الرجل العنكبوت أو «سبايدرمان» باللغة الإنجليزية، أحد الشخصيات الشهيرة التي شهرتها ستوديوهات «مارفل» للإنتاج السينمائي من خلال سلاسل الأفلام العديدة، رغم كونه شخصية كارتونية استخدمت في مجلات الأطفال والرسوم المتحركة منذ الستينات وتحديداً في 1962، وابتكرها كل من الكاتب الفنان ستيف ديتكو، بمساعدة الكاتب ستان لي المدير السابق لـ«مارفل كوميكس».
القصة الشهيرة كما يعرفها الكثيرون، تحكي عن الشاب بيتر باركر الذي يعيش مع جده وجدته، ثم يتم قتل جده خلال حادث في الشارع سببه أحد اللصوص، وبالتزامن مع تعرض بيتر للسعة عنكبوت، تمنحه هذه اللسعة قدرات خارقة، مثل السمع الخارق، والقدرة على التسلق وإنتاج الخيوط الحريرية من معصميه والرؤية الواضحة خلال الليل، ويستخدم كل هذه القدرات تحت بدلة حمراء تخفي هويته، ليساعد الناس، ويحارب الشر.
الفكرة تتمحور حول شخصية «المنقذ» الذي يساعد الناس، ويهب لنجدتهم حين يحتاجونه وبدون أن يكون تدخله في الحسبان، فكرة البطل الخارق الذي يمكنه أن يضحي بنفسه لأجل الآخرين وبـ«لا تردد».
أفلام «مارفل» وما تنتجه ستوديوهاتها من مسلسلات ورسوم كارتونية وسلاسل قصصية، تخلق هذه الصورة النمطية لدى الناس، بالأخص الجيل الناشئ، بالتالي تكون مسألة وجود «بطل خارق»، مسألة صعبة التصديق.
لكن العالم شهد مشهداً قريباً مما يفعله «بيتر باركر» لكن دون أن تكون للبطل خيوط حريرية تساعده على الطيران والتنقل بين المباني، شهدت فرنسا مشهداً ذكر الجميع بأسطورة «الرجل العنكبوت»، حينما تحرك مهاجر من مالي في الثانية والعشرين من عمره يدعى «مامادو غاساما» لينقذ طفلاً كاد أن يسقط من شرفة الطابق الرابع لأحد المباني. تحرك «مامادو» في وقت وقف فيه الناس متفرجين، وبعضهم اتصل برجال المطافئ والطوارئ، تحرك ليتسلق أربعة طوابق من المبنى ويصل للطفل قبل أن يسقط وينقذه.
ما حصل خلال عملية الإنقاذ، أمر «بطولي» وتصرف «شجاع» لا يقوم به إلا شخص جريء، وما حصل بعد ذلك من أمور، تجعل العالم يقف إعجاباً لكيفية التقدير والتعبير عن الامتنان، وتكريم الموقف البطولي فور حصوله دون تأخير.
مامادو مهاجر غير شرعي، دخل لفرنسا آملاً بحياة جديدة، كما قالت عمدة باريس «آن هيدالغو»، لكنه وجد نفسه أمام موقف إنساني يستدعي التدخل، فلم يتردد. وكانت النتيجة بأن سارع الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون لمقابلته وتقديم الشكر له، بل ومكافأته بمنحه الجنسية الفرنسية نظير فعله البطولي، وتعيينه في وظيفة في المطافئ، وظيفة شاغلها هدفه الأول والأخير خدمة الناس ومساعدتهم، والمخاطرة بنفسه لأجلهم.
الناطق باسم الحكومة الفرنسية «بنجامين غريفو» كتب مغرداً: «مامودو غاساما تصرف بشكل بطولي، لإنقاذه في باريس، طفلاً دون أن يفكر في حياته هو. هذه الشجاعة الكبيرة تمثل وفاء لقيم التضامن في جمهوريتنا، يجب أن يفتح أمامه أبواب مجتمعنا». ماكرون نفسه قال لمامادو حين قابله: «لقد أصبحت مثالاً لأن ملايين من الناس شاهدوك، إذا من الطبيعي أن يكون الوطن وفياً تجاهك».
أحد الأقرباء يقول لي معلقاً على المشهد بالأمس، ما معناه أن مامادو نجح في تحقيق هدفه، إذ كانت فرصة متاحة له، ليحصل على الجنسية ووظيفة. لكنني أجبته بأن ما قام به يستحيل أن يكون مدفوعاً بهذه الدوافع، فهو تسلق 4 طوابق في 30 ثانية، وخاطر بفرصة أن يسقط ويموت هو قبل وصوله للطفل، قناعتي بأن هذه ردة فعل سريعة لإنسان «عانى» في حياته، ولا يريد لأحد أن يعاني، فما بالك بطفل سيسقط ويموت! هذا تصرف إنساني بحت.
وكأن مامادو يؤكد حدسي، فقد قال للإعلام الفرنسي: «قال مامودو لوسائل الإعلام»، «رأيت جمعاً من الناس يصرخون وسيارات تطلق أبواقها، تسلقت المبنى وأحمد الله لأني تمكنت من إنقاذه. لقد شعرت بخوف شديد ونقلت الطفل إلى غرفة المعيشة ورحت عندها أرتجف، لم أكن قادراً على الوقوف على رجلي واضطررت إلى الجلوس».
كلام بطل حركته إنسانيته «فقط»، فقدم للعالم مشهداً جعلهم يقفون له احتراماً، وبدورها فرنسا قدمت نموذجاً جميلاً للتقدير والتكريم، حتى مع مهاجر غير شرعي، لكنه خدم البلد حينما حافظ على روح طفل فيها، وقدم درساً في الإنسانية للملايين.
جملة الرئيس الفرنسي فيها درس كبير أيضاً، جملة كلماتها لا تستوعب أية كلمات بعدها .. «من الطبيعي أن يكون الوطن وفياً تجاهك».
القصة الشهيرة كما يعرفها الكثيرون، تحكي عن الشاب بيتر باركر الذي يعيش مع جده وجدته، ثم يتم قتل جده خلال حادث في الشارع سببه أحد اللصوص، وبالتزامن مع تعرض بيتر للسعة عنكبوت، تمنحه هذه اللسعة قدرات خارقة، مثل السمع الخارق، والقدرة على التسلق وإنتاج الخيوط الحريرية من معصميه والرؤية الواضحة خلال الليل، ويستخدم كل هذه القدرات تحت بدلة حمراء تخفي هويته، ليساعد الناس، ويحارب الشر.
الفكرة تتمحور حول شخصية «المنقذ» الذي يساعد الناس، ويهب لنجدتهم حين يحتاجونه وبدون أن يكون تدخله في الحسبان، فكرة البطل الخارق الذي يمكنه أن يضحي بنفسه لأجل الآخرين وبـ«لا تردد».
أفلام «مارفل» وما تنتجه ستوديوهاتها من مسلسلات ورسوم كارتونية وسلاسل قصصية، تخلق هذه الصورة النمطية لدى الناس، بالأخص الجيل الناشئ، بالتالي تكون مسألة وجود «بطل خارق»، مسألة صعبة التصديق.
لكن العالم شهد مشهداً قريباً مما يفعله «بيتر باركر» لكن دون أن تكون للبطل خيوط حريرية تساعده على الطيران والتنقل بين المباني، شهدت فرنسا مشهداً ذكر الجميع بأسطورة «الرجل العنكبوت»، حينما تحرك مهاجر من مالي في الثانية والعشرين من عمره يدعى «مامادو غاساما» لينقذ طفلاً كاد أن يسقط من شرفة الطابق الرابع لأحد المباني. تحرك «مامادو» في وقت وقف فيه الناس متفرجين، وبعضهم اتصل برجال المطافئ والطوارئ، تحرك ليتسلق أربعة طوابق من المبنى ويصل للطفل قبل أن يسقط وينقذه.
ما حصل خلال عملية الإنقاذ، أمر «بطولي» وتصرف «شجاع» لا يقوم به إلا شخص جريء، وما حصل بعد ذلك من أمور، تجعل العالم يقف إعجاباً لكيفية التقدير والتعبير عن الامتنان، وتكريم الموقف البطولي فور حصوله دون تأخير.
مامادو مهاجر غير شرعي، دخل لفرنسا آملاً بحياة جديدة، كما قالت عمدة باريس «آن هيدالغو»، لكنه وجد نفسه أمام موقف إنساني يستدعي التدخل، فلم يتردد. وكانت النتيجة بأن سارع الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون لمقابلته وتقديم الشكر له، بل ومكافأته بمنحه الجنسية الفرنسية نظير فعله البطولي، وتعيينه في وظيفة في المطافئ، وظيفة شاغلها هدفه الأول والأخير خدمة الناس ومساعدتهم، والمخاطرة بنفسه لأجلهم.
الناطق باسم الحكومة الفرنسية «بنجامين غريفو» كتب مغرداً: «مامودو غاساما تصرف بشكل بطولي، لإنقاذه في باريس، طفلاً دون أن يفكر في حياته هو. هذه الشجاعة الكبيرة تمثل وفاء لقيم التضامن في جمهوريتنا، يجب أن يفتح أمامه أبواب مجتمعنا». ماكرون نفسه قال لمامادو حين قابله: «لقد أصبحت مثالاً لأن ملايين من الناس شاهدوك، إذا من الطبيعي أن يكون الوطن وفياً تجاهك».
أحد الأقرباء يقول لي معلقاً على المشهد بالأمس، ما معناه أن مامادو نجح في تحقيق هدفه، إذ كانت فرصة متاحة له، ليحصل على الجنسية ووظيفة. لكنني أجبته بأن ما قام به يستحيل أن يكون مدفوعاً بهذه الدوافع، فهو تسلق 4 طوابق في 30 ثانية، وخاطر بفرصة أن يسقط ويموت هو قبل وصوله للطفل، قناعتي بأن هذه ردة فعل سريعة لإنسان «عانى» في حياته، ولا يريد لأحد أن يعاني، فما بالك بطفل سيسقط ويموت! هذا تصرف إنساني بحت.
وكأن مامادو يؤكد حدسي، فقد قال للإعلام الفرنسي: «قال مامودو لوسائل الإعلام»، «رأيت جمعاً من الناس يصرخون وسيارات تطلق أبواقها، تسلقت المبنى وأحمد الله لأني تمكنت من إنقاذه. لقد شعرت بخوف شديد ونقلت الطفل إلى غرفة المعيشة ورحت عندها أرتجف، لم أكن قادراً على الوقوف على رجلي واضطررت إلى الجلوس».
كلام بطل حركته إنسانيته «فقط»، فقدم للعالم مشهداً جعلهم يقفون له احتراماً، وبدورها فرنسا قدمت نموذجاً جميلاً للتقدير والتكريم، حتى مع مهاجر غير شرعي، لكنه خدم البلد حينما حافظ على روح طفل فيها، وقدم درساً في الإنسانية للملايين.
جملة الرئيس الفرنسي فيها درس كبير أيضاً، جملة كلماتها لا تستوعب أية كلمات بعدها .. «من الطبيعي أن يكون الوطن وفياً تجاهك».