، عندما كانت قضية تسمية الخليج الشغل الشاغل لإيران، فالحمد لله ولا شماتة فالصفعتان كانتا قويتان جداً. وقد بدا ذلك التأثير جلياً على ولايتي خلال حفل توقيع كتاب مصور عن «الخليج الفارسي»، الأحد في طهران، ولجوئه لسياسة تصعيدية تعيد الحديث عن «الخليج الفارسي» إلى الواجهة مشيراً إلى أن «الخليج الفارسي» حسرة في قلوب من وصفهم ولايتي بـ»المستعمرين وعملاء الاستكبار العالمي»..!!
بينما فشلت في تحويل اليمن لمحافظة إيرانية، وفشلت في فرض الأمر الواقع في سوريا بدخول الأمريكان والإسرائيليين بقوة في الأسابيع الماضية، ترى طهران أن موجة التصعيد العالية التي تتبناها الدول الكبرى والداعمة لخصوم إيران في الخليج العربي، باتت تستلزم الرد، لا سيما أن تلك الموجة قد جاءت في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لوضع خيارين أمام إيران، إما تعديل الاتفاق النووي أو إلغاؤه. وكم هو ساذج أن يتمثل الرد بالعودة لموضوع فارسية الخليج العربي، واختزال تطلعات «عملاء الاستكبار العالمي» والولايات المتحدة وإسرائيل، في مسألة تغيير الاسم وكأنه القضية المصيرية الأكبر، الأمر الذي جاوزناه منذ أمد بعيد. ومازال ولايتي يردد ببلاهة أن «تغيير اسم هذا الخليج الفارسي أو تحريفه هو إثارة فتنة وعليهم أن يعلموا أن مسعاهم سيكون دون جدوى»، فهل ترى طهران الدول الكبرى بهذه السذاجة لتخوض صراعات -بعضها دموية- لتغيير الاسم؟!!
من مقومات صياغة الخطاب الإعلامي تحديد الجمهور المستهدف منه، ولأن ولايتي يعرف أن متابعيه من أنصاف المثقفين والعامة راح يكرر أسطوانة قديمة مشروخة مفادها «الوثائق والتاريخ وخلفية الإيرانيين وكتابات المؤرخين من الفرس والعرب» والتي يشير من خلالها إلى ورود تسمية «البحر الفارسي» أو «الخليج الفارسي» وأن «هذا هو الحال بالنسبة للخرائط الموجودة في المتاحف العالمية والإيرانية». وإننا إذ نقف ساخرين من إعادة موضوع قديم إلى الواجهة، لا يعني إغفالنا بالغايات الإيرانية بشأنه، فلا شك أن «خليج فارسي» تعني التمدد وبسط الهيمنة الفارسية على عموم الخليج، لكن ما لم يستوعبه عقل ولايتي بعد أننا كسرنا نزعتهم تلك ليس بعقد تحالفات مع بريطانيا ثم أمريكا وحسب، بل حتى بتصويت على «غوغل». فمتى يعقل الطهرانيون؟!!
* اختلاج النبض:
بما أن الشرط الجديد في الاتفاق النووي يكمن في التوقف الطهراني عن دعم الحوثيين والخروج من سوريا، أعادت طهران أسطوانة «الخليج الفارسي» وكأنها تجس النبض بإمكانية التحول إلى فرض النفوذ على دول الخليج ولو صورياً أمام شعبها. المؤسف في الأمر أن قضية «فارسية الخليج» تحظى بجماهيرية في الشارع الإيراني، لكن الكارثة أن رجلاً بحجم مستشار لا يجد وسيلة يعبر من خلالها عن تشدد مؤسسة الحكم إلا هذا الموضوع السطحي..!!
بينما فشلت في تحويل اليمن لمحافظة إيرانية، وفشلت في فرض الأمر الواقع في سوريا بدخول الأمريكان والإسرائيليين بقوة في الأسابيع الماضية، ترى طهران أن موجة التصعيد العالية التي تتبناها الدول الكبرى والداعمة لخصوم إيران في الخليج العربي، باتت تستلزم الرد، لا سيما أن تلك الموجة قد جاءت في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لوضع خيارين أمام إيران، إما تعديل الاتفاق النووي أو إلغاؤه. وكم هو ساذج أن يتمثل الرد بالعودة لموضوع فارسية الخليج العربي، واختزال تطلعات «عملاء الاستكبار العالمي» والولايات المتحدة وإسرائيل، في مسألة تغيير الاسم وكأنه القضية المصيرية الأكبر، الأمر الذي جاوزناه منذ أمد بعيد. ومازال ولايتي يردد ببلاهة أن «تغيير اسم هذا الخليج الفارسي أو تحريفه هو إثارة فتنة وعليهم أن يعلموا أن مسعاهم سيكون دون جدوى»، فهل ترى طهران الدول الكبرى بهذه السذاجة لتخوض صراعات -بعضها دموية- لتغيير الاسم؟!!
من مقومات صياغة الخطاب الإعلامي تحديد الجمهور المستهدف منه، ولأن ولايتي يعرف أن متابعيه من أنصاف المثقفين والعامة راح يكرر أسطوانة قديمة مشروخة مفادها «الوثائق والتاريخ وخلفية الإيرانيين وكتابات المؤرخين من الفرس والعرب» والتي يشير من خلالها إلى ورود تسمية «البحر الفارسي» أو «الخليج الفارسي» وأن «هذا هو الحال بالنسبة للخرائط الموجودة في المتاحف العالمية والإيرانية». وإننا إذ نقف ساخرين من إعادة موضوع قديم إلى الواجهة، لا يعني إغفالنا بالغايات الإيرانية بشأنه، فلا شك أن «خليج فارسي» تعني التمدد وبسط الهيمنة الفارسية على عموم الخليج، لكن ما لم يستوعبه عقل ولايتي بعد أننا كسرنا نزعتهم تلك ليس بعقد تحالفات مع بريطانيا ثم أمريكا وحسب، بل حتى بتصويت على «غوغل». فمتى يعقل الطهرانيون؟!!
* اختلاج النبض:
بما أن الشرط الجديد في الاتفاق النووي يكمن في التوقف الطهراني عن دعم الحوثيين والخروج من سوريا، أعادت طهران أسطوانة «الخليج الفارسي» وكأنها تجس النبض بإمكانية التحول إلى فرض النفوذ على دول الخليج ولو صورياً أمام شعبها. المؤسف في الأمر أن قضية «فارسية الخليج» تحظى بجماهيرية في الشارع الإيراني، لكن الكارثة أن رجلاً بحجم مستشار لا يجد وسيلة يعبر من خلالها عن تشدد مؤسسة الحكم إلا هذا الموضوع السطحي..!!