قاعدة بسيطة جداً تقول إنه حتى تدور العجلة بشكل صحيح، فإنه لا يجب أن يدخل وسط محيطها أي شيء يعيق حركتها أو يعطلها، وبالتالي يمكن أن تزيد العجلة من سرعة دورانها، وعليه تصل بسرعة للهدف الذي تريد التوجه إليه.

لكن تعاق حركتك، وقد تتعثر وتسقط، وقد تتأخر وتيرة عجلتك، والأخطر أنه يمكن لها أن تنكسر، إذا حاول أحد ما، أو حتى مجموعة وضع العصا داخل العجلة.

مشكلة المجتمعات الناهضة والتي تمتلك طموحات كبيرة، وتسعى للتحرك إلى الأمام، حينما تكون بعض الأدوات غير مواكبة لحركة التوجهات باتجاه التطوير. التطوير الذي يأتي بناء على معادلة «التغيير»! هذا العنوان هو في حقيقة الواقع يمثل «كارثة» لكثيرين، بالتالي قد تجد بعض الأدوات التي يفترض أن مهمتها قيادة التطوير، هي نفسها تسعى للتخريب أو للتعطيل أو مواجهة كل ذلك.

الخوف من التغيير حين ترصده لدى مسؤول أو عنصر يتوجب أن يكون هو أساساً قائداً للتغيير، هنا أنت تواجه معضلة حقيقية، لأن من يفترض به حماية العجلة وزيادة سرعة دورانها، هو من يريد تعطيلها أو توقيفها، هو من يتحول للعصا التي توضع بداخلها!

لدينا في البحرين مشاريع طموحة، لدينا رؤية، منبثقة عن مسارات متشعبة أساسها المشروع الإصلاحي، لدينا رغبات معلنة من قمة الهرم بالارتقاء نحو الأفضل، والعمل الجاد لأجل ذلك، لكن يظل السؤال: لماذا ما زلنا لم نصل لتحقيق كثير من غاياتنا حتى الآن؟! ولماذا «الرتم البطيء» في شأن تحقيق الأهداف ملاحظ بقوة في بعض القطاعات؟!

تعمد تحول البعض لعصي تدخل بشكل فاضح داخل العجلة على رأس الأسباب. عصي تسعى لوقف التغيير، لمنع التطوير، تخالف كل شعار إصلاحي يطلق، تعمل وكأنها جبهة معاكسة هدفها تعطيل كل شيء.

اليوم من لا يؤمن بالتغيير، لا يمكن التعويل عليه ليكون صانعاً للمستقبل، وفاتحاً لآفاق أرحب للتطوير. من لا يرى بأن في أدائه وعمله ومسؤوليته مجالات كبيرة للارتقاء والتحسين، فهذا شخص أو مسؤول توقف عنده الزمن، بالتالي لا يمكن له مسابقة الزمن، ولا يمكن له أن يقود أجيالاً قادمة هي أساس وقود بناء المجتمعات، والقوة القادمة بقوة باتجاه تحقيق الطموحات، لأن التغيير جاء أساساً لأجلهم، ويهدف لتحقيق أحلامهم.

بعض الأدوات تتحول لمصائب حقيقية، يمكنها أن تشوه كل جميل، خاصة تلك التي تحاول إقناعك بالكلام أنها مع التغيير والتطوير، وأنها مؤمنة بكافة متطلبات الإصلاح، لكنّ أداءها وعملها خلاف ذلك تماماً، فلا سعي للتطوير بل للأسف تراجعات تنذر بالتدمير، لو لم تكن معنية بقطاع هنا وهناك، فإنها بالضرورة تدمر طاقات لها طموحات يمكن أن يستفيد منها البلد. لا قبول أصلاً لها لكلمة التغيير، فكيف يمكن أن نلمس التغيير للأفضل لديها، وإن كان من تغيير، فإنه في المسار العكسي، تغيير للأسوأ. وعن الإصلاح، ستجد الشعارات الرنانة، لكن الأفعال تقول بأنه لا نوايا لوقف الأخطاء، ومعالجة السلبيات، وإبدال كل ذلك بالإيجابيات.

إن كنتم تريدون لعجلة هذه البلد أن تدور بشكل صحي، وتمضي لتحقق أهدافها في كافة المجالات، فلا بدّ أولاً من التخلص من العصي التي تقتحم بشكل متعمد مسار العجلة لتعطلها أو تخربها أو تكسرها.

وبالنظر لتقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية، يتضح بأن لدينا عدداً غير مستهان به من العصي، بمختلف مراكزهم ومواقعهم، هم يحملون وزر تعطيل وتأخير عجلة الإصلاح والتنمية والتطوير والتغيير.