فجر تحالف «سائرون» بقيادة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والحزب الشيوعي في العراق مفاجأة سياسية من العيار الثقيل بعدما جاء على رأس نتائج الانتخابات البرلمانية، وحل التحالف النادر، الذي جمع أصحاب «العمائم السوداء» مع ذوي «المعاطف الحمراء»، في المرتبة الأولى في 6 محافظات بينها العاصمة بغداد من أصل 18، وثانياً في 4 أخرى، فيما يبقى الصدر بتياره «صانعاً للملوك» في العراق من خلال تحالفاته لتشكيل الحكومة، حيث بإمكان التيار اختيار رئيس الوزراء القادم سواء من داخل التحالف النادر أو من خلال ائتلاف حكومي يدعمه، لكن بطبيعة الحال لن يتولى الصدر رئاسة الحكومة لكونه لم يخوض الاستحقاق النيابي، لكنه يستطيع أن يزكي من داخل تياره من يختاره لقيادة الحكومة العراقية.
ولا شك في أن نتائج الانتخابات قد خلطت الأوراق في العراق وأربكت حسابات حلفاء بغداد، خاصة طهران وواشنطن، لاسيما وأن الصدر ليس مقرباً من الأولى، حيث يأتي خلف كل من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وقائد منظمة «بدر» ووزير النقل والمواصلات العراقي السابق هادي العامري، ورئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته، حيدر العبادي، كما أن الصدر معروف بعدائه الشديد لأمريكا. وتمكن تحالف الصدر مع الشيوعيين في العراق من قلب الطاولة على الجميع ليحتل المرتبة الأولى في النتائج الجزئية، فيما جاء تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري الذي يضم فصائل في «الحشد الشعبي»، المدعومة من إيران، في المرتبة الثانية، في حين جاءت لائحة «النصر» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، في المرتبة الثالثة، فيما حل ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يرتبط بعلاقة قوية مع إيران، في المرتبة الرابعة.
ويذهب مراقبون ومحللون إلى أن شعبية الصدر قد زادت في الفترة الأخيرة لكونه ابتعد كثيراً عن إيران، كما أنه استطاع أن يستقطب الشيوعيين من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط والتي دائماً ما دعا إليها في تحول استراتيجي لرجل دين يرتدي عمامة سوداء، ويضاف إلى ما سبق، الاحتجاجات المليونية التي كان يدعو إليها ضد الفساد والفاسدين في العراق، حيث لا يترك مناسبة إلا ويوجه انتقاداته الحادة سواء للحكومة السابقة برئاسة المالكي «خصمه اللدود»، أو لرئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته حيدر العبادي.
وبالرغم من أن الصدر ينحدر من سلالة دينية شيعية، إلا أنه ليس مدعوماً لا من واشنطن ولا من طهران، حيث دائماً ما دعا في الفترة الأخيرة إلى تحرر القرار السياسي العراقي من التبعية، وربما هذا ما دفع العراقيون إلى التصويت إلى تحالفه مع الشيوعيين. ورغم أن عائلة الصدر قريبة من آية الله روح الله الموسوي الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، ودرس لسنوات عدة في إيران، فإنه يدعو اليوم إلى سيادة العراق في السياسة الخارجية، وهذا يتقاطع مع ما يريده شيوعيو العراق.
ولابد أن يؤخذ في الاعتبار الاستدارة التي قام بها الصدر وتأكيده على عروبة العراق ووحدته، وقد تجلى ذلك في زيارته التاريخية إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في أغسطس 2017، وما يؤكد ذلك المنطق، تعليق وزير الدولة لشؤون الخليج العربي والسفير السعودي السابق في العراق، ثامر السبهان، على تغريدة زعيم التيار الصدري، مقدماً للعراق تهانيه على إنجاز الانتخابات النيابية، حيث قال السبهان في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «فعلاً أنتم سائرون بحكمة ووطنية وتضامن، واتخذتم القرار للتغيير نحو عراق يرفع بيارق النصر باستقلاليته وعروبته وهويته وأبارك للعراق بكم».
