لأننا في رمضان، سأحاول تخفيف حدة الكلام، مع أن الكلام لا يجب أن تخف حدته مع من «يتنصل» من مسؤولياته، و»يحنث» بشعاراته ووعوده، ويحمل «الناس» فشله، ويلوم الصحافة إن مارست حقها الرقابي وانتقدته «وهو نائم أصلاً عن حقه الرقابي طوال سنوات»، بل ويتطاول عليها ويحط من قدرها، بينما قدرها وقدر كتابها المخلصين لهذا البلد محفوظ لدى قيادة البلد، محفوظ لدى جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء.
أكتب هذه السطور بعد قراءة تغطية الزميلة «أخبار الخليج» لمجلس رجل الأعمال الأستاذ ناصر العريض الذي ناقش أداء مجلس النواب، مع قرب انتهاء فصله الأخير والدخول في أجواء انتخابات جديدة.
للأسف، كالعادة يخرج علينا بعض النواب بإسطوانة «مشروخة» معتادة، ليداري فشله، وبالأخص فشله في تحقيق «شعاراته الانتخابية» و»وعوده» للناس، ليتهم «الناس» أنفسهم بأنهم «المشكلة» لأنهم «لا يفهمون» دور النائب، وأن دوره «تشريعي» لا «خدماتي»، رغم أن أغلب شعاراتكم الانتخابية يا نواب دغدغة لمشاعر الناس بوعود «خدماتية».
في جانب آخر يكون اللوم باتجاه الصحافة وكتاب الأعمدة، وتصويرهم على أنهم «مشكلة أخرى» للنواب، في تناسي «معيب» من «بعض» النواب، بأن الصحافة «رقيب» عليهم، كما يفترض بأن يكون المجلس النيابي «رقيباً» على الحكومة، يحاسب المقصرين فيها ويستجوبهم ويطرح الثقة فيهم. رغم الفارق بأن كتاب الأعمدة والصحافة يقومون بدورهم، في حين أن السادة النواب «حتى الآن» لم يتمكنوا من استجواب وزير واحد في ظل تقارير عديدة متضخمة لديوان الرقابة المالية والإدارية، لم نأخذ منها سوى «جعجعة» بعض النواب على صفحات الجرائد. وللعلم الصحافة وكتاب الأعمدة لمن وصفهم بمن «هب ودب» تحدثوا عن تقارير ديوان الرقابة والفساد الإداري والمالي أكثر من حديث هؤلاء النواب عن التقارير التي باتت «نسياً منسياً».
نواب بعد أن «انتهى وقتهم» ويلعبون الآن في الوقت الضائع، يخرجون ليبرروا الفشل، ويسيئوا للناس بأنهم «لا يفهمون» ويهاجمون الكتاب والصحافيين -ممن سبقوهم حتى في خدمة هذا الوطن بسلاح القلم- ويعتبرونهم «مشكلة»؟! أيرضي هذا الوصف الدولة؟! أم الناس الذين توصل الصحافة «نبضهم» و»صوتهم» بعدما قطع كثير من النواب «صلتهم» بناخبيهم حين وصولهم للكراسي؟! أيرضي هذا التطاول على الناس والصحافة رئيس مجلس النواب؟!
الآن وفي الوقت الضائع، يخرج نواب يهاجمون الناس والصحافة، ليقولوا إن «المجلس سيصبح أقوى»، وإن «الاستجواب سيعود»؟! يا سلام، ومتى ذلك إن شاء الله؟! بعد الانتخابات القادمة وتغيير تركيبة المجلس بسقوط كثير من الوجوه وصعود وجوه جديدة؟! يا لها من جملة تطلق من نواب، حينما قدم بعضهم استجوابا وصدعوا رؤوسنا بالتهديد والوعيد للوزراء، اختفت «ورقة الاستجواب» من على طاولة النائب «الحريص» على مصلحة الشعب، وكانت سقطة قوية لا تغتفر، وحينما أعيد جمع التوقيعات «تناقص» العدد، ومن ضرب صدره في المرة الأولى للاستجواب، اختفى وتبخر.
ليس وقت استعراض نيابي، فعمل أربع سنوات ماضية يعرفه الناس تماماً، لا «تتفلسفوا» على الناس بعدم فهمهم لدوركم، الناس «تمسككم» برقابكم من شعاراتكم ووعودكم، ومن يقول إن دورنا تشريعي وليس خدماتي، ليعطينا فقط إحصائية سريعة عن مقترحات الحدائق والمتنزهات التي قدمت في مجلسكم! يمكنك أن تشرح لزملائك دوركم وليس الناس.
ولمن يهاجم مراراً وتكراراً الصحافة لأنها تنتقده، ولمن يستاء من نقد الناس، لا تمارسوا البطولة في مجالس رجال أعمال، ولا عبر تصريحات صحافية في جرائد، رجاء اجمعوا الناس ومن انتخبكم في ساحات مفتوحة وتحدثوا معهم واطلبوا منهم أن يقيموكم. وأيضاً، من لا يعجبكم من كتاب رأي ينتقدونكم، تواجهوا معهم في مجالس تضم الناس وشرائح الناخبين وتناقشوا معهم، وردوا الحجة بالحجة. أما «التطاول» و»الإساءة» من وراء حجب، فهذا فعل لا يقوم به إلا العاجز.
أقتبس هنا فقرة من مقال أعجبني نشره قبل أيام أحد أدباء وكتاب «الحورة» المخضرمين، الأستاذ الكبير محمد عبدالملك، يقول في خاتمته: «السلطة التي لا يعترض مواطنوها وكتابها وصحافيوها، هي سلطة مستبدة، والسلطة التي يعترض مواطنوها وكتابها وصحافيوها هي واحة للحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان. السلطة التي يعترض فيها الناس هي سلطة معافاة عادلة لا تخشى النقد لأنها تثق في عدالتها، وتثق في مواطنيها، وتنصف الجميع، وتنفذ القانون، إنها دولة العدل والقانون وهي فوق ذلك تسعى إلى خير المجتمع، وتعمل ما في وسعها، وتنجز، وهي سلطة قريبة من الناس، يحبها الناس ويدافعون عنها. هي معهم دائماً وليس ضدهم. الدولة الديمقراطية يكثر فيها النقد والاعتراض، وهي تحب أن ترى مواطنيها أقوياء إيجابيين، يقظين، وبنائين، وسعداء وأحراراً، وهي عكس السلطة المستبدة التي تريد مواطنيها نعاجاً، وأصفاراً في الشمال، ورعاعاً، وقطيعاً شديد الطاعة، لا حول له ولا قوة».
أخيرا أقول لبعض هؤلاء النواب الذين يرون مشكلتهم في الناس والصحافة والكتاب الذين ينتقدون أدائهم المخيب، لسنا نحن مشكلتكم. مشكلتكم تعرفونها جيداً، لن أقول فقط ضعفكم، لأن هناك عوامل كثيرة كتبت عليكم هذا الضعف، وأنتم تتحملون مسؤوليتها.
لكن بالنسبة إلينا كشعب وصحافة، هذه النوعية من النواب العاجزين هم «مصيبتنا».
أكتب هذه السطور بعد قراءة تغطية الزميلة «أخبار الخليج» لمجلس رجل الأعمال الأستاذ ناصر العريض الذي ناقش أداء مجلس النواب، مع قرب انتهاء فصله الأخير والدخول في أجواء انتخابات جديدة.
للأسف، كالعادة يخرج علينا بعض النواب بإسطوانة «مشروخة» معتادة، ليداري فشله، وبالأخص فشله في تحقيق «شعاراته الانتخابية» و»وعوده» للناس، ليتهم «الناس» أنفسهم بأنهم «المشكلة» لأنهم «لا يفهمون» دور النائب، وأن دوره «تشريعي» لا «خدماتي»، رغم أن أغلب شعاراتكم الانتخابية يا نواب دغدغة لمشاعر الناس بوعود «خدماتية».
في جانب آخر يكون اللوم باتجاه الصحافة وكتاب الأعمدة، وتصويرهم على أنهم «مشكلة أخرى» للنواب، في تناسي «معيب» من «بعض» النواب، بأن الصحافة «رقيب» عليهم، كما يفترض بأن يكون المجلس النيابي «رقيباً» على الحكومة، يحاسب المقصرين فيها ويستجوبهم ويطرح الثقة فيهم. رغم الفارق بأن كتاب الأعمدة والصحافة يقومون بدورهم، في حين أن السادة النواب «حتى الآن» لم يتمكنوا من استجواب وزير واحد في ظل تقارير عديدة متضخمة لديوان الرقابة المالية والإدارية، لم نأخذ منها سوى «جعجعة» بعض النواب على صفحات الجرائد. وللعلم الصحافة وكتاب الأعمدة لمن وصفهم بمن «هب ودب» تحدثوا عن تقارير ديوان الرقابة والفساد الإداري والمالي أكثر من حديث هؤلاء النواب عن التقارير التي باتت «نسياً منسياً».
نواب بعد أن «انتهى وقتهم» ويلعبون الآن في الوقت الضائع، يخرجون ليبرروا الفشل، ويسيئوا للناس بأنهم «لا يفهمون» ويهاجمون الكتاب والصحافيين -ممن سبقوهم حتى في خدمة هذا الوطن بسلاح القلم- ويعتبرونهم «مشكلة»؟! أيرضي هذا الوصف الدولة؟! أم الناس الذين توصل الصحافة «نبضهم» و»صوتهم» بعدما قطع كثير من النواب «صلتهم» بناخبيهم حين وصولهم للكراسي؟! أيرضي هذا التطاول على الناس والصحافة رئيس مجلس النواب؟!
الآن وفي الوقت الضائع، يخرج نواب يهاجمون الناس والصحافة، ليقولوا إن «المجلس سيصبح أقوى»، وإن «الاستجواب سيعود»؟! يا سلام، ومتى ذلك إن شاء الله؟! بعد الانتخابات القادمة وتغيير تركيبة المجلس بسقوط كثير من الوجوه وصعود وجوه جديدة؟! يا لها من جملة تطلق من نواب، حينما قدم بعضهم استجوابا وصدعوا رؤوسنا بالتهديد والوعيد للوزراء، اختفت «ورقة الاستجواب» من على طاولة النائب «الحريص» على مصلحة الشعب، وكانت سقطة قوية لا تغتفر، وحينما أعيد جمع التوقيعات «تناقص» العدد، ومن ضرب صدره في المرة الأولى للاستجواب، اختفى وتبخر.
ليس وقت استعراض نيابي، فعمل أربع سنوات ماضية يعرفه الناس تماماً، لا «تتفلسفوا» على الناس بعدم فهمهم لدوركم، الناس «تمسككم» برقابكم من شعاراتكم ووعودكم، ومن يقول إن دورنا تشريعي وليس خدماتي، ليعطينا فقط إحصائية سريعة عن مقترحات الحدائق والمتنزهات التي قدمت في مجلسكم! يمكنك أن تشرح لزملائك دوركم وليس الناس.
ولمن يهاجم مراراً وتكراراً الصحافة لأنها تنتقده، ولمن يستاء من نقد الناس، لا تمارسوا البطولة في مجالس رجال أعمال، ولا عبر تصريحات صحافية في جرائد، رجاء اجمعوا الناس ومن انتخبكم في ساحات مفتوحة وتحدثوا معهم واطلبوا منهم أن يقيموكم. وأيضاً، من لا يعجبكم من كتاب رأي ينتقدونكم، تواجهوا معهم في مجالس تضم الناس وشرائح الناخبين وتناقشوا معهم، وردوا الحجة بالحجة. أما «التطاول» و»الإساءة» من وراء حجب، فهذا فعل لا يقوم به إلا العاجز.
أقتبس هنا فقرة من مقال أعجبني نشره قبل أيام أحد أدباء وكتاب «الحورة» المخضرمين، الأستاذ الكبير محمد عبدالملك، يقول في خاتمته: «السلطة التي لا يعترض مواطنوها وكتابها وصحافيوها، هي سلطة مستبدة، والسلطة التي يعترض مواطنوها وكتابها وصحافيوها هي واحة للحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان. السلطة التي يعترض فيها الناس هي سلطة معافاة عادلة لا تخشى النقد لأنها تثق في عدالتها، وتثق في مواطنيها، وتنصف الجميع، وتنفذ القانون، إنها دولة العدل والقانون وهي فوق ذلك تسعى إلى خير المجتمع، وتعمل ما في وسعها، وتنجز، وهي سلطة قريبة من الناس، يحبها الناس ويدافعون عنها. هي معهم دائماً وليس ضدهم. الدولة الديمقراطية يكثر فيها النقد والاعتراض، وهي تحب أن ترى مواطنيها أقوياء إيجابيين، يقظين، وبنائين، وسعداء وأحراراً، وهي عكس السلطة المستبدة التي تريد مواطنيها نعاجاً، وأصفاراً في الشمال، ورعاعاً، وقطيعاً شديد الطاعة، لا حول له ولا قوة».
أخيرا أقول لبعض هؤلاء النواب الذين يرون مشكلتهم في الناس والصحافة والكتاب الذين ينتقدون أدائهم المخيب، لسنا نحن مشكلتكم. مشكلتكم تعرفونها جيداً، لن أقول فقط ضعفكم، لأن هناك عوامل كثيرة كتبت عليكم هذا الضعف، وأنتم تتحملون مسؤوليتها.
لكن بالنسبة إلينا كشعب وصحافة، هذه النوعية من النواب العاجزين هم «مصيبتنا».