في وقت تشتعل فيه الأزمات وتتشابك في العالم العربي يحصل الفلسطينيون على مساندة عربية أقل من ذي قبل في أحدث معركة لهم مع إسرائيل في غزة.وبدا أن هناك تضامناً أكبر معهم في شوارع باريس ونيويورك مقارنة بالقاهرة وبيروت.الدول العربية التي كانت تحمل لواء القضية الفلسطينية منهكة الآن بأزماتها الداخلية، بما في ذلك حربان طائفيتان في سوريا والعراق ومعركة سياسية للدولة المصرية مع جماعة الإخوان المسلمين تلقي بظلالها على دول الخليج. ويقول بعض الفلسطينيين إن العرب تخلوا عنهم.ومما لم يكن في الحسبان أن معلقين في مصر وجهوا انتقادات للفلسطينيين أكثر مما انتقدوا إسرائيل.قال المذيع التلفزيوني المصري المشهور توفيق عكاشة في البرنامج الحواري الذي يقدمه بقناة «الفراعين» «ما تتحرق غزة على اللي فيها». وعقدت جامعة الدول العربية التي تتخذ من القاهرة مقراً لها اجتماعاً واحداً خلال الأزمة المستمرة منذ 26 يوماً. وهذا انعكاس للخلافات بين الدول العربية.وقال خليل شاهين وهو محلل سياسي فلسطيني «لا شك أن الفلسطينيين يشعرون هذه المرة بأنهم وحيدون في هذه المعركة الأعنف من المعارك السابقة».في بادرات تضامن عقد النواب اللبنانيون جلسة من أجل غزة وحثت الجزائر مواطنيها على الوقوف دقيقة حداداً. وكانت هناك أيضاً بعض الاحتجاجات.لكن الاستعداد للنزول إلى الشوارع بدا محدوداً. ويعزو البعض ذلك إلى التعب الذي حل بالنشطاء وغيرهم من المواطنين بعد مظاهرات انتفاضات الربيع العربي الذي بعث آمالاً ديمقراطية عام 2011 قبل أن تتحول الانتفاضات إلى فوضى في كثير من المنطقة. ويرى آخرون أن مواقع التواصل الاجتماعي مكان أفضل للتعبير عن التضامن. وقال شاهين «لا يوجد هناك دعم عربي كاف سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي». ويقول معارضون مصريون يرفضون ما يصفونه بجهود حكومية هدفها «غسل مخ» المصريين إنهم يريدون التظاهر تضامناً مع غزة لكن يخشون إلقاء القبض عليهم إعمالاً لقوانين استخدمت ضد المعارضة.وتبدو السعودية مشغولة بأخطار في أماكن أخرى. وفي خطبة صلاة عيد الفطر حذر أكبر رجل دين في المملكة الشبان السعوديين من السفر إلى الخارج للقتال، في إشارة إلى الحربين في سوريا والعراق اللتين تجذبان إسلاميين متشددين سنة.وخلت تغطية للخطبة نشرتها صحيفة الاقتصادية السعودية من إشارة لغزة.وقال المعلق السعودي البارز جمال خاشقجي إن القضية الفلسطينية كانت الشيء الذي يوحد العرب كلهم لكن الآن هناك خلافات على كل شيء.. خلافات على إبداء التعاطف وخلافات على المبادرة المصرية.وقال رأفت مرة، وهو مسؤول في حماس يقيم في لبنان، إن رد الفعل في العالم العربي ليس بقدر الدمار في غزة. وأضاف أن هذا سببه الموقف الرسمي العربي الضعيف وكذلك الأزمات الاجتماعية والسياسية في العالم العربي.وأضاف أنه على النقيض من ذلك قوبلت الهمجية الإسرائيلية بقدر من الإدانة أكبر في أوروبا والولايات المتحدة.