كشف الخطاب الأخير لزعيم المتمردين الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي والذي بث مساء الأحد الماضي، حقيقة الأوضاع الميدانية بشأن المعارك على الجبهات المختلفة في اليمن بوجه عام، ومعارك الساحل الغربي بوجه خاص، لا سيما بعدما اعترف زعيم المتمردين بوجود اختراق في جبهة الحديدة، رغم وصفه الهزيمة بـ«التراجع» مستبعداً «نهاية المعركة»، لكن ذلك لم يمنعه من ذكر كلمة الهلع والارتباك أكثر من 10 مرات، ما يدلل على حجم القلق الذي يخيم على صفوف الميليشيات المتمردة.
وبدا الحوثي في خطابه المرتبك كمن يحرق أصابعه، لا سيما بعدما تكبدت ميليشياته خسائر فادحة في معارك الساحل الغربي، ولهذا لم يتردد في مناشدة أنصاره ومقاتليه عدم الفرار إضافة إلى دعوته لميليشياته بالزج بالمدنيين وإجبارهم على المشاركة في الحرب والتوجه إلى ساحات القتال جبراً.
ولم تتوقف الانهيارات في صفوف المتمردين على معارك الساحل الغربي فقط، بل تشهد الميليشيات انهيارات في معظم جبهات القتال، لا سيما في صعدة وحجة، وهذا ما دفع كبار قيادات الميليشيات الحوثية المتواجدين في معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة شمالاً، في ترتيب أوضاعهم للهروب مع تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الحكومة الشرعية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي والمدعومة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، في حين يتزامن ذلك مع أنباء سرت تتحدث عن خطة إيرانية لتهريب زعيم المتمردين من اليمن.
وربما يتسبب خطاب الحوثي عن غير قصد في انهيار الروح المعنوية للمتمردين، خاصة مع تلويحه بأنه سيتحصن في جبال المحافظات الخاضعة لسيطرته وأنه سيستخدم الطبيعة الجغرافية الصعبة في اليمن خلال المرحلة المقبلة من المعارك، وهذا يفسره مراقبون عسكريون على أنه قصور عسكري وافتقاد الرؤية الاستراتيجية والتكتيكية في إدارة المعارك، حيث لم يجد الحوثي حلاً آخر لمواجهة تقدم القوات الشرعية، سوى الاختباء في كهوف وجبال اليمن!
وفي الوقت الذي يعلن فيه المتحدث باسم المقاومة الوطنية في اليمن العقيد الركن صادق الدويد أن «القوات المشتركة باتت الآن على أبواب مدينة الحديدة»، مشيراً إلى أن «المسافة المحررة خلال 3 أيام هي 78 كيلومتراً في الساحل الغربي وأن المسافة الفاصلة عن تحرير المطار نحو 15 كيلومتراً»، يؤكد الناطق الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية» في اليمن «إعادة الأمل»، بقيادة السعودية، اللواء الطيار الركن تركي بن صالح المالكي، أن «الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 85% من أراضي اليمن»، مشيراً إلى أن «الجيش الوطني اليمني على بعد 21 كيلومتراً من صنعاء، ومدفعية الجيش اليمني تستطيع الوصول لصنعاء».
وتبدو المعارك في الحديدة، وغرب اليمن الأكثر عنفاً، لا سيما وأن القوات الشرعية بدعم التحالف تسعى لتحريره من قبضة الحوثيين، خاصة وأن التحالف يشعر بأن الميناء الاستراتيجي يعد منطلقاً لعمليات عسكرية يشنها المتمردون بين فترة وأخرى في البحر الأحمر، وكان آخرها تعرض سفينة تركية محملة بالقمح لهجوم قبالة اليمن، وهو الهجوم الذي فسره المتحدث باسم التحالف على أنه مدبر من ميناء الحديدة، حيث يعد الأخير المدخل الرئيس للمواد الغذائية والمساعدات الموجهة إلى الملايين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، لذلك شن مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، هجوماً مبطناً على الحوثيين، واتهمهم «بتشديد القيود على أنشطة منظمات الإغاثة في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها»، معتبراً أن «محاولة الوصول إلى المدنيين على طول الساحل الغربي ومدينة تعز باتت أكثر صعوبة، في الوقت الذي يتعرض فيه موظفو الإغاثة للاعتقال والتخويف»، في حين يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يعاني نحو 8.4 مليون نسمة من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
ومن ثم يدرك الحوثيون أهمية معارك الحديدة، وإصرار قوات الشرعية بدعم التحالف على انتزاع الميناء الاستراتيجي من قبضة المتمردين، لأنه ببساطة يمثل قطع شريان تهريب الأسلحة من إيران إلى المتمردين غرب اليمن، إضافة إلى وقف تهريب الصواريخ الباليستية التي تطلقها الميليشيات المتمردة على السعودية بشكل مكثف منذ نوفمبر الماضي. في الوقت ذاته، تواجه القوات الشرعية تحديات أبرزها حقول الألغام التي يزرعها المتمردون بالإضافة إلى خوض المعارك الدامية في المناطق السكنية وهو ما يدفعها إلى تجنب تعرض المدنيين لعمليات القصف. ولا يمكن تجاهل الدور اللوجستي الذي تلعبه «المقاومة اليمنية» في معارك الساحل الغربي، باتجاه الحديدة، حيث تضم قوات «المقاومة اليمنية»، 3 قوى رئيسة استراتيجية، هي «ألوية العمالقة» التي تضم آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، وثانيها هي «المقاومة التهامية» التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي، وثالث تلك القوى، «المقاومة الوطنية» التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فيما يتم التنسيق بين تلك القوى من خلال غرفة عمليات مشتركة تحت غطاء تحالف دعم الشرعية، بحسب تصريحات العقيد الركن صادق الدويد.
* وقفة:
الخطاب الأخير للحوثي يكشف كيف يحرق زعيم المتمردين أصابعه بعدما تكبدت ميليشياته خسائر فادحة على جبهات قتال مختلفة أبرزها الحديدة الرقم الصعب في الحرب الدامية!!
وبدا الحوثي في خطابه المرتبك كمن يحرق أصابعه، لا سيما بعدما تكبدت ميليشياته خسائر فادحة في معارك الساحل الغربي، ولهذا لم يتردد في مناشدة أنصاره ومقاتليه عدم الفرار إضافة إلى دعوته لميليشياته بالزج بالمدنيين وإجبارهم على المشاركة في الحرب والتوجه إلى ساحات القتال جبراً.
ولم تتوقف الانهيارات في صفوف المتمردين على معارك الساحل الغربي فقط، بل تشهد الميليشيات انهيارات في معظم جبهات القتال، لا سيما في صعدة وحجة، وهذا ما دفع كبار قيادات الميليشيات الحوثية المتواجدين في معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة شمالاً، في ترتيب أوضاعهم للهروب مع تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الحكومة الشرعية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي والمدعومة من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، في حين يتزامن ذلك مع أنباء سرت تتحدث عن خطة إيرانية لتهريب زعيم المتمردين من اليمن.
وربما يتسبب خطاب الحوثي عن غير قصد في انهيار الروح المعنوية للمتمردين، خاصة مع تلويحه بأنه سيتحصن في جبال المحافظات الخاضعة لسيطرته وأنه سيستخدم الطبيعة الجغرافية الصعبة في اليمن خلال المرحلة المقبلة من المعارك، وهذا يفسره مراقبون عسكريون على أنه قصور عسكري وافتقاد الرؤية الاستراتيجية والتكتيكية في إدارة المعارك، حيث لم يجد الحوثي حلاً آخر لمواجهة تقدم القوات الشرعية، سوى الاختباء في كهوف وجبال اليمن!
وفي الوقت الذي يعلن فيه المتحدث باسم المقاومة الوطنية في اليمن العقيد الركن صادق الدويد أن «القوات المشتركة باتت الآن على أبواب مدينة الحديدة»، مشيراً إلى أن «المسافة المحررة خلال 3 أيام هي 78 كيلومتراً في الساحل الغربي وأن المسافة الفاصلة عن تحرير المطار نحو 15 كيلومتراً»، يؤكد الناطق الرسمي باسم قوات «تحالف دعم الشرعية» في اليمن «إعادة الأمل»، بقيادة السعودية، اللواء الطيار الركن تركي بن صالح المالكي، أن «الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 85% من أراضي اليمن»، مشيراً إلى أن «الجيش الوطني اليمني على بعد 21 كيلومتراً من صنعاء، ومدفعية الجيش اليمني تستطيع الوصول لصنعاء».
وتبدو المعارك في الحديدة، وغرب اليمن الأكثر عنفاً، لا سيما وأن القوات الشرعية بدعم التحالف تسعى لتحريره من قبضة الحوثيين، خاصة وأن التحالف يشعر بأن الميناء الاستراتيجي يعد منطلقاً لعمليات عسكرية يشنها المتمردون بين فترة وأخرى في البحر الأحمر، وكان آخرها تعرض سفينة تركية محملة بالقمح لهجوم قبالة اليمن، وهو الهجوم الذي فسره المتحدث باسم التحالف على أنه مدبر من ميناء الحديدة، حيث يعد الأخير المدخل الرئيس للمواد الغذائية والمساعدات الموجهة إلى الملايين في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، لذلك شن مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، هجوماً مبطناً على الحوثيين، واتهمهم «بتشديد القيود على أنشطة منظمات الإغاثة في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها»، معتبراً أن «محاولة الوصول إلى المدنيين على طول الساحل الغربي ومدينة تعز باتت أكثر صعوبة، في الوقت الذي يتعرض فيه موظفو الإغاثة للاعتقال والتخويف»، في حين يشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم إذ يعاني نحو 8.4 مليون نسمة من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر المجاعة.
ومن ثم يدرك الحوثيون أهمية معارك الحديدة، وإصرار قوات الشرعية بدعم التحالف على انتزاع الميناء الاستراتيجي من قبضة المتمردين، لأنه ببساطة يمثل قطع شريان تهريب الأسلحة من إيران إلى المتمردين غرب اليمن، إضافة إلى وقف تهريب الصواريخ الباليستية التي تطلقها الميليشيات المتمردة على السعودية بشكل مكثف منذ نوفمبر الماضي. في الوقت ذاته، تواجه القوات الشرعية تحديات أبرزها حقول الألغام التي يزرعها المتمردون بالإضافة إلى خوض المعارك الدامية في المناطق السكنية وهو ما يدفعها إلى تجنب تعرض المدنيين لعمليات القصف. ولا يمكن تجاهل الدور اللوجستي الذي تلعبه «المقاومة اليمنية» في معارك الساحل الغربي، باتجاه الحديدة، حيث تضم قوات «المقاومة اليمنية»، 3 قوى رئيسة استراتيجية، هي «ألوية العمالقة» التي تضم آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، وثانيها هي «المقاومة التهامية» التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي، وثالث تلك القوى، «المقاومة الوطنية» التي يقودها العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فيما يتم التنسيق بين تلك القوى من خلال غرفة عمليات مشتركة تحت غطاء تحالف دعم الشرعية، بحسب تصريحات العقيد الركن صادق الدويد.
* وقفة:
الخطاب الأخير للحوثي يكشف كيف يحرق زعيم المتمردين أصابعه بعدما تكبدت ميليشياته خسائر فادحة على جبهات قتال مختلفة أبرزها الحديدة الرقم الصعب في الحرب الدامية!!