براءة الحسن

تخلى زين الدين زيدان عن منصبه كمدرب في ريال مدريد بعد أيام فقط من تحقيقه إنجازاً تاريخياً بالفوز بدوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة على التوالي.

خبر استقالته صادم بعض الشيء وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما يخبئه لنا المستقبل بالإضافة إلى زيزو نفسه، وما خلف هذا القرار.

1. يعي الفترة الانتقالية

يعي زيدان جيدا أن هناك فترة انتقالية قادمة سيعيشها ريال مدريد ستشهد الكثير من التغييرات، وبعض القضايا منها مستقبل النجم كريستيانو رونالدو.

وكان زيدان يعرف أكثر من أي شخص آخر أن منصبه مهدد بالفعل إن خسر المباراة النهائية أمام ليفربول بعد خسارة الدوري المحلي والكأس، لكنه أنقذ رأسه من مقصلة بيريز بالفوز بدوري الأبطال.

2. خرج كبطل

في سنتان ونصف، فاز بـ 9 ألقاب وهو رصيد رائع له كمدرب، لذلك خرج من الباب الكبير وبالصورة الأفضل له، لأنه يعي حجم التحديات التي ذكرناها في النقطة السابقة.

يمكن تشبيه خروج زيدان بخروج جوارديولا من برشلونة بعد أن صنع أفضل حقب النادي على الإطلاق.

3. حب في الظاهر وخلافات في الباطن

من المعروف أن بيريز وبحسب ما علمته صحيفة إكسترا سبورت من مصادر خاصة مقربة من ريال مدريد، فإن بيريز لم يكن موافقًا بنسبة 100% على قرارات زيدان خاصة في سوق الانتقالات في بداية الموسم.

كان زيدان مصرًا على التخلص من بعض اللاعبين على غرار ألفارو موراتا وخاميس رودريغيز، في حين كان يُعارض بيريز تلك القرارات بحجة أنها تضعف الصف الثاني لريال مدريد وتصعب من مهمة منافسته على الثنائية كما فعل الموسم الماضي.

في الأخير توصلا لاتفاق مقرب بإعارة خاميس رودريغيز لمدة موسمين، لكن عدم وجود مهاجم بديل لبنزيما ومع تردي مستوى الأخير، وتفضيل المدرب الفرنسي لإبن بلده دائما فهذا ما أغضب كثيرا إدارة ريال مدريد.

4. تحدٍ جديد للرد على المنتقدين

على الرغم من كافة الإنجازات التي حققها زيدان مع ريال مدريد، إلا أنه كان ينظر إليه دائماً بالمدرب المحظوظ، بسبب أخطاء المنافسين، كما حدث أمام بايرن وليفربول في نصف نهائي ونهائي الأبطال.

يفتقر زيدان بالفعل إلى الخبرة التكتيكية في قيادة نادٍ مثل ريال مدريد، والنادي بنجومه قادر على تحقيق النتائج، ونتيجة لذلك فإن عيوب زيدان التكتيكية لم تطغ السطح.

ويعرف زيدان أنه إن أراد يواصل مسيرته كمدرب، سيحتاج إلى مواجهة الشدائد وجهًا لوجه، حيث سيكون بحاجة لتجربة أخرى للرد على المشككين في أن ما فعله في ريال مدريد لم يكن من قبيل الصدفة أو الحظ، أو قوة عناصر المرينغي.