الخرطوم - كمال عوض

أثبتت القوات المسلحة السودانية أنها داعم وسند مهم لجهود قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، في دحر الحوثيين، بفضل مساهمتها في الانتصارات التي حققتها في كافة الجبهات.

وفي هذا الصدد، أكد ضابط سوداني رفيع أن قوات بلاده المشاركة في العمليات العسكرية لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ستبقى موجودة حتى تحقيق الهدف الذي جاءت من أجله.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع السودانية عن شروعها في دراسة تقييم مشاركة القوات السودانية ضمن قوات التحالف في اليمن لاتخاذ قرارات بشأنها. وقال وزير الدولة بوزارة الفريق أول علي محمد سالم في تصريحات بالبرلمان "الوزارة تعكف في دراسة وتقييم مشاركة القوات في اليمن". وأضاف سالم أن "الدراسة تشمل زوايا مختلفة لتقييم إيجابيات وسلبيات المشاركة للخروج بقرارات تعود لمصلحة وأمن واستقرار البلاد".

وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، قال ضابط ارتباط القوات السودانية في التحالف العربي العميد الركن الأمين يوسف إبراهيم، "أوكد أن القوات السودانية موجودة في الميدان، وتقاتل بشراسة حتى هذه اللحظة، والهدف الذي أتينا من أجله سنحققه مع إخواننا في الشرعية والتحالف". وتابع: "مازلنا موجودين وسنظل موجودين وبروح معنوية عالية".

وأضاف العميد الركن أن القوات السودانية حققت نجاحات أثلجت صدور الجميع من قوات التحالف، وفي صدد حسم المعركة بشكل نهائي.

ويشارك الجنود السودانيين في أهم الجبهات المشتعلة في اليمن، ما يعكس في واقع الأمر حرص السودان على تثبيت موقعه كفاعل في المنظومة العربية ومدافع عنها. وأظهر الجنود السودانيون ارتياحاً لأداء مهمتهم لإثبات مقدرة الجندي السوداني وانفتاحه على كافة الجبهات. وأشاد الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية سبأ بمواقف السودان مع اليمن وشرعيته الدستورية ووقف الأطماع والتدخلات الإيرانية، مع أشقائه في دول التحالف العربي ليعود اليمن إلى أحضان محيطه القومي والعرب.

ولعبت القوات السودانية دوراً مهماً وحاسماً في عمليات استعادة السيطرة على مديرية المخا في الساحل الغربي، غرب محافظة تعز جنوب غرب اليمن. وإلى الشمال من المخا اضطر الحوثيون إلى ترك مواقع كثيرة بمحافظة الحديدة أبرزها حيس، على وقع ضربات قوات التحالف العربي والقوات اليمنية، وهناك تقاسم السعودي واليمني والإماراتي والسوداني ذات الخندق. وفي هذا المحور لم تقتصر مشاركة القوات السودانية على العمليات القتالية المباشرة فحسب، بل إن وحدات نزع الألغام ساهمت بشكل كبير في تنظيف المنطقة وفتح مسارات آمنة لليمنيين الباحثين عن حياة كريمة.

ومن ميدي لم تخل أخبار تقدم الشرعية من ذكر القوات السودانية، ففي تلك المناطق المنبسط منها والوعر كان للجندي السوداني دوره المؤثر. وفي صعدة التي تشهد انهيارات متتالية في صفوف الميليشيات الحوثية، عززت القوات السودانية من وجودها فيها لضمان تأمين الحدود مع السعودية، وخنق الميليشيات في معقلها.

وتشارك القوات السودانية منذ عام 2015 في القتال إلى جانب قوات التحالف العربي، وقد أعرب الرئيس عمر البشير في خطابه في يناير الماضي بمناسبة ذكرى استقلال السودان أن المشاركة في التحالف نابعة من التزام أخلاقي. وتشهد العلاقة بين السودان ومعظم الدول العربية وبخاصة الخليجية تطوراً لافتاً في السنتين الأخيرتين، بعد المراجعة التي أقدم عليها الرئيس السوداني والتي انتهت بخلاصة أن استمرار التذبذب في المواقف بين إيران والدول العربية ليس في صالح بلاده، حيث تبين أن طهران التي تمتلك أجندة توسعية في المنطقة لا يمكن اعتمادها كحليف لأنها في الأخير ستنقلب عليه.