وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية، مساء أمس السبت، على طلب الأمم المتحدة تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة حتى مساء الأحد، حسب ما أعلن مسؤول حكومي إسرائيلي لوكالة "فرانس برس".وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه، إن "الحكومة وافقت على طلب الأمم المتحدة المتعلق بهدنة إنسانية تستمر حتى منتصف ليل الأحد".أما حماس فرفضت أي تمديد للهدنة "لا يقترن بانسحاب كامل من قطاع غزة". وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة لوكالة "فرانس برس": "لا قيمة لأي تهدئة إنسانية لا تنسحب بموجبها الدبابات الإسرائيلية، ولا تمكن الناس من العودة إلى بيوتهم، ولا تتيح إخلاء جميع الشهداء والجرحى".وفي سياق متصل، تبنت حركة حماس، مساء السبت، إطلاق سبعة صواريخ باتجاه إسرائيل، من بينها اثنان على تل أبيب، ما يمكن أن يعني رفضها بحكم الأمر الواقع تمديد الهدنة الإنسانية الأولية في قطاع غزة، والتي انتهت مهلتها الأصلية عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي.وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية قد أكدت أنه تم إطلاق صواريخ أو قذائف هاون من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل التي قررت حكومتها تمديد الهدنة أربع ساعات إضافية، لتنتهي بذلك عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي.وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيتال ليبوفيتش، على حسابه على "تويتر": "أطلقت صواريخ باتجاه إسرائيل برغم تمديد الهدنة الإنسانية".وأشار متحدث آخر لوكالة "فرانس برس" إلى إطلاق ثلاث قذائف هاون من غزة على إسرائيل، لم تسفر عن أي أضرار أو ضحايا.كان مصدر حكومي قد أكد أن إسرائيل وافقت، اليوم السبت، على تمديد الهدنة الإنسانية في غزة لمدة 4 ساعات تنتهي منتصف الليل.وبدأ صباح اليوم السبت سريان الهدنة الإنسانية في غزة لمدة 12 ساعة بعدما وافقت كل من حماس وإسرائيل عليها.وأعلن المتحدث بإسم وزارة الصحة الفلسطينية أنه تم انتشال 100 جثة لفلسطينيين قتلوا في سلسلة الغارات الجوية وقذائف الدبابات الإسرائيلية في مناطق مختلفة في قطاع غزة بعد دخول الهدنة الإنسانية حيز التنفيذ.وكانت القوات الإسرائيلية قصفت بالمدفعية مواقع عدة في قطاع غزة قبل دخول وقت الهدنة، فيما أفاد مراسل "العربية" بمنع الجيش الإسرائيلي طواقم الإسعاف من إخلاء الجرحى من بلدة خزاعة رغم التهدئة.وأكد الجيش الإسرائيلي، أكد فجر اليوم السبت، أنه سيلتزم بهدنة "إنسانية" في قطاع غزة لمدة 12 ساعة تبدأ في الساعة الثامنة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقت غرينتش).وقال الجيش في بيان إنه وافق على الالتزام بـ"نافذة إنسانية في قطاع غزة"، مشددا في الوقت نفسه على أن هذه الهدنة لا تعني السماح لسكان غزة من سكان المناطق التي أمر بإخلائها سابقا تمهيداً لمهاجمتها بأن يعودوا إليها، مؤكداً أن قواته سترد إذا ما تعرضت لهجوم أو إذا ما أطلقت صواريخ من القطاع على إسرائيل.وبدورها، أعلنت حماس موافقتها على وقف قتال مؤقت لمدة 12 ساعة يبدأ صباح السبت.وكانت إسرائيل قد رفضت، مساء اليوم الجمعة، اقتراح وقف إطلاق نار في قطاع غزة تقدم به وزير الخارجية الأميركي جون كيري "بصيغته الحالية"، وفق ما نقل التلفزيون الإسرائيلي العام.رفض مشروع كيريوأوضح التلفزيون الإسرائيلي أن "الحكومة الأمنية رفضت بالإجماع اقتراح وقف إطلاق النار بصيغته الحالية، الذي تقدم به وزير الخارجية الأميركي جون كيري"، وأشارت إلى أن أعضاء الحكومة سيواصلون بحث المشروع.وطوال النهار، تكثفت المشاورات الدبلوماسية لانتزاع "تهدئة إنسانية" للأعمال الحربية بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.وبحسب التلفزيون الإسرائيلي العام، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تطالب بأن يتمكن الجيش الإسرائيلي من البقاء في قطاع غزة لمواصلة تدمير "أنفاق الهجوم" أثناء التهدئة، لكن يبدو أنه من الصعب أن يحصل هذا الشرط على موافقة حماس.ومن جهتها، قالت حماس، على لسان عزت الرشق، عضو المكتب السياسي في الحركة، إنها تدرس اقتراحا للتوصل لـ"تهدئة إنسانية" لمدة أسبوع في قطاع غزة.ومن جهته، أكد كيري أنه لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، داعياً مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية المصري سامح شكري إلى هدنة من سبعة أيام.خلافات حول الصيغةوأثناء التحدث أمام الصحافيين في القاهرة إلى جانب بان كي مون، أوضح كيري أن خلافات لاتزال قائمة بين الطرفين حول "الصيغة" المتعلقة بوقف إطلاق النار، مضيفاً مع ذلك أن لديهما "إطارا أساسيا" لهدنة.وأوضح كيري أنه لم يسلم نسخة رسمية من مقترح وقف إطلاق نار، مشيرا إلى خلافات حول "بعض العبارات" في إطار مشروع اتفاق هدنة.وأكد كيري "ربما هم رفضوا بعض العبارات في المقترح وليس الإطار، لكن لم يحصل أن تقدمت بمقترح من جانبي".من جهته، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن أيا من الطرفين لم يبد إرادة كافية للتفاوض. وأضاف أن بلاده تدعو إلى هدنة إنسانية من سبعة أيام.