وكان الصدر قال في تغريدة سابقة له إنه «يدرس التحالف مع كيانات متنوعة، مثل تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم والجيل الجديد والتغيير في إقليم كردستان والقرار العراقي برئاسة أسامة النجيفي».
وتابع الصدر في تغريدته «إننا «سائرون» بـ«حكمة» و«وطنية» لتكون «إرادة» الشعب مطلبنا ونبني «جيلاً جديداً» ولنشهد «تغييرا» نحو الإصلاح وليكون «القرار» عراقياً فنرفع «بيارق» «النصر» ولتكون «بغداد» العاصمة وليكون «حراكنا» «الديمقراطي» نحو تأسيس حكومة أبوية من «كوادر» تكنوقراط لا تحزب فيها». ويلاحظ من تغريدته أن الصدر كان يغمز من قناة تجاهل «الحشد الشعبي» بقيادة هادي العامري و«ائتلاف دولة القانون» بقيادة المالكي.
وكانت الصدمة الكبرى التي تلقتها طهران هي طريقة احتفال أنصار الصدر بنتائج الانتخابات حيث تجمعوا وسط بغداد للاحتفال «بالنصر على الفاسدين» و«بداية مرحلة جديدة للشعب العراقي»، وأطلقوها مدوية عندما هتفوا «بغداد حرة حرة!... إيران برا برا!».
ويبدو أن الهتاف المناهض لإيران هو أحد النقاط الأساسية التي اشترك فيها رجل الدين الشيعي مع ذوي «المعاطف الحمراء»، حيث يعارض الحزب الشيوعي توزيع السلطة على أساس الطائفة ويدعو إلى عراق علماني محايد إقليمياً وغير منحاز دولياً. وتنص المادة 76 في دستور البلاد، أن على رئيس الجمهورية، بعد انتخابه من قبل البرلمان، أن يكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً في مجلس النواب تشكيل حكومة مجلس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية. ويتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية أعضاء وزارته، خلال مدة أقصاها 30 يوماً من تاريخ التكليف.
* وقفة:
استدارة الصدر نحو السعودية، وتخليه عن إيران، ومناهضته لأمريكا، وتمكنه من التحالف مع ذوي «المعاطف الحمراء»، كلها عوامل جعلته «صانع الملوك» في العراق من خلال أحقيته بتسمية رئيس حكومة لن يخرج عن «بوتقة التكنوقراط»!!
ولا شك في أن نتائج الانتخابات قد خلطت الأوراق في العراق وأربكت حسابات حلفاء بغداد، خاصة طهران وواشنطن، لاسيما وأن الصدر ليس مقرباً من الأولى، حيث يأتي خلف كل من رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وقائد منظمة «بدر» ووزير النقل والمواصلات العراقي السابق هادي العامري، ورئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته، حيدر العبادي، كما أن الصدر معروف بعدائه الشديد لأمريكا. وتمكن تحالف الصدر مع الشيوعيين في العراق من قلب الطاولة على الجميع ليحتل المرتبة الأولى في النتائج الجزئية، فيما جاء تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري الذي يضم فصائل في «الحشد الشعبي»، المدعومة من إيران، في المرتبة الثانية، في حين جاءت لائحة «النصر» بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته حيدر العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، في المرتبة الثالثة، فيما حل ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يرتبط بعلاقة قوية مع إيران، في المرتبة الرابعة.
ويذهب مراقبون ومحللون إلى أن شعبية الصدر قد زادت في الفترة الأخيرة لكونه ابتعد كثيراً عن إيران، كما أنه استطاع أن يستقطب الشيوعيين من أجل تشكيل حكومة تكنوقراط والتي دائماً ما دعا إليها في تحول استراتيجي لرجل دين يرتدي عمامة سوداء، ويضاف إلى ما سبق، الاحتجاجات المليونية التي كان يدعو إليها ضد الفساد والفاسدين في العراق، حيث لا يترك مناسبة إلا ويوجه انتقاداته الحادة سواء للحكومة السابقة برئاسة المالكي «خصمه اللدود»، أو لرئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته حيدر العبادي.
وبالرغم من أن الصدر ينحدر من سلالة دينية شيعية، إلا أنه ليس مدعوماً لا من واشنطن ولا من طهران، حيث دائماً ما دعا في الفترة الأخيرة إلى تحرر القرار السياسي العراقي من التبعية، وربما هذا ما دفع العراقيون إلى التصويت إلى تحالفه مع الشيوعيين. ورغم أن عائلة الصدر قريبة من آية الله روح الله الموسوي الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، ودرس لسنوات عدة في إيران، فإنه يدعو اليوم إلى سيادة العراق في السياسة الخارجية، وهذا يتقاطع مع ما يريده شيوعيو العراق.
ولابد أن يؤخذ في الاعتبار الاستدارة التي قام بها الصدر وتأكيده على عروبة العراق ووحدته، وقد تجلى ذلك في زيارته التاريخية إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في أغسطس 2017، وما يؤكد ذلك المنطق، تعليق وزير الدولة لشؤون الخليج العربي والسفير السعودي السابق في العراق، ثامر السبهان، على تغريدة زعيم التيار الصدري، مقدماً للعراق تهانيه على إنجاز الانتخابات النيابية، حيث قال السبهان في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «فعلاً أنتم سائرون بحكمة ووطنية وتضامن، واتخذتم القرار للتغيير نحو عراق يرفع بيارق النصر باستقلاليته وعروبته وهويته وأبارك للعراق بكم».
وكان الصدر قال في تغريدة سابقة له إنه «يدرس التحالف مع كيانات متنوعة، مثل تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم والجيل الجديد والتغيير في إقليم كردستان والقرار العراقي برئاسة أسامة النجيفي».
وتابع الصدر في تغريدته «إننا «سائرون» بـ«حكمة» و«وطنية» لتكون «إرادة» الشعب مطلبنا ونبني «جيلاً جديداً» ولنشهد «تغييرا» نحو الإصلاح وليكون «القرار» عراقياً فنرفع «بيارق» «النصر» ولتكون «بغداد» العاصمة وليكون «حراكنا» «الديمقراطي» نحو تأسيس حكومة أبوية من «كوادر» تكنوقراط لا تحزب فيها». ويلاحظ من تغريدته أن الصدر كان يغمز من قناة تجاهل «الحشد الشعبي» بقيادة هادي العامري و«ائتلاف دولة القانون» بقيادة المالكي.
وكانت الصدمة الكبرى التي تلقتها طهران هي طريقة احتفال أنصار الصدر بنتائج الانتخابات حيث تجمعوا وسط بغداد للاحتفال «بالنصر على الفاسدين» و«بداية مرحلة جديدة للشعب العراقي»، وأطلقوها مدوية عندما هتفوا «بغداد حرة حرة!... إيران برا برا!».
ويبدو أن الهتاف المناهض لإيران هو أحد النقاط الأساسية التي اشترك فيها رجل الدين الشيعي مع ذوي «المعاطف الحمراء»، حيث يعارض الحزب الشيوعي توزيع السلطة على أساس الطائفة ويدعو إلى عراق علماني محايد إقليمياً وغير منحاز دولياً. وتنص المادة 76 في دستور البلاد، أن على رئيس الجمهورية، بعد انتخابه من قبل البرلمان، أن يكلف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً في مجلس النواب تشكيل حكومة مجلس الوزراء خلال 15 يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية. ويتولى رئيس مجلس الوزراء المكلف تسمية أعضاء وزارته، خلال مدة أقصاها 30 يوماً من تاريخ التكليف.
* وقفة:
استدارة الصدر نحو السعودية، وتخليه عن إيران، ومناهضته لأمريكا، وتمكنه من التحالف مع ذوي «المعاطف الحمراء»، كلها عوامل جعلته «صانع الملوك» في العراق من خلال أحقيته بتسمية رئيس حكومة لن يخرج عن «بوتقة التكنوقراط»!!