ياسمين العقيدات

ينظر المجتمع إلى ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة المقعدين منهم بنظرة دونية كأنه قد ارتكبوا إثماً على أثر إعاقته، فحتى ليلة العيد لم تكن كافية لمحاولة الناس جاهدين توصيل مشاعر الشفقة لهم، ولا سيما عندما يقررون الخروج من المنزل لممارسة الحياة كأي إنسان طبيعي وتستقبله الكثير من النظرات ولصعوبات.

قالت روبا العمري، نظرات الناس في المجمعات التي نرتادها ليلة العيد أنا وأصدقائي على كراسينا المتحركة لم تكن تعيق حركتنا بل على العكس تماماً كنت أشعر أننا نعطي بعض الأمل لمن فقد الأمل في حياته، خاصةً عند رؤيتنا في مواقف السيارات وكيفية قيادة السيارة أمر سهل بالنسبة لنا والاعتماد الكلي على نفسنا في طريقة إنزال الكرسي المتحرك بدون مساعدة أياً كان.

وأضافت العمري أنها تفضل الذهاب إلى المجمعات التجارية لتواجد العديد من مرافق وتكون مهيئة تماماً لذوي الاحتياجات الخاصة، فمن المشاكل التي تواجهنا ليلة العيد رغبتنا الشديدة في الذهاب إلى المطاعم أو بعض الأماكن ولا نستطيع بسبب عدم تهيئة المكان لذوي الاحتياجات الخاصة خاصةً للمقعدين، ففي بعض الأماكن التي كنا نرتادها ليلة العيد كنا نوجه بعض الملاحظات لهم وكانوا في زياراتنا المقبلة يهتمون بهذه التفاصيل التي نزودهم بها، ولهذا كم نتمنى أعطاء اهمية أكثر لذوي الاحتياجات الخاصة خاصةً في الأعياد والمناسبات وتجهيز جميع الأماكن بما يناسبنا فنحن أيضاً يحق لنا زيارتها والعيش بالطريقة التي تساعدنا في تسهيل علينا تلك الحركة.

أما جنات فاضل فقالت إن نهار العيد مميز جداً في حياتها بسبب تواجد جميع العائلة حتى الذين لم لا تستطيع الذهاب لهم في الأيام العادية بسبب صعوبة الركوب للعلى مع الكرسي المتحرك ولهذا يكونون متواجدين جميعهم، ومن الأماكن التي أفضل الذهاب إليها في أيام العيد هو البحر لأبتعد عن نظرات الشفقة التي تلاحقني، ولا أستطيع الذهاب إلى جميع الأماكن التي أريدها بسبب عدم تواجد المرتفعات التي تساعد في رفع الكرسي المتحرك، ومن الصعوبات التي تتكرر ليست فقط في ليالي العيد بل في جميع الأوقات هو استيلاء بعض الأشخاص على المواقف الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة ولهذا يأخذ مني البحث عن موقف للسيارة واسع أستطيع لنزول منه أنا وكرسي المتحرك الكثير من الوقت أو الحصول علية ولكن تفصلنا مسافة كبيرة بين المكان والموقف الواسع الذي حصلت عليه.



وأضافت أن مع كل تلك الصعوبات التي أواجهها في الخروج ليلة العيد إلا أنني لا أتنازل أبداً عن الذهاب إلى أحد المسرحياتي التي يتم عرضها.

وقالت دلال عماش إنها لا تضيع أبداً صلاة العيد جماعة فهي تحاول جاهدةً الذهاب لأدائها في المسجد جماعة، محاولةً تماماً تجاهل الشعور الغريب بأنها مختلفة وتغاضي نظرات الشفقة التي تلاحقها، ولهذا أفضل دائماً الذهاب إلى تلك الأماكن المفتوحة ليراني الجميع بأنني لست عاجزة ولست حزينة ولا أستحق البقاء داخل المنزل، بل على العكس أخرج بكامل أناقتي، مع أنني أسمع البعض يتحدث من خلفي أنه لماذا تتزين لا داعي، ولهذا أتمنى دائماً خاصةً في العيد عدم النظر لي بتلك النظرة التي تقول لي ألا تخجلين من كرسكِ المتحرك والظهور أمامنا، ولماذا تحاولين العيش بطريقة طبيعية.