* التحالف: القوات اليمنية على بعد 20 كلم من الحديدة

* القوات الشرعية تسعى لقطع الحبل السري للحوثيين في الحديدة

* ميليشيات الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الحديدة بمقتل 250 عنصراً وعشرات الجرحى والأسرى

صنعاء - سرمد عبدالسلام، وكالات

تواصل القوات المشتركة اليمنية المساندة للحكومة الشرعية تقدمها السريع باتجاه تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية، غرب اليمن، والتي تستميت ميليشيا الحوثي الإيرانية بالدفاع عنها، في ظل معلومات شبه مؤكدة عن ارتفاع قتلى الميليشيات إلى أكثر من 250 قتيلاً وعشرات الجرحى والأسرى.

في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، العقيد الركن طيار تركي المالكي، أن "القوات الشرعية باتت على بعد نحو 20 كلم فقط من الحديدة التي تضم ميناء رئيسيا تدخل عبره غالبية المساعدات الإنسانية"، مضيفا أنه "لم يتبق إلى الحديدة إلا ما يقرب من 20 كلم ولا تزال العلميات مستمرة"، مشيرا إلى "سقوط الدفاعات مصحوبة بحالة انهيار وهروب قادة ميدانيين". وقال المالكي في مؤتمر صحافي في الرياض "نريد قطع الشريان الذي يستفيد منه الحوثيون". وذكر أن "تحرير الحديدة ينطوي على أهداف استراتيجية تتمثل في قطع الرأس عن الجسد وقطع الحبل السري للميليشيا الانقلابية التي تعتبر الحديدة أحد أهم مصادر التمويل بالنسبة لهم".

وتمكنت القوات المشتركة المكونة من ألوية العمالقة والمقاومة التهامية وحراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق علي عبدالله صالح من تنفيذ عملية التفاف ناجحة في غضون اليومين الماضيين على مواقع وتحصينات ميليشيا الحوثي الانقلابية في جبهة الساحل الغربي.

وقال مصدر عسكري في ألوية العمالقة لـ "الوطن" إن "القوات المشتركة استطاعت تحرير نحو 70 كيلومترا خلال تلك العملية العسكرية المباغتة بمساندة مقاتلات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، والتي أربكت الميليشيات وتسببت في حالة من الذعر والهلع الشديد في صفوفها".

وأضاف المصدر أن "القوات المشتركة تمكنت من تأمين أجزاء كبيرة من مديرية الدريهمي على مشارف مدينة الحديدة من جهة الساحل الغربي، والتي تبعد عن المطار ما يقارب 15 كلم فقط".

وذكر أن "القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً باتت تسيطر بشكل فعلي على المطار الذي يمثل قاعدة دفاعية متقدمة للميليشيات، ومن المتوقع أن تصدر التوجيهات خلال الساعات القليلة القادمة لاقتحامه".

في الوقت ذاته، ذكرت مصادر طبية في الحديدة لـ "الوطن" أن "مستشفيات المدينة بما فيها مستشفى ميداني تم استحداثه مؤخراً استقبلت نحو 250 قتيلاً وعشرات المصابين خلال الـ 72 ساعة الماضية فقط".

فيما اعلن الموقع الرسمي للجيش اليمني مقتل فرقة كاملة تتكون من 93 عنصراً من ميليشيا الحوثي الانقلابية في معارك الساحل الغربي خلال اليومين الماضيين.

ونقل الموقع عن مصدر ميداني قوله إن "ما لا يقل عن 93 عنصرا من فرقة تابعة لما يطلق عليها "كتائب الحسين"، قتلت في جبهة الساحل الغربي خلال المعارك مع قوات الجيش الوطني في مديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة بما فيهم قائد "سرايا العباس" يحيى عبدالجبار الشامي".

وتعد "كتائب الحسين" أو ما يطلق عليها "كتائب الموت"، بمثابة قوات النخبة الخاصة لدى الانقلابيين الحوثيين التي يراهنون عليها في معاركهم، حيث تلقى أفرادها تدريبات عسكرية وقتالية عالية على أيدي خبراء الحرس الثوري الإيراني وميليشيات "حزب الله" اللبناني.

في غضون ذلك، كثفت القوات المشتركة الموالية للحكومة الشرعية في اليمن قصفها المدفعي على مواقع وتحصينات ميليشيا الانقلاب الحوثية في مطار الحديدة الجوي ومحيطه تمهيداً لاقتحامه.

وأوضح مسؤول التوجيه المعنوي في قوات المقاومة التهامية أيمن جرمش أن "الجيش الوطني اقترب كثيراً من مطار وميناء الحديدة"، غير أنه لم يعط موعداً دقيقاً لاقتحام المدينة الواقعة غرب اليمن.

وقال في تصريح خاص لـ "الوطن"، أن "مسألة الاقتحام وتحرير المدينة من قبضة الانقلابيين تخضع لحسابات عسكرية خاصة تتعلق بوضع الخطة المناسبة وتحديد ساعة الصفر وبما يضمن تقليل الخسائر بالإضافة إلى مراعاة الحرص على سلامة المدنيين في المدينة التي تحتل المرتبة الثالثة تقريباً في اليمن من حيث الكثافة السكانية".

‏وكانت القوات المشتركة قد أعلنت فجر الثلاثاء مطار الحديدة الدولي منطقة عسكرية وطلبت من الأهالي وقاطني الأحياء المجاورة الابتعاد عنها.

يأتي ذلك في ظل معلومات عن قيام الحوثيين بمنع السكان المحليين في تلك المناطق من مغادرة منازلهم، في محاولة منها باتخاذهم دروعاً بشرية لها.

وسبق لميليشيا الحوثي أن قامت خلال اليومين الماضيين بزراعة ألغام كثيفة في محيط بلدة الشجيرة التابعة لمديرية الدريهمي لمنع مغادرة السكان الذين تحتمي بهم من ضربات الجيش وقصف طائرات التحالف العربي، وفقاً لتأكيدات بعض أهالي البلدة.

إلى ذلك أكدت مصادر خاصة وشهود عيان لـ "الوطن" أن "الكثير من شوارع مدينة الحديدة بدت شبه خالية من الحركة، بعد تواتر الأنباء عن اقتراب قوات الجيش اليمني من المدينة بنحو 18 كلم، وسماع دوي المدافع والاشتباكات بشكل واضح من أماكن قريبة".

وذكرت المصادر أن "ميليشيات الحوثي عملت على إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية والفرعية وتحديداً في الأجزاء الجنوبية من المدينة بالحواجز الإسمنتية، واستحدثت متارس وخنادق جديدة عقب قيامها برفع جميع نقاط التفتيش العسكرية التي كانت موجودة في السابق، تحسباً لتقدم قوات الجيش المساند للشرعية واقتحامه للمدينة".

وكانت قوات المقاومة المشتركة بإسناد من مقاتلات التحالف العربي قد تمكنت، من تحقيق اختراق نوعي في معركة تحرير الحديدة، إثر سيطرتها على مناطق واسعة في مديرية "الدريهمي" الملاصقة للمدينة، بعد ساعات قليلة فقط من السيطرة وتأمين معسكر "الزرانيق" الذي يعتبر أكبر المعسكرات التابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية في المديرية ذاتها.

وتمثل مدينة الحديدة الواقعة غرب العاصمة صنعاء بنحو 226 كلم والتي تزحف قوات الشرعية اليمنية نحوها، الشريان الأبرز الذي تعتمد عليه الميليشيا الحوثية في استقبال الأسلحة والصواريخ المهربة إليها من إيران، بالإضافة إلى كونها تشكل مورداً حيوياً هاماً لجني الأموال التي يتم تسخيرها فيما يسمى المجهود الحربي.

ويستميت الانقلابيون في محاولة الإبقاء على هذه المدينة ومينائها الاستراتيجي تحت قبضتهم، باعتبارها المنفذ البحري الأبرز الذي يربطهم بالعالم الخارجي، حيث تمتد على شريط ساحلي هو الأطول في البلاد، حوالي 329 كيلومتر على طول البحر الأحمر.

وسبق أن قامت الميليشيات باستغلال أراض الحديدة لتهديد خطوط الملاحة الدولية، عبر استهداف السفن التجارية وناقلات النفط من أماكن تمركزهم فيها.

***

محمد