الأحواز - نهال محمد

أحيا الأحوازيون ذكرى مرور 39 عاماً على المجزرة التاريخية التي ارتكبتها حكومة "ولاية الفقيه" بحق أهالي المحمرة وهي ما عرفت إعلامياً في الأحواز باسم "مذبحة الأربعاء الأسود".

وتعود أحداث الذكرى الأليمة على الأحوازيين في المحمرة إلى يوم الأربعاء 30 مايو 1979، حيث كانت المحمرة عاصمة الأحواز في عهد حكومة الشهيد الأمير شيخ خزعل بن جابر قبل احتلال الأحواز، وكانت هذه المجزرة مخطط لها من قبل تمهيدًا لطمس عروبة الاحواز وعلى وجه الخصوص، المحمرة، من أجل تهجير العرب في تلك الفترة.

وقال أحد شهود العيان هو أن سبب الأحداث هو أن حكومة ايران قامت بجلب وتسليح عناصر فارسية بأمرٍ من "جهان آرا" من خرم اباد واصفهان وشيراز وتم إعطاؤهم السيادة من قبل خلخالي ومدني في المحمرة فأخذوا يعيثون فسادًا وهاجموا المركز الثقافي العربي الذي كان يترأسه شبير الخاقاني لأن النظام أوهمهم بأن تلك المنطقة "كوت الشيخ"، هي العراق، فقامت العناصر الفارسية بقتل كل عربي إلى أن ثار أهل المحمرة في وجه الفرس، واندلعت مواجهات عنيفة ادت الى تدخل الجيش الايراني يوم الأربعاء 30 مايو 1979 واندلعت "مجزرة الأربعاء السوداء"، فبدأ القتل العشوائي في الشوارع والأزقة وقيل انهم كانوا يقفون على جسر المحمرة ويقومون بقتل كل من يرتدي الزي العربي وكل من ينطق العربية. وذكرت مصادر أنه تم قتل وابادة نحو 600 عربي من مدينة المحمرة الأحوازية، ولم تقتصر المذبحة على الرجال فقط بل شلمت النساء والأطفال أيضًا وهذا ما جعل أهالي مدينة عبادان المجاورة للمحمرة يتدخلون بالأهازيج الحماسية والسلاح إلى أن انسحبت القوات الإيرانية بعد ما خلفت سيلًا من الدماء وراءها. ولذلك يخلد الاحوازيون تلك الذكرى كل عام معلنين تضامنهم مع أهالي ضحايا تلك المجزرة التي ارتكبت بحق الأحوازيين.

وقال شاهد عيان لـ "الوطن" إنه "بعد أشهر من اندلاع ثورة المحمرة توجهت مجموعة من المفكرين الأحوازيين بالتنسيق مع الشيخ شبير الخاقاني، المرجع التقليدي العربي في المحمرة، إلى مدينة قم وتحدثوا مع القادة الإيرانيين، وعلى رأسهم مؤسس الثورة الايرانية اية الله روح الله الموسوي الخميني، عن حقوقهم في الأحواز، مثل الحقوق الاقتصادية والثقافية والسياسية واللغة وغيرها، ومع ذلك، تجاهل النظام إعطاء أي حقوق للشعب العربي الأحوازي. ولقد تسببت سياسة إهمال حقوق الأحواز، خاصة في المحمرة، في إحداث صدمة كبيرة للمواطن الأحوازي من سياسات النظام الجديد في إيران. وهكذا، واصل الأحوازيون أنشطتهم الثقافية والسياسية في المحمرة ومدينة الأحواز وعبادان، رغم عدم اعتراف القادة الايرانيين بالحقوق الأساسية في الاحواز.

وقد هاجم المستوطنون المراكز الثقافية الأحوازية، مما أدى إلى رد من الأحوازيين على هذه الهجمات. ثم فجأة، هاجم الجيش الإيراني بقيادة وزير الدفاع الإيراني آنذاك أحمد مدني وبأمر من الخميني مدينة المحمرة بهجوم جوي وبري واستخدام القوات البحرية المستقرة في شط العرب. واستغرق القتال نحو 3 أيام وأدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين العرب بينهم نساء وأطفال، فيما اعتقلت السلطات الإيرانية الآلاف من الأحوازيين، وتم إعدام أو تصفية الكثير منهم تحت التعذيب، وبعضهم تعرض للاختفاء القسري، وقام النظام الإيراني باعتقال المرجع الروحي في الأحواز آية الله الشيخ الخاقاني، وتم ترحيله إلى مدينة قم حيث بقي هناك حتى وفاته منتصف الثمانينيات.

ويهدف الأحوازيون من إحياء ذكرى مجزرة الأربعاء الأسود في المحمرة إلى حث المجتمع الدولي على التحقيق في قضية مجزرة المحمرة ومعاقبة المجرمين الذين شاركوا في تلك الجريمة التي تسببت في قتل الأطفال والنساء والشيوخ في المحمرة الأحوازية.