* مصادر خليجية لـ "الوطن": الحريري منفتح على ميقاتي

* جنبلاط: يريدون تسليم النازحين إلى جلاديهم ومصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة

* الحريري يدخل على خط التهدئة بين جنبلاط وعون

بيروت - بديع قرحاني

تغريدة للزعيم الدرزي وليد جنبلاط، حول أزمة اللاجئين السوريين في لبنان، كانت كفيلة ان تشعل حربا اعلامية بين الحزب "التقدّمي الاشتراكي" الذي يتزعمه جنبلاط وبين "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه رئيس الجمهورية ميشال عون.

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إيقاف طلبات الإقامة المقدمة لصالح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، متهماً إياها بـ"تخويف" النازحين السوريين من العودة إلى بلادهم، فيما يبقى ملف عودة النازحين السوريين من أكبر الملفات التي يتم العمل على حلها وسط عدم توحيد الرؤية بين القوى السياسية في لبنان فيما يخَص عودتهم الآمنة إلى بلادهم والآلية التي ستعتمدها الحكومة الجديدة وسط معارضة أكثر من طرف سياسي لبناني التفاوض والتنسيق مع حكومة الرئيس بشار الأسد لإتمام عملية عودة النازحين السوريين إلى بلدهم.

ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري يشكلون الآن أكثر من ربع عدد السكان. وتريد الحكومة أن يبدأ اللاجئون في العودة إلى بلادهم لكن الأمم المتحدة تقول إن الوضع ليس آمنا بعد لعودتهم.

وجاء في تغريدة جنبلاط "اما المهجرون في الأرض فلا عيد لهم ولا راحة، يلاحقهم الموت في البحار وفي الصحاري تجار البشر. يهربون من الظلم والحروب من أجل حياة أحسن فإذا بجدران الكراهية والعنصرية ترتفع في كل مكان، وفي لبنان يطالبون بتسليمهم الى الجلاد بحجة تحميلهم سوء الأحوال ومصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة".

هذه التغريدة لجنبلاط جوبهت بحملة اشبه بتسونامي من قبل مناصري العهد والتيار الوطني الحر، لدرجة وصف وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الصراف واصفاً ما قاله جنبلاط بأنه "أقرب إلى الخيانة"، ولكن الحملة البرتغالية على جنبلاط جوبهت باسلوب "خير الكلام ما قل ودل"، من قبل مناصري وليد جنبلاط وبصورة خاصة الوزير وائل ابو فاعور الذي أشغل الصحفيين واللبنانيين في البحث بمعاجم اللغة العربية لمعرفة ما يقصده فقد استخدم وائل أبو فاعور في رده على الهجوم الذي تعرض له النائب جنبلاط من قيادات ونواب ووزراء في "التيار الوطني الحر" بسبب تغريدته حول النازحين السوريين تعبيرات غير مألوفة على السمع تبين أنها تعني أصوات بعض الحيوانات إذ قال "ما بين الصئي "صوت العقرب" منكم والأخشوب "صوت الببغاء" قدركم يا جوقة القاق "طائر من فصيلة الغرابيات" ان تبقى رؤوسكم تحت الرمل وقدر وليد جنبلاط أن يبقى علو الصقير"، وانهى جنبلاط الجدل في الحملة عليه بالقول "إلى محبي الضجيج أقول "ما بالكم تكأكأتم علي كتأكئكم على ذي علة افرنقعوا عني". هذا التصعيد الإعلامي بين التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر، جعل عدة أطراف تدخل على خط التهدئة بين الطرفين وبصورة خاصة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الذي يسعى جاهدا لتشكيل حكومته في أسرع وقت ممكن وهو يحتاج الى التفاهم بين كل القوى السياسية من اجل تسهيل مهمته. ونجح الحريري في تهدئة الحملات الإعلامية بين الطرفين الذين اتفقا على إيقاف هذه الحملات المتبادلة. من جهة اخرى، كشفت مصادر خليجية لـ "الوطن"، ان "الحريري يتجه الى مزيد من الانفتاح على المكونات السنية الاخرى وبصورة خاصة تجاه رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي والذي وصفه الحريري بانه "خير من يمثل طرابلس". وتؤكد المصادر ان "الحريري تلقى نصيحة من مَسؤولين خليجيين بأن الانفتاح والتعاون مع ميقاتي ضروري في المرحلة الراهنة"، فيما يبدي ميقاتي كل انفتاح وتعاون مع الدول الخليجية وبصورة خاصة السعودية والإمارات، كما انه أبدى انفتاحه وتعاونه مع الحريري وطي صفحة الانتخابات.

وعلى وقع السجال بين القوى السياسية اللبنانية والعمل على تشكيل حكومة جديدة، تركز وسائل إعلام عالمية على المشكلة الابرز وهو "حزب الله" فقد ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الامريكية أن ""حزب الله" يحول مطار بيروت لتهريب إيرانيين"، مضيفة أن "حزب الله" حول مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، إلى مركز لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين، بما يخدم إيران". وأوضحت الصحيفة أن ""حزب الله" يستغل نفوذه في لبنان، لتسهيل سفر المسلحين الإيرانيين من مناطق الصراع، مثل سوريا إلى إيران والعكس". جاء ذلك بعد أن أعلنت السفار اللبنانية في طهران أنه، "ومن أجل تسهيل سفر الإيرانيين من وإلى لبنان، سيتم إلغاء ختم جوازاتهم لدى دخولهم أو خروجهم من مطار بيروت".

وأوضحت ​وزارة الخارجية والمغتربين​ رداً على المعلومات المتداولة عن السماح للرعايا الإيرانيين من الدخول إلى ​لبنان​ من دون ختم جوازات سفرهم على المعابر الحدودية، أن "هذا الإجراء هو من صلاحيات ​الأمن العام اللبناني​ وهو من اتخذ قرار ختم بطاقة الدخول بدلا من الجواز، وينحصر دور وزارة الخارجية والمغتربين بالابلاغ عنه فقط لا غير، فيما أوضح الأمن العام أن هذا الإجراء مُتَّخِذ منذ عشرات السنين مستغرباً إثارته الآن".