أجمع كثير من الباحثين في التاريخ العراقي على أن بعض العشائر العربية التي هاجرت للعراق فراراً من مجاعات الجزيرة العربية قد اعتنقت المذهب الشيعي وكان دافعها الأهم للتشيع هو للفرار من هول التجنيد الإجباري العثماني المعروف باسمه الرهيب «السفربر»، يرجع ذلك إلى أن المجند وقتذاك كان إذا شارك في حملة عثمانية فمن النادر أن يعود لأهله ووطنه. دفع هذا بكثيرين للفرار من ذلك المصير، ولم يكن منفذهم للفرار سوى لجوء أبناء هذه العشائر العربية إلى التشيع، وذكر بعض الباحثين أيضاً كيف أن عراقيين آخرين قد لجأوا للقنصليات الإيرانية التي أكسبتهم جنسيتها فتشيعوا هرباً من التجنيد العثماني. وما هذه إلاَّ واحدة من كثير من الويلات والمصائب التي خلّفها العثمانيون في حياة العرب المسلمين في الجزيرة العربية.
ويعيد التاريخ العراقي نفسه بعد قرنين من الزمن في سوريا، لتطالعنا أخبار من هنا وهناك بتحول أنظار الشباب السوري للتطوع في الحرس الثوري في ظل ما يواجهونه من ضيق السبل وتقلص الخيارات، وفي محاولة للهروب من شبح الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، لاسيما وأن التطوع هذا يمنحهم جملة من المغريات من بينها الإعفاء من الخدمة إلى جانب مغريات أمنية ومالية أخرى.
وكعادته، استغل الحرس الثوري الفرصة جيداً فقام بانتقاء الشبّان من الفئة العمرية 17-24 عاماً، شريطة أن يكون سنياً وقد أعيته الحاجة لأن الشروط الثلاثة هذه تجعل من السهولة بمكان تغيير معتقداتهم الدينية التي يؤمنون بها ليوجهوهم كما يشاؤون. ومن المؤسف أن مراكز التجنيد تغص بالمتطوعين من هذه الفئة، فهناك مركز «سوا» للتدريب في حلب، والمركز الإيراني بالسيدة زينب في دمشق، ومركز اللواء 47 في الريف الجنوبي لحماة. وكونت هذه المرحلة رجالها أيضاً أبرزهم «الحاج أبو نداء»، وهو ضابط إيراني كبير من الحرس الثوري، يساعده ضباط سوريون من المخابرات الجوية أشهرهم «أبو الخير» الذي كان وكيلاً ضابطاً تم إقناعه بالتشيع ليتحول إلى الرجل الذهبي في اقناع بقية شباب السنة بالاشتراك في الحرس الثوري ثم التشيع ليتسلقوا أعلى الرتب مثله.
وكما هو معروف فإن ماكينة التشيع الإيرانية تحرص على حقن المجندين السنة بالفكر الشيعي عقائدياً، ومن هذا الهتاف أثناء التدريب بصيحات وهتافات طائفية باسم الحسن والحسين والسيدة زينب، أما المرحلة الثانية فتتمثل في إغراء المجندين أو إجبارهم على تشييع أفراد أسرهم. وتشمل المغريات التي تدفع السوريين الشباب للتطوع اعتبار التجنيد مع الحرس الثوري جنة مقارنة بالتجنيد مع الأسد، حيث يوقع المتطوعون عقوداً رسمية تتضمن الإعفاء بعد سنة ونصف فقط، وتحدد المعاشات كراتب شهري 175 دولاراً، إلى جانب الإجازات وبطاقة أمنية تمنع التعرض له من حكومة الأسد، بعكس تجنيد الأسد الذي يحتفظ بالآلاف من المجندين لما يزيد على ستة أعوام.
* اختلاج النبض:
التشيع العسكري هو الخيار الأول لآلاف الشباب السوري، وكما تقول تنسيقية المعارضة فإن هناك 30 ألف متطوعاً سورياً في صفوف الحرس الثوري الإيراني حالياً، مما يعني تشيع عائلاتهم أيضاً، ليتكرر ما حدث في العراق ونحن في غفلة.
ويعيد التاريخ العراقي نفسه بعد قرنين من الزمن في سوريا، لتطالعنا أخبار من هنا وهناك بتحول أنظار الشباب السوري للتطوع في الحرس الثوري في ظل ما يواجهونه من ضيق السبل وتقلص الخيارات، وفي محاولة للهروب من شبح الخدمتين الإلزامية والاحتياطية، لاسيما وأن التطوع هذا يمنحهم جملة من المغريات من بينها الإعفاء من الخدمة إلى جانب مغريات أمنية ومالية أخرى.
وكعادته، استغل الحرس الثوري الفرصة جيداً فقام بانتقاء الشبّان من الفئة العمرية 17-24 عاماً، شريطة أن يكون سنياً وقد أعيته الحاجة لأن الشروط الثلاثة هذه تجعل من السهولة بمكان تغيير معتقداتهم الدينية التي يؤمنون بها ليوجهوهم كما يشاؤون. ومن المؤسف أن مراكز التجنيد تغص بالمتطوعين من هذه الفئة، فهناك مركز «سوا» للتدريب في حلب، والمركز الإيراني بالسيدة زينب في دمشق، ومركز اللواء 47 في الريف الجنوبي لحماة. وكونت هذه المرحلة رجالها أيضاً أبرزهم «الحاج أبو نداء»، وهو ضابط إيراني كبير من الحرس الثوري، يساعده ضباط سوريون من المخابرات الجوية أشهرهم «أبو الخير» الذي كان وكيلاً ضابطاً تم إقناعه بالتشيع ليتحول إلى الرجل الذهبي في اقناع بقية شباب السنة بالاشتراك في الحرس الثوري ثم التشيع ليتسلقوا أعلى الرتب مثله.
وكما هو معروف فإن ماكينة التشيع الإيرانية تحرص على حقن المجندين السنة بالفكر الشيعي عقائدياً، ومن هذا الهتاف أثناء التدريب بصيحات وهتافات طائفية باسم الحسن والحسين والسيدة زينب، أما المرحلة الثانية فتتمثل في إغراء المجندين أو إجبارهم على تشييع أفراد أسرهم. وتشمل المغريات التي تدفع السوريين الشباب للتطوع اعتبار التجنيد مع الحرس الثوري جنة مقارنة بالتجنيد مع الأسد، حيث يوقع المتطوعون عقوداً رسمية تتضمن الإعفاء بعد سنة ونصف فقط، وتحدد المعاشات كراتب شهري 175 دولاراً، إلى جانب الإجازات وبطاقة أمنية تمنع التعرض له من حكومة الأسد، بعكس تجنيد الأسد الذي يحتفظ بالآلاف من المجندين لما يزيد على ستة أعوام.
* اختلاج النبض:
التشيع العسكري هو الخيار الأول لآلاف الشباب السوري، وكما تقول تنسيقية المعارضة فإن هناك 30 ألف متطوعاً سورياً في صفوف الحرس الثوري الإيراني حالياً، مما يعني تشيع عائلاتهم أيضاً، ليتكرر ما حدث في العراق ونحن في غفلة.