رغم تصريح روحاني بالتزام طهران الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إذا ضمنت حماية مصالحها، فقد أشار إلى أن انسحاب واشنطن يعد انتهاكاً للمعايير الأخلاقية -حسب وصفه، ومن جانب آخر يجري جواد ظريف زياراته للالتقاء بوزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي، ليقينه بنجاح هجومهم المعاكس، وهو ما عبر عنه بالقول سنرى مع الدول الأوروبية التي أصرت بإلحاح على بقاء إيران في الاتفاق ماذا ستفعل لتأكيد ضمان مصالح إيران.
يشي السلوك الإيراني الجديد بأن طهران لم تتخذ احتياطاتها لإلغاء الاتفاق في وقت سابق، فلم تجد مناصاً من شن هجوم على عملية الإلغاء، وكما نعرف جميعاً فإن «أفضل وسيلة للدفاع الهجوم»، تلك هي قوانين الشطرنج التي مارستها طهران تاركةً وزر الحروب وويلاتها للحشد الشعبي والحوثيين وحزب نصرالله. وقد تمثل الهجوم الطهراني باللجوء لتهديد وابتزاز الأوروبيين الباقين في الاتفاق، بإعلان نية طهران استئناف تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي دون قيود ما لم تقدم القوى الأوروبية ضمانات متينة لاستمرار العلاقات التجارية البينية.
وكعادة طهران فإن خير وسيلة لإعلانها الهجوم على أحدهم شيطنته، ولأن الشيطان الأكبر الذي استرضاها بالاتفاق النووي متحولاً حملاً وديعاً قد مات بالانسحاب الرسمي، فقد أحيت الشيطان في واشنطن من جديد، بوصف روحاني للانسحاب بانتهاك المعايير الأخلاقية والسياسية والسبل الدبلوماسية السلمية. إلاَّ أن طهران رأت في تنويع الهجوم مكسباً إضافياً، فطبقت كل ما أوتيت من حيل وعملت على تطبيق نظرية فرق تسد بدق إسفين في الروابط الأمريكية الأوروبية باستغلال اختلاف وجهات النظر بين الطرفين حيال الاتفاق.
يشكل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني إيذاناً بسلسلة من العقوبات الصارمة على رأس إيران، ما يثير كثيراً من التوجس والمخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية واحتمالات اندلاع صراع بين إيران وإسرائيل من جهة، والخليج من جهة أخرى، وعلى سبيل حفظ ماء الوجه فقد لجأت طهران للتعبير عن نفسها عبر إبراز الأوروبيين المناوئين للانسحاب ووجهات نظرهم في إعلامها، مؤكدة من خلال حراستها لبوابة إعلامية انتقائية كيف أن انسحاب واشنطن يقوض سنوات من العمل الدؤوب لاستعادة العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية.
ما زالت طهران تلعب على الأضداد، وتعتمد بقوة على المعسكر الآخر المنافس للأمريكان، مؤكدة التزامها بالاتفاق الذي وقعت عليه الصين وروسيا أيضاً، وفي ذلك يقول ظريف لقد بدأت الجولة في الصين وروسيا اللتين كانتا دائماً مع الشعب الإيراني قبل وبعد العقوبات، ويجب أن نناقش القرار الذي يتعين على إيران اتخاذه فيما يتعلق بضمانات تقدمها الدول الأخرى في مجموعة 5+1.
* اختلاج النبض:
تدير طهران محاولاتها الأخيرة لإنقاذ الاتفاق بعد انسحاب واشنطن، عبر جولة دبلوماسية قادت ظريف إلى موسكو وبروكسل، فماذا فعلت دول الخليج الداعمة لقرار الانسحاب الأمريكي؟!! ألا يوجب ذلك إدارتها لحملة دبلوماسية خليجية تحشد فيها الأصدقاء والأعوان لوقف الهجوم الإيراني المعاكس؟!!
يشي السلوك الإيراني الجديد بأن طهران لم تتخذ احتياطاتها لإلغاء الاتفاق في وقت سابق، فلم تجد مناصاً من شن هجوم على عملية الإلغاء، وكما نعرف جميعاً فإن «أفضل وسيلة للدفاع الهجوم»، تلك هي قوانين الشطرنج التي مارستها طهران تاركةً وزر الحروب وويلاتها للحشد الشعبي والحوثيين وحزب نصرالله. وقد تمثل الهجوم الطهراني باللجوء لتهديد وابتزاز الأوروبيين الباقين في الاتفاق، بإعلان نية طهران استئناف تخصيب اليورانيوم على المستوى الصناعي دون قيود ما لم تقدم القوى الأوروبية ضمانات متينة لاستمرار العلاقات التجارية البينية.
وكعادة طهران فإن خير وسيلة لإعلانها الهجوم على أحدهم شيطنته، ولأن الشيطان الأكبر الذي استرضاها بالاتفاق النووي متحولاً حملاً وديعاً قد مات بالانسحاب الرسمي، فقد أحيت الشيطان في واشنطن من جديد، بوصف روحاني للانسحاب بانتهاك المعايير الأخلاقية والسياسية والسبل الدبلوماسية السلمية. إلاَّ أن طهران رأت في تنويع الهجوم مكسباً إضافياً، فطبقت كل ما أوتيت من حيل وعملت على تطبيق نظرية فرق تسد بدق إسفين في الروابط الأمريكية الأوروبية باستغلال اختلاف وجهات النظر بين الطرفين حيال الاتفاق.
يشكل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني إيذاناً بسلسلة من العقوبات الصارمة على رأس إيران، ما يثير كثيراً من التوجس والمخاوف بشأن إمدادات النفط العالمية واحتمالات اندلاع صراع بين إيران وإسرائيل من جهة، والخليج من جهة أخرى، وعلى سبيل حفظ ماء الوجه فقد لجأت طهران للتعبير عن نفسها عبر إبراز الأوروبيين المناوئين للانسحاب ووجهات نظرهم في إعلامها، مؤكدة من خلال حراستها لبوابة إعلامية انتقائية كيف أن انسحاب واشنطن يقوض سنوات من العمل الدؤوب لاستعادة العلاقات التجارية والدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية.
ما زالت طهران تلعب على الأضداد، وتعتمد بقوة على المعسكر الآخر المنافس للأمريكان، مؤكدة التزامها بالاتفاق الذي وقعت عليه الصين وروسيا أيضاً، وفي ذلك يقول ظريف لقد بدأت الجولة في الصين وروسيا اللتين كانتا دائماً مع الشعب الإيراني قبل وبعد العقوبات، ويجب أن نناقش القرار الذي يتعين على إيران اتخاذه فيما يتعلق بضمانات تقدمها الدول الأخرى في مجموعة 5+1.
* اختلاج النبض:
تدير طهران محاولاتها الأخيرة لإنقاذ الاتفاق بعد انسحاب واشنطن، عبر جولة دبلوماسية قادت ظريف إلى موسكو وبروكسل، فماذا فعلت دول الخليج الداعمة لقرار الانسحاب الأمريكي؟!! ألا يوجب ذلك إدارتها لحملة دبلوماسية خليجية تحشد فيها الأصدقاء والأعوان لوقف الهجوم الإيراني المعاكس؟!!