نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الثلاثاء الموافق 15 مايو محاضرة بعنوان "الذاكرة والتراث الثقافي اللامادي" للأستاذ الدكتور عبدالرحمن أيوب وأدار الحوار د. يوسف النشابة.



واستهل د. أيوب الأمسية بعرض أساليبه المختلفة في دراسة التراث الثقافي اللامادي وعرض التعريف المعتمد له بكونه الذاكرة الجماعية المهنية والعملية الحاضرة القديمة وهو المكون الأساسي الثاني بالإضافة للمكون البيولوجي والعصبي في الإنسان. فآلية حفظ الذاكرة مكنتنا من التثبت بأن لا شيء فينا يتغير بل إن ما يحدث هو تراكم الطباع والعادات، فلا تضيع مع الوقت، فالذات تتغير ولكنها في نفس الوقت لا تتغير العادات الثابتة لدى الإنسان، فهي تتغير من حيثها إنها تثرى بالجديد الذي يضاف للقديم وهي لا تتغير من حيث أفكارنا وأعمالنا جميعها تترك أثرا لا يتغير .

وقد ذكر أن الأفكار لا تولد ولا تموت، بل إنها توجد فحسب. فالأفكار كامنة في مواطن من كيان الإنسان الجسدي، وهو الذاكرة.

وذكر الدكتور أيوب أن بعض الدراسات حددت أن الافكار موجودة في الروح، وهي ما يمثل الذاكرة وموطنها.

كما أضاف أن الجسد فيما يبدو موطن آخر لاحتضان الذكريات، وقد اتفقت العديد من الدراسات على أن الذاكرة توجد في اللامكان من الجسم على أنها في كل جزء من الجسد فلم يعد الموضع في حد ذاته مسألة مهمة بقدر ما أصبح تصور الذاكرة هو المحور الأساسي للبحوث.


كما د. وضح أيوب الارتباط الوثيق بين اللسان والذاكرة، فهو محمل للذاكرة. وقد ذكر العلماء العرب أن للسان ذاكرة وهو محمل للتراث الثقافي اللامادي ومن مميزات الذاكرة التكرار الذي يثبت المعلومة. ومهما كانت مقدرة استيعاب الذاكرة شاسعة فإنها منهمكة في غربلة محتوياتها باستمرار لأن النسيان رفيق التذكر، فالذاكرة تبعد عن مجال التواصل كل ما يكون لا جدوى له والتراث الثقافي العربي يزخر بالأمثلة على ذلك الأمر، فالمعجم يضم الكلمات الكثيرة التي تحمل المعنى ذاته، فيكفي للباحث النظر في التراث الموثق ليجد العديد من الأمثلة المختلفة على ذلك.

وفي الختام ذكر د. أيوب أن الذاكرة تخدع الباحث في التراث فيظن أن ما يراه هو الأصل.