باريس - لوركا خيزران
فجرت "قوارب الموت" التي يستقلها مهاجرون للوصول إلى أوروبا أزمة دبلوماسية كبيرة بين فرنسا وإيطاليا.
وتصاعد الجدل بين البلدين حول ملف الهجرة في ضوء الأزمة التي تسببت بها السفينة أكواريوس، وألغى وزير الاقتصاد الايطالي جيوفاني تريا لقاء كان مقررا في باريس مع نظيره الفرنسي برونو لومير الذي أسف لهذا القرار.
وجاء تأكيد متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا "مدركة تماماً" للضغوط التي تتعرض لها إيطاليا في مواجهة تدفق اللاجئين من إفريقيا، وأن باريس "متمسكة بالحوار والتعاون" في قضية الهجرة، بعد تصاعد الخلاف بين الدولتين إثر انتقاد فرنسا رفض إيطاليا استقبال سفينة أنقذت أكثر من 600 مهاجر نهاية الأسبوع الماضي.
وفي تصاعد للأزمة، قال وزير الداخلية الإيطالي زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني إنه بدون "اعتذار رسمي" من جانب فرنسا سيكون من الأفضل إلغاء اللقاء المقرر بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي.
وقال سالفيني أمام الصحافيين "بدون اعتذار رسمي سيكون من الأفضل لرئيس الحكومة عدم التوجه إلى فرنسا" للقمة المقررة الجمعة، وذلك بعد تنديد ماكرون بالموقف "المعيب وغير المسؤول" للحكومة الإيطالية لرفضها استقبال السفينة أكواريوس التي تقل أكثر من 600 مهاجر قامت بإنقاذهم.
وقال وزير الخارجية الإيطالي إنزو موارفيرو ميلانزي في بيان بعد استدعاء السفير الفرنسي لدى ايطاليا الاربعاء ان "الحكومة الايطالية تعتبر من غير المقبول استخدام تلك العبارات في تصريحات رسمية في باريس".
وأضاف أن "اللهجة المستخدمة غير مبررة" وان كان موارفير "يتفهم بأن دولة حليفة وصديقة قد تختلف مع مواقف دولة اخرى، فإن الخلاف يجب أن يتم التعبير عنه بطريقة وبأساليب تتماشى مع علاقة الصداقة تلك".
من جهته، أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أن "وزراء الداخلية المتشددين في كل من النمسا وألمانيا وإيطاليا قاموا بتشكيل محور للتصدي للهجرة غير الشرعية إلى أراضي الاتحاد الأوروبي".
ورحب كورتز "بالتعاون الإيجابي الذي نرغب في تطويره بين روما وفيينا وبرلين، أعتقد أنه يؤشر إلى تعاون سيسهم في خفض الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا".
وأضاف كورتز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في 1 يوليو "نعتقد أن محور الراغبين ضروري لمكافحة الهجرة غير الشرعية". وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر في برلين.
وفي تصريح لـ"الوطن" قال الناشط الحقوقي ميشيل كوبانا إن "فرنسا تنطلق من موقف حقوقي انساني لا يمكن الحياد عنه، ولا يجب ان يؤثر الموقف الحقوقي الاخلاقي على العلاقات بين الدول حتى وان كانت ايطاليا تعبر عن المخاوف من تشجيع اللاجئين على الهجرة، إذا غلب على ظنهم عدم التعرض للموت غرقا".
وأضاف أن "هذه المخاوف لا تستقرئ الواقع الحقيقي للمأساة، فالمهاجرون يفرون من موت محقق، إلى موت محتمل، يفرون -إلى أي بقعة من الأرض- من براميل متفجرة، وغازات الكلور، والجوع والمرض حصارا، ويفرون من الموت تعذيبا في المعتقلات، ومن القتل في الشوارع ، كما يفرون من الموت نتيجة الصقيع في مخيمات التشريد".
وتابع أن "الحل هو العمل على استئصال هذه الاسباب من الجذور، جنبا إلى جنب -على الأقل- مع إدانة من لا يتعاملون مع مآسي الهجرة الجماعية باتجاه المنافي في أراضيهم، تعاملا يلتزم موازين القيم والأخلاق والشعور بالمسؤولية".
وفي جنيف، رأى المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، وهو أيضاً إيطالي، أن إيطاليا "محقة" حين تقول إنها عاجزة عن استقبال كل اللاجئين الوافدين عبر البحر المتوسط. وأخذ على أوروبا عدم تحمل قسط من العبء.
وتتهم إيطاليا التي وصل 700 ألف مهاجر إلى شواطئها منذ 2013، الأوروبيين بعدم الاكتراث وتركها وحيدة في مواجهة أزمة الهجرة.
وبموجب القواعد الأوروبية، يجب أن يتقدم المهاجرون بطلب لجوء في أول دولة أوروبية يصلون إليها، الأمر الذي عرض اليونان وإيطاليا لضغوط شديدة، وهما نقطتا وصول مئات آلاف الهاربين من الحرب والفقر والمجاعة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا منذ العام 2015.
من جانبها، تحدثت منظمة "سي ووتش" الألمانية غير الحكومية عن مصرع 12 مهاجراً وإنقاذ 40 آخرين من جانب البحرية الأمريكية بعد غرق زورقهم قبالة السواحل الليبية، داعية إيطاليا إلى أن تفتح لها أبوابها.
فجرت "قوارب الموت" التي يستقلها مهاجرون للوصول إلى أوروبا أزمة دبلوماسية كبيرة بين فرنسا وإيطاليا.
وتصاعد الجدل بين البلدين حول ملف الهجرة في ضوء الأزمة التي تسببت بها السفينة أكواريوس، وألغى وزير الاقتصاد الايطالي جيوفاني تريا لقاء كان مقررا في باريس مع نظيره الفرنسي برونو لومير الذي أسف لهذا القرار.
وجاء تأكيد متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا "مدركة تماماً" للضغوط التي تتعرض لها إيطاليا في مواجهة تدفق اللاجئين من إفريقيا، وأن باريس "متمسكة بالحوار والتعاون" في قضية الهجرة، بعد تصاعد الخلاف بين الدولتين إثر انتقاد فرنسا رفض إيطاليا استقبال سفينة أنقذت أكثر من 600 مهاجر نهاية الأسبوع الماضي.
وفي تصاعد للأزمة، قال وزير الداخلية الإيطالي زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني إنه بدون "اعتذار رسمي" من جانب فرنسا سيكون من الأفضل إلغاء اللقاء المقرر بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي.
وقال سالفيني أمام الصحافيين "بدون اعتذار رسمي سيكون من الأفضل لرئيس الحكومة عدم التوجه إلى فرنسا" للقمة المقررة الجمعة، وذلك بعد تنديد ماكرون بالموقف "المعيب وغير المسؤول" للحكومة الإيطالية لرفضها استقبال السفينة أكواريوس التي تقل أكثر من 600 مهاجر قامت بإنقاذهم.
وقال وزير الخارجية الإيطالي إنزو موارفيرو ميلانزي في بيان بعد استدعاء السفير الفرنسي لدى ايطاليا الاربعاء ان "الحكومة الايطالية تعتبر من غير المقبول استخدام تلك العبارات في تصريحات رسمية في باريس".
وأضاف أن "اللهجة المستخدمة غير مبررة" وان كان موارفير "يتفهم بأن دولة حليفة وصديقة قد تختلف مع مواقف دولة اخرى، فإن الخلاف يجب أن يتم التعبير عنه بطريقة وبأساليب تتماشى مع علاقة الصداقة تلك".
من جهته، أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أن "وزراء الداخلية المتشددين في كل من النمسا وألمانيا وإيطاليا قاموا بتشكيل محور للتصدي للهجرة غير الشرعية إلى أراضي الاتحاد الأوروبي".
ورحب كورتز "بالتعاون الإيجابي الذي نرغب في تطويره بين روما وفيينا وبرلين، أعتقد أنه يؤشر إلى تعاون سيسهم في خفض الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا".
وأضاف كورتز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في 1 يوليو "نعتقد أن محور الراغبين ضروري لمكافحة الهجرة غير الشرعية". وجاءت تصريحاته عقب محادثات مع وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر في برلين.
وفي تصريح لـ"الوطن" قال الناشط الحقوقي ميشيل كوبانا إن "فرنسا تنطلق من موقف حقوقي انساني لا يمكن الحياد عنه، ولا يجب ان يؤثر الموقف الحقوقي الاخلاقي على العلاقات بين الدول حتى وان كانت ايطاليا تعبر عن المخاوف من تشجيع اللاجئين على الهجرة، إذا غلب على ظنهم عدم التعرض للموت غرقا".
وأضاف أن "هذه المخاوف لا تستقرئ الواقع الحقيقي للمأساة، فالمهاجرون يفرون من موت محقق، إلى موت محتمل، يفرون -إلى أي بقعة من الأرض- من براميل متفجرة، وغازات الكلور، والجوع والمرض حصارا، ويفرون من الموت تعذيبا في المعتقلات، ومن القتل في الشوارع ، كما يفرون من الموت نتيجة الصقيع في مخيمات التشريد".
وتابع أن "الحل هو العمل على استئصال هذه الاسباب من الجذور، جنبا إلى جنب -على الأقل- مع إدانة من لا يتعاملون مع مآسي الهجرة الجماعية باتجاه المنافي في أراضيهم، تعاملا يلتزم موازين القيم والأخلاق والشعور بالمسؤولية".
وفي جنيف، رأى المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، وهو أيضاً إيطالي، أن إيطاليا "محقة" حين تقول إنها عاجزة عن استقبال كل اللاجئين الوافدين عبر البحر المتوسط. وأخذ على أوروبا عدم تحمل قسط من العبء.
وتتهم إيطاليا التي وصل 700 ألف مهاجر إلى شواطئها منذ 2013، الأوروبيين بعدم الاكتراث وتركها وحيدة في مواجهة أزمة الهجرة.
وبموجب القواعد الأوروبية، يجب أن يتقدم المهاجرون بطلب لجوء في أول دولة أوروبية يصلون إليها، الأمر الذي عرض اليونان وإيطاليا لضغوط شديدة، وهما نقطتا وصول مئات آلاف الهاربين من الحرب والفقر والمجاعة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا منذ العام 2015.
من جانبها، تحدثت منظمة "سي ووتش" الألمانية غير الحكومية عن مصرع 12 مهاجراً وإنقاذ 40 آخرين من جانب البحرية الأمريكية بعد غرق زورقهم قبالة السواحل الليبية، داعية إيطاليا إلى أن تفتح لها أبوابها.