تعتبر اللغة مرآة الشعوب ورمز الحضارات فهي تمثل جزءاً من ذواتهم وجوهراً من حقيقتهم. كثيراً ما نردد بأن فهم لغة قوم سوف يؤمنك شرهم ولكن ما يجهله الكثيرون أن «دراسة» لغتهم سوف تعينك على فهم ثقافتهم الداخلية والخارجية. وبلا شك فإن عوامل كثيرة وعديدة ساهمت في تذويب ألواح جليد الجهل بيننا وبين الآخرين مهما كانوا عنا بثقافاتهم المتعددة بعيدين، سواء كنّا لهم مؤيدين أو رافضين. وأحد هذه العوامل التجدد الدائم للتقنية المعلوماتية وبرامج البحث وأيضاً برامج التواصل الاجتماعي التي لا تعكس فقط ثقافة المجتمع بشكل عام وإنما الثقافة الفردية للشخص بما يتداوله.
فمن المعيب أن تصبح الإعلانات المترجمة من اللغة الأجنبية وبالأخص الإنجليزية والتي تعتبر لغة العالم الاقتصادي إلى اللغة العربية والتي تترجم بصيغة خاطئة ومشوهة ولا تمت للمعنى الحقيقي للكلمة بصلة، محل استهزاء وضحك لدى الكثيرين وتصفيق حار مع إعجاب كبير وتداولها على صيغة نكت وأضاحيك عبر برامج التواصل الاجتماعي وكأننا نتناقل قصص جحا وشُعَيب. والعيب الأكبر أن يتم السكوت والصمت مع «التطنيش» على هذه الظاهرة غير الحضارية والتي تسيء لنا بشكل مباشر وصريح، وبعد كل هذا نصرخ ونستشيط لماذا يتم تصنيفنا بدول العالم الثالث من دون إرادة منا في تغيير المصطلح الأليم!
لذا.. فمن غير المقبول أن تُهدر لغتنا ويُسال بريقها على أيدينا وبإرادتنا ونحن ننظر إلى برنامجٍ للترجمة ابتكره شخص مهم حاز من التطور العلمي إلا أنه لا يمكن أن يسكن في عقل إنسان آخر ويعلم تماماً ماذا يريد بالضبط من معنى لجملة أو كلمة مكتوبة مُراد ترجمتها.. خاصة أننا نعلم مسبقاً أن الكلمة الواحدة في أكثر من لغة تحمل أكثر من معنى واحد.
صدقوني، فشهادتي مجروحة في هذه اللغة العظيمة التي كرمها المولى عز وجلّ فهي لغة القرآن ولغة أهل الجنان ولغة أشرف خلق البشر.. فماذا عساي أن أقول بعد هذا؟!
على بالي أن يتم تخصيص قسم أو لجنة في كل وزارة من وزارات الدولة والهيئات العامة والخاصة وبالتحديد وزارة التجارة والصناعة في مملكة البحرين وكل دولة عربية، أن تكون مهمة هذا القسم الإشراف على المستندات واللوائح التي يتم ترجمتها من أي لغة في العالم إلى اللغة العربية، وذلك كي نخفف وطأة المهزلة التي تتعرض لها لغتنا.. اللغة التي لا بد أن نفخر بها دوماً وأبداً. وما لي إلا أن أردد ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم:
أنا البحــرُ فـي أحشــائهِ الــــدرُّ كامــنٌ
فهلْ ســـألوا الغوَّاصَ عـــن صدفــــاتـي
فيــا ويحكمْ أبلـــــى وتبلـــى محاســـني
ومنكــم وإن عــــزَّ الـــدواءُ أســـاتـــي
فــــلا تكلونــــي للـــــزمـــــانِ فإننـــــي
أخــــافُ عليكمْ أن تحيـــــنَ وفــــاتــــي
فمن المعيب أن تصبح الإعلانات المترجمة من اللغة الأجنبية وبالأخص الإنجليزية والتي تعتبر لغة العالم الاقتصادي إلى اللغة العربية والتي تترجم بصيغة خاطئة ومشوهة ولا تمت للمعنى الحقيقي للكلمة بصلة، محل استهزاء وضحك لدى الكثيرين وتصفيق حار مع إعجاب كبير وتداولها على صيغة نكت وأضاحيك عبر برامج التواصل الاجتماعي وكأننا نتناقل قصص جحا وشُعَيب. والعيب الأكبر أن يتم السكوت والصمت مع «التطنيش» على هذه الظاهرة غير الحضارية والتي تسيء لنا بشكل مباشر وصريح، وبعد كل هذا نصرخ ونستشيط لماذا يتم تصنيفنا بدول العالم الثالث من دون إرادة منا في تغيير المصطلح الأليم!
لذا.. فمن غير المقبول أن تُهدر لغتنا ويُسال بريقها على أيدينا وبإرادتنا ونحن ننظر إلى برنامجٍ للترجمة ابتكره شخص مهم حاز من التطور العلمي إلا أنه لا يمكن أن يسكن في عقل إنسان آخر ويعلم تماماً ماذا يريد بالضبط من معنى لجملة أو كلمة مكتوبة مُراد ترجمتها.. خاصة أننا نعلم مسبقاً أن الكلمة الواحدة في أكثر من لغة تحمل أكثر من معنى واحد.
صدقوني، فشهادتي مجروحة في هذه اللغة العظيمة التي كرمها المولى عز وجلّ فهي لغة القرآن ولغة أهل الجنان ولغة أشرف خلق البشر.. فماذا عساي أن أقول بعد هذا؟!
على بالي أن يتم تخصيص قسم أو لجنة في كل وزارة من وزارات الدولة والهيئات العامة والخاصة وبالتحديد وزارة التجارة والصناعة في مملكة البحرين وكل دولة عربية، أن تكون مهمة هذا القسم الإشراف على المستندات واللوائح التي يتم ترجمتها من أي لغة في العالم إلى اللغة العربية، وذلك كي نخفف وطأة المهزلة التي تتعرض لها لغتنا.. اللغة التي لا بد أن نفخر بها دوماً وأبداً. وما لي إلا أن أردد ما قاله شاعر النيل حافظ إبراهيم:
أنا البحــرُ فـي أحشــائهِ الــــدرُّ كامــنٌ
فهلْ ســـألوا الغوَّاصَ عـــن صدفــــاتـي
فيــا ويحكمْ أبلـــــى وتبلـــى محاســـني
ومنكــم وإن عــــزَّ الـــدواءُ أســـاتـــي
فــــلا تكلونــــي للـــــزمـــــانِ فإننـــــي
أخــــافُ عليكمْ أن تحيـــــنَ وفــــاتــــي