بعد إعلان قراره النهائي بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرمته الجمهورية الإيرانية ومجموعة 5 1، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول حزمة العقوبات المفروضة على إيران «على أعلى مستوى» بغية كبح طموحها النووي. وعلى الرغم من أن رئيس الجمهورية الإيرانية روحاني قد أبدى في وقت سابق استعداد بلاده لكل الاحتمالات، فلا أعتقد أن سيكون هناك ثمة مناص من الخنوع لسطوة العقوبات التي قادت طهران نفسها إليها بتعنتها وسياستها القائمة على هستيريا الشر في المنطقة.
ومما يستحق الوقوف عليه، تحليل أورده الدكتور عبدالعزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، في مداخلة له على قناة العربية، إذ أوضح كيف أن العقوبات التي ستحل على طهران ليست كالعقوبات السابقة، بل عقوبات مشددة Secondary Section والتي فسرها بقوله إنها لن تقتصر على إيران وحدها، بل ستقع على أي جهة تتعامل مع إيران. ولا شك أن هذا يعني عزلاً كاملاً لإيران عن العالم أكثر من أي وقت مضى.
إن عودة إيران إلى مربع العقوبات الأول وبمزيد من الإحكام سيسهم دون هوادة في انهيار الاقتصاد الإيراني، الذي كان على شفا حفرة من ذلك في وقت سابق، إذ لم يقتصر الأمر على انخفاض سعر الريال وحسب، ولا على أزمات المصارف في الإيفاء بالتزاماتها، بل هناك والتراجع المستمر في «الدعم السياسي والاجتماعي للإصلاح»، وارتفاع ديون الحكومة إلى 50%، وغير ذلك مما تناولناه في مقال من جزئين بعنوان «وزر موت الاقتصاد الإيراني»، خلصنا فيه إلى أن الشلل السياسي الطهراني، هو ما أفضى إلى تلك الانهيارات، وكيف أن هذا قد ألقى بظلاله على الشعب من المودعين في المصارف أو المتقاعدين وغيرهم، بما يرجح اندلاع ثورة شعبية صارمة تطيح بنظام الطواغيت الطهراني.
خليجياً، هناك تأييد كبير لقرار ترامب بالانسحاب وفرض العقوبات رغم المنزلقات الخطيرة المرتقبة في الداخل الإيراني والتي آن لها أن توقظ الإرادة الشعبية الحرة من سباتها. غير أن دعم الدول الخليجية للقرار ينطلق بالأساس من ضمانه لأمنها ليس على مستوى تطوير القنبلة النووية وحسب، وإنما تقوض فرص إيران في تنفيذ تمددها بالمنطقة واستفحال خطرها.
* اختلاج النبض:
إننا إذ اكتوينا بنيران طهران ومسنا من شرورها عظيم الضرر، فلا نجد إلاَّ أن نقوم للانسحاب الأمريكي في لهفة، لما سيترتب عليه من إحلال العقوبات على إيران وقطع أجنحتها بالكامل بدلاً من نتف ريشها وحده. فهنيئاً لنا هذا الانسحاب وأدام الله العقوبات على إيران أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة.. دعوة يتردد صدى التأمين عليها حتى ليلة القدر من رمضان مشرع الأبواب.
ومما يستحق الوقوف عليه، تحليل أورده الدكتور عبدالعزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، في مداخلة له على قناة العربية، إذ أوضح كيف أن العقوبات التي ستحل على طهران ليست كالعقوبات السابقة، بل عقوبات مشددة Secondary Section والتي فسرها بقوله إنها لن تقتصر على إيران وحدها، بل ستقع على أي جهة تتعامل مع إيران. ولا شك أن هذا يعني عزلاً كاملاً لإيران عن العالم أكثر من أي وقت مضى.
إن عودة إيران إلى مربع العقوبات الأول وبمزيد من الإحكام سيسهم دون هوادة في انهيار الاقتصاد الإيراني، الذي كان على شفا حفرة من ذلك في وقت سابق، إذ لم يقتصر الأمر على انخفاض سعر الريال وحسب، ولا على أزمات المصارف في الإيفاء بالتزاماتها، بل هناك والتراجع المستمر في «الدعم السياسي والاجتماعي للإصلاح»، وارتفاع ديون الحكومة إلى 50%، وغير ذلك مما تناولناه في مقال من جزئين بعنوان «وزر موت الاقتصاد الإيراني»، خلصنا فيه إلى أن الشلل السياسي الطهراني، هو ما أفضى إلى تلك الانهيارات، وكيف أن هذا قد ألقى بظلاله على الشعب من المودعين في المصارف أو المتقاعدين وغيرهم، بما يرجح اندلاع ثورة شعبية صارمة تطيح بنظام الطواغيت الطهراني.
خليجياً، هناك تأييد كبير لقرار ترامب بالانسحاب وفرض العقوبات رغم المنزلقات الخطيرة المرتقبة في الداخل الإيراني والتي آن لها أن توقظ الإرادة الشعبية الحرة من سباتها. غير أن دعم الدول الخليجية للقرار ينطلق بالأساس من ضمانه لأمنها ليس على مستوى تطوير القنبلة النووية وحسب، وإنما تقوض فرص إيران في تنفيذ تمددها بالمنطقة واستفحال خطرها.
* اختلاج النبض:
إننا إذ اكتوينا بنيران طهران ومسنا من شرورها عظيم الضرر، فلا نجد إلاَّ أن نقوم للانسحاب الأمريكي في لهفة، لما سيترتب عليه من إحلال العقوبات على إيران وقطع أجنحتها بالكامل بدلاً من نتف ريشها وحده. فهنيئاً لنا هذا الانسحاب وأدام الله العقوبات على إيران أعواماً عديدة وأزمنةً مديدة.. دعوة يتردد صدى التأمين عليها حتى ليلة القدر من رمضان مشرع الأبواب.