أعلن رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام أمس (الإثنين) رفض الحكومة «مهادنة الإرهابيين»، في إشارة إلى مسلحين يرجح أنهم جهاديون يخوضون منذ السبت معارك مع الجيش في محيط بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، ما أدى إلى مقتل 16 عسكرياً وفقدان الاتصال مع 22. في ما قال مسؤول أمني لبناني إن الجيش عثر أثناء تقدمه على جثث 50 متشدداً.وأكد سلام أن كل المكونات السياسية المنقسمة بشدة حول النزاع السوري المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام، تدعم الجيش في المعارك حول البلدة التي شهدت أمس نزوحاً للمئات من قاطنيها، بينهم لاجئون سوريون.ويرى محللون أن هذه المعارك التي تعد الأخطر في هذه البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، قابلة للاحتواء، إلا أنها قد تؤدي إلى توترات إضافية في لبنان على خلفية النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011.وقال سلام إثر جلسة استثنائية لمجلس الوزراء «إننا نؤكد أن لا تساهل مع الإرهابيين القتلة ولا مهادنة مع من استباح أرض لبنان وأساء إلى أهله».واندلعت المعارك السبت إثر مهاجمة المسلحين مراكز الجيش في محيط عرسال إثر توقيف الأخير قيادياً جهادياً سورياً. وأفاد مصدر عسكري أمس أن 16 عنصراً من الجيش بينهم ضابطان قتلوا في المعارك، وأن الجيش قتل في المقابل «عشرات المسلحين». كما أصيب 86 عسكرياً بجروح، وفقد الاتصال مع 22 آخرين، بحسب الجيش. وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي أشار في مؤتمر صحافي الأحد إلى احتمال أن يكون الجنود المفقودون «أسرى» لدى المسلحين.ويحتجز المسلحون كذلك 20 عنصراً من قوى الأمن الداخلي بعدما اقتحموا السبت مركزهم في داخل عرسال، بحسب مصدر أمني.وواصل الجيش عملياته معلناً إنهاء «تعزيز مواقعه العسكرية الأمامية، وتأمين ربطها ببعضها البعض ورفدها بالإمدادات اللازمة»، مؤكداً استمراره في «مطاردة المجموعات المسلحة».ودارت منذ الصباح معارك عنيفة قام خلالها الجيش بقصف التلال المحيطة بعرسال، في حين تسمع أصوات اشتباكات تستخدم فيها الرشاشات الثقيلة، بحسب مصور لوكالة فرانس برس.ودفعت المعارك مئات اللبنانيين والسوريين إلى النزوح من عرسال في الساعات الأولى مستفيدين من تراجع نسبي في حدة القتال لبعض الوقت.