أكد رئيس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن آل عصفور أن الأوقاف بدأت تشهد تغييرات جوهرية وكبيرة وغير مسبوقة على مختلف الصعد لرفع العوائد للأصول والموجودات الوقفية وتكريس الشفافية وتحسين شامل لمنظومة الخدمات التي تقدمها الإدارة وتطوير للأجهزة المهمة للأوقاف، فضلاً عن بعض الأقسام والوحدات التي سيتم استحداثها لوضع الحلقات المفقودة في موضعها الصحيح الأمر الذي سينعكس بشكل أكبر وسريع على أداء الأوقاف ككل. وأكد رئيس الأوقاف الجعفرية على تنمية روح التعاون البناء والإيجابي بين جميع موظفي الأوقاف ومنتسبيها، ما ينعكس إيجاباً على نوعية الأداء في جميع مرافق وقطاعات الأوقاف. وأكد آل عصفور أنّ هذه اللقاءات والتواصل ستفتح آفاقاً أكبر، مما يسهم في تحقيق طموحات الموظفين بمختلف درجاتهم وتخصصاتهم.وفي الكلمة التي ألقاها خلال الحفل السنوي لتكريم الموظفين، والذي أقيم في مجمع البحوث العلمية في سار أشار رئيس الأوقاف الجعفرية إلى حرص الأوقاف على تنظيم هذا الاحتفال السنوي لما له من أثر مباشر وإيجابي على الجميع، وبالأخص أولئك الذين انهوا سنوات عديدة في العمل، كونهم يكرمون في هذا الحفل ويُحتفى بأدائهم المخلص طوال هذه السنوات، معرباً عن تقديره لجهود جميع الموظفين الذين يقدمون الجهود المخلصة في مواقعهم. وأكد آل عصفور "أنّ إدارة الأوقاف الجعفرية تعيش مرحلة إصلاح مهمة وغير مسبوقة، وتتطلب بعض الوقت لظهور ما هو مأمول من النتائج، ونسأل الله سبحانه أن يكون ذلك باكورة لانطلاقة طموحة وواقعية لإدارة الأوقاف الجعفرية بتضافر جهود الجميع وإسهام القدرات والكفاءات التي تحتضنها هذه الإدارة، ولا شك أنّ تحسين بيئة العمل وتطوير الأداء الوظيفي في إدارة الأوقاف وتفعيل الإمكانات والطاقات الكامنة التي لم تفعل حتى الآن والتي سببت إرباكاً وضموراً ستؤدي إلى تعزيز حضور الأوقاف على المستوى الوطني والاجتماعي". وتطرق رئيس مجلس الإدارة إلى وجود إستراتيجية شاملة لإصلاح الأوقاف، مبيناً بأن إدارة الأوقاف الجعفرية وبغض النظر عن كونها من الدوائر الشرعية التي تعمل وفق المذهب الجعفري وتعنى بكل ما يرتبط بأبناء هذه الطائفة الكريمة من دور عبادة ومشاريع ذات صفة مذهبية لها خصوصيتها فإنّ لها تاريخ وطني حافل وإسهام كبير ودور فاعل ومحوري في المجتمع، لذا فإننا نأمل ونطمح ونسعى جاهدين لنحقق لهذه المؤسسة مرحلة ريادة وسبق وتميز". ونوه آل عصفور بأن الأوقاف التي نقوم بإدارتها والإشراف عليها، أسسها أناس يطمحون أن تكون مادة لسعادتهم الأخروية، فقد غادروا هذه الدنيا ولكنهم باقون بما خلفوه من أوقاف وعقارات لتكون سبباً للخير ولعود الثواب إليهم وحصول الجزاء الأوفى والانتفاع به في أخراهم وتحقيق ما أملوه ونشدوه من تجسيد للخير لهم ولمجتمعهم، فكلما قمنا بتطوير الأوقاف وتوفير الأداء الأحسن وتحقيق النجاحات سينعكس مما لا شك فيه على المجتمع الذي نعيش فيه وسيعود أيضاً بالأجر الجزيل على اؤلئك الواقفين".وأكد رئيس الأوقاف أن "الإدارة تشهد أسلوباً جديداً في التطوير عبر الوقوف المباشر على التحديات ومعالجتها بشكل منهجي، فلقد كنا طيلة العام الأول من عمر المجلس الجديد -ومن خلال الحضور الشخصي اليومي- حريصين الوقوف على كل خفايا الدائرة وكل سلبياتها وما يعترضها من صعوبات أو مشاكل وتحديات أو ما يسبب إرهاقاً للعمل الوقفي أو الأداء الوظيفي للموظفين ،ولهذا ما سنقوم به في الفترة القريبة نأمل أن يكون الأداء الناجع للمرحلة القادمة خصوصاً عبر تطعيم الإدارة بالكفاءات والقدرات والخبرات القادرة على النهوض بها والتي ستنتقل بها بشكل نوعي وتاريخي بإذن الله".وأضاف رئيس الأوقاف:" هناك إستراتيجية تفصيلية سنعلن عنها بشكل لاحق، وسنشهد تطويراً للهياكل الوظيفية عن قريب، كما أننا مقبلون على الشروع في أولى مراحل التطوير الشامل في النظام الإداري الالكتروني للإدارة في شهر سبتمبر المقبل، وأيضاً سنشهد تطويراً للأجهزة المهمة للأوقاف،وهناك بعض الأقسام والوحدات التي سيتم استحداثها لوضع الحلقات المفقودة في موضعها الصحيح الأمر الذي سينعكس بشكل أكبر وسريع على أداء الأوقاف ككل".إلى ذلك كشف رئيس الأوقاف عن مشروع مركز خدمات زبائن متكامل قائلاً":" سنشهد قريباً تدشين مركز خدمات الزبائن، وسيكون هناك تواصل كبير مع المراجعين وكذلك تطوير في الأداء وانجاز المعاملات التي نأمل أن تكون محل تقدير وإعجاب بالقياس بالفترة السابقة التي كانت تمضي فيها المعاملات سنوات كثيرة من دون أن يبت فيها، ومن ضمن الخطط التي نسعى لتجسيدها هو افتتاح فروع ومراكز جديدة لتقديم أفضل الخدمات بمستوى عالٍ من الحرفية والإنجاز".كما شدد آل عصفور على أهمية مشروع "بورصة الاستثمارات الوقفية" الذي سيحقق قفزة نوعية تاريخية في الموجودات والأصول الوقفية قد تتجاوز مبالغ كبيرة، وسيرافق ذلك تعزيز الدور الرقابي من خلال تطوير جهاز التدقيق الداخلي للإدارة من خلال الاستعانة بذوي الخبرة والاحترافية في هذا الجانب".