* الأطفال يلبسون الثياب الجديدة ويجمعون "العيدية"

الجزائر - جمال كريمي

يعد عيد الفطر مناسبة سعيدة تدخل الفرح والبهجة على نفوس سائر المسلمين في جميع أصقاع المعمورة والجزائريين بصفة خاصة، حيث يستبقون أجواءه بقدوم العشرة الأواخر، وذلك بتنظيف البيوت وتجهيزها وتحضير الحلويات وشراء الملابس ووضع الحناء.

تبدأ ربات البيوت الجزائرية التحضير لعيد الفطر مبكراً لما تقتضيه المناسبة من تجهيزات كبيرة، فيشرعن في تنظيف بيوتهن وتجهيز المفارش والسجاد الخاصة بالعيد، بعدها يقتنين الكسوة التي لا يفرط فيها الصغار ولا الكبار، فيختارون ملابس للخروج في النزهات وأخرى يلبسونها في البيوت تكون أكثر بساطة لاستقبال الضيوف.

ولا يمكن الحديث عن عيد الفطر دون أن تذكر الحلويات الجزائرية اللذيذة التي تتفنن ربات البيوت في إعدادها محاولات المزج بين الحلويات التقليدية التي لا تخلو طاولة منها، على غرار "البقلاوة"، "مقروط اللوز"، "العرايش"، "التشاراك"، "الكعيكعات"، "السكندرانيات"، "المشكلة"، "المخبز" وغالبيتها تعتمد على الجوز واللوز في إعدادها وتزيينها بطرق عصرية والحلويات الحديثة بسهولة تحضيرها وجمال شكلها ولذة طعمها ك"عين البقرة"، الأقماع "الكورني"، "صابلي بريستيج" بأشكاله المتعددة من خاتم للوردات وهو عبارة عن عجينة يتم تحضيرها بالزبدة والسكر والبيض والفانيلا بعدها تلصق بلمربى وتزين بشكولاطة يتم تحضيرها في قوالب خاصة، وتحمل بعض الحلويات الجزائرية أسماء غريبة بعضها تحذرك من الاقتراب منها لهشاشتها "بوسو لاتموسو" مثل "كحلوش وقلبه أبيض" وهو حلوة معناها بأن أسمر البشرة يمتلك قلباً ناصع البياض، وهناك حلويات تحمل أسماء مشاهير الفن الجزائري مثل "شوارب المناعي"، في إشارة إلى فنان من جنوب البلاد اسمه "المناعي".

ولا تفوت ربات البيوت فرصة ليلة القدر التي تختصها العائلات بختان أطفالها لوضع الحناء، والتحضير لسهرة كبيرة تقدم فيها أنواع مختلفة من الحلويات والشاي والشاربات يدعى لها الأهل والأصدقاء كطقس لتوديع الشهر الفضيل، أو تفضل بعض العائلات جلب الهدايا للعروس الجديدة وهو ما يسمى محلياً "المهيبة".

وفي صبيحة يوم العيد تتجه العائلات للمساجد منذ الصباح الباكر لتأدية صلاة العيد، وفي مظهر جميل يصفط صغار منتسبي المعيات الدينية والكشافة الإسلامية، عند مداخل المساجد ليرشوا المصلين بالعطور المختلفة، بعدها يعود المصلون لبيوتهم ليرتشفوا قهوة الصباح، ويتناولون ما جادت به أيدي النساء من حلويات.

ويحرص الأزواج على وضع خاتم أو أقراط من الذهب داخل فنجانه كهدية للزوجة في الوقت الذي يرتدون فيه ملابس العيد ويذهبون لزيارة الأقارب وتبادل التهاني وهي الفرصة للأطفال لجمع المال "العيدية"، بينما يخصص اليوم الثاني لزيارة المقابر ثم التجوال في المنتزهات والبحر. وتقتضي العادات في الجزائر أن تكون وجبة الغذاء في أول أيام العيد من الأكلات التي تفور كالكسكسي أو "الشخشوخة" لاعتقادهم بأنها تجلب الخير للعائلة كلها